اخرج إلى الضوء | عندما يكون القائد والداً للمجاهدين مهارات | المساندة النفـسيّة في الأزمات والحروب الملف | كيف نواجه إشاعات الحرب؟ الملف | بصبركنّ... ننتصر الملف | دعاء أهل الثغور: مدد المجاهدين الملف | الشهداء المستبشرون معالم المجتمع الصالح في نهج البلاغة الملف | قيم المقاومة آخر الكلام | تحت الركام.. الافتتاحية | الصبر حليف النصر

أدب ولغة: كشكول الأدب


فاطمة برّي بدير


* آراء ومواقف
جاء يوماً عبد الله بن المعتز في المسجد الجامع إلى أبي العباس أحمد بن يحيى ليسلّم عليه، فقام له وأجلسه مكانه، فداس ابن المعتزّ قلماً، فكسره.
فلمّا جلس قال لمن حوله:

لكفّي ثأر عند رجلي لأنها

أثارت قتيلاً ما لأعظُمِه جبرُ.


* فصاحة
- جاء في مرويّات النحو والفصاحة أنّ رجلاً قصد سيبوَيْه لينافسه في النحو، فخرجتْ له جارية، فسألها قائلاً: أين سيّدك يا جارية؟
فأجابته: فاءَ إلى الفيء، فإنْ فاء الفيءُ فاء.
فقال: والله إنْ كان هذا كلام الجارية، فماذا يكون كلام سيدها؟ ورجع.

* سرعة بديهة
1- سئل الإمام عليّ عليه السلام:
ما المسافة بين المشرق والمغرب؟ فقال: مسيرة الشمس يوماً. ثم قيل له: كم بين الأرض والسماء؟ فقال: دعوة مستجابة.

2- كان أحد الأدباء جالساً فأقبل عليه أحد العلماء، فقام الأديب له احتراماً وتقديراً. فقال له العالِم: اجلس لا يجوز القيام، وهذا على مذهبه!
فقال الأديب:

قيامي -والإلهِ- إليكَ حقُّ

وتركُ الحقّ ما لا يستقيمُ

وهل رجلٌ له لبُّ وعقلٌ

يراك تسيرُ إليه ولا يقوم


* عاميّ أصله فصيح
مَزْنوق؛ نقول بالعاميّة: فُلان مزْنُوق، أي في ضائقة ماليّة أو في ضيقٍ أو حَرَجٍ من أيّ نوع، وأصلُه عربيٌّ فصيح من فعل زَنَقَ، تقول العربُ: زَنَقَ الراعي البقرة، أي ربَطَها من عُنُقها، والزِّناقُ: حَبْلٌ تحت الحنَكِ الأسفل للبعير يُجْذَبُ به ويُحَدُّ من جِماحِه، والبعيرُ المزْنوق هو المربوط بالزِّناق وهو حَلَقةٌ توضع حول عُنق البعير ثمَّ يُجْعَلُ فيها خيطٌ يُشَدُّ برأسه؛ ويُقال: أَزْنَقَ وزَنَقَ وزَنَّقَ فلانٌ إذا ضيَّقَ على عِياله فقراً أو بُخلاً؛ والزِّناقُ كذلك: ضَرْبٌ من الحُلِيّ وهو المِخْنَقة؛ وهكذا نستنتجُ أنّ المزنوق هو المربوط من عُنُقه أو المخنوق(1).

* نقرأ لكم
ممّا قاله المستشرق الفرنسيّ رينان عن اللغة العربية:
"من أغرب المُدْهِشَات أن تنبت تلك اللغة القومية وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحارى عند أمّة من الرُّحَّل. تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقّة معانيها، وحسب نظام مبانيها، ولم يُعْرَف لها في كلّ أطوار حياتها طفولة ولا شيخوخة، ولا نكاد نعلم من شأنها إلّا فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تُبَارى، ولا نعرف شبيهاً بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملة من غير تدرّج، وبقيت حافظة لكيانها من كلّ شائبة".

* من طرائف العرب
1- عجوز عزّت في الميّت والعليل
قال: دخلت عجوز على قوم تعزّيهم بميّت، فرأت في الدار عليلاً، فرجعت وقالت: أنا والله يشقّ عليّ المشي وأحسَنَ الله عزاءكم في هذا العليل أيضاً.

2- لا يدري من طلّق الرجل أم المرأة

عن أبي الفضل أحمد الهمذاني قال: جاءت امرأة إلى القاضي وذكرت أنّ زوجها طلّقها. فقال القاضي: ألكِ بيّنة؟!
قالت: نعم، جارٌ لنا.
قال: فأحضرتْهُ، فسأله القاضي: أسمعتَ طلاق هذه المرأة؟
فقال: يا سيّدي خرجت إلى السوق واشتريت لحماً وخبزاً ودبساً وزعفراناً.
فقال له القاضي: ما سألتك عن هذا، لكن هل سمعتَ طلاق هذه المرأة؟
قال: ثمّ تركته في البيت وعدت فاشتريت حطباً وخلّاً.
فقال: دعْ هذا عنك.
فقال: ما أحسن الحديث من أوّله، لقد جلت في الدار جولة فسمعت زعقاتهم وسمعت الطلاق الثلاث، فما أدري أهي طلّقته أمْ هو طلّقها.

3- أوسط اثنين!!

قال الأصمعيّ: قلت لرجل أين كنت؟ قال: ذهبت في جنازة ابن فلان. قلت: فأيّ ولده كان؟ قال: كانوا اثنين فمات الأوسط!

* كلمة حقّ
قَدِم هارون العبّاسيّ الرَّقَّة؛ فانجفل الناس خلف عبد الله بن المبارك، فقالت أُمُّ ولدٍ لهارون كانت مُشرفة على ذلك: مَن هذا؟ فقالوا لها: عالم من أهل خراسان قَدِم الرَّقَّة، يُقال له: عبد الله بن المبارك.
فقالت: هذا والله الملْك! لا ملْك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشُرَط وأعوان!

* من أجمل الشعر
قال أمير الشعراء أحمد شوقي في تعظيم العِلم:

فربَّ صغيرِ قومٍ علَّموه

سما وحمى المسوَّمَة العِرابا

وكان لقومه نفعًا وفَخرًا

ولو تركوه كان أذًى وعابا

فعلِّمْ ما استطعتَ لعلَّ جيلاً

سيأتي يُحدث العجَب العُجابا

* الخطأ والصحيح
- يقولون: هذا كتاب عديم الفائدة والصواب: معدوم الفائدة. فقد جاء في معجم مقاييس اللغة: العين والدال والميم من أصل واحد، يدل على فقدان الشيء وذهابه، وعدِم فلان الشيء إذا فقده، وأعدمه الله تعالى كذا، أي أفاته، والعديم الذي لا مال له.
وجاء في لسان العرب لابن منظور، رجل عديم: لا عقل له فالعديم هو الذي لا يملك المال. وهو الفقير من أعدم أي افتقر.
وقد حمل معنى هذه اللفظة من المعنى المادي إلى المعنوي(2).

- قيل إنّ أحدهم سأل آخر: مِن أين جئت؟ قال: مِن عند أهلُونا.
فقال الأوّل مصحّحاً: قل: أهلينا.
قال: سبحان الله! نعْدِل عن قول الله تعالى (شغلتنا أموالُنا وأهلونا).


1. لسان العرب، ابن منظور، مادة زنق.
2.(م.ن)، مادة عدم.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع