مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

أدب ولغة: كشكول الأدب


فاطمة برّي بدير


* نوادر أعرابي
- التقى أعرابي بقوم فسألهم عن أسمائهم، فقال الأول: اسمي وثيق، وقال الثاني: اسمي ثابث، وقال الثالث: اسمي شديد، وقال الرابع: اسمي منيع، فقال الأعرابي: ما أظن الأقفال صُنعت إلّا من أسمائكم.
- حضر أعرابي على سُفرة سليمان بن عبد الملك، فلما أُتِيَ بالفالوذج جعل يسرع فيه، فقال سليمان: أتدري ما تأكل يا أعرابي؟
فقال: بلى يا أمير المؤمنين، إنّي لأجد ريقاً هنيئاً ومزدرداً ليّناً، وأظنّه الصراط المستقيم الذي ذكره الله في كتابه.
فضحك سليمان وقال: أزيدك منه يا أعرابي، فإنهم يذكرون أنه يزيد في الدماغ.
قال: كَذَبوك يا أمير المؤمنين، لو كان كذلك، لكان رأسك الآن مثل رأس البغل.

* الولد بعين أمه أجمل الأولاد
نسيَ أحد الأولاد طعام المدرسة في البيت، فلحقت به أمّه إلى المدرسة، وقابلت الناظرة العامة، ثم طلبت منها أن تعطي الطعام لابنها .
الناظرة: من هو ابنك سيدتي؟ ما اسمه؟
الأم: ابني هو أجمل ولد في المدرسة!
الناظرة: سيدتي، أنا لا أعرف ابنك! ما اسمه؟
المرأة: ألا تفهمين؟ لقد أخبرتك أنه أجمل طفل في المدرسة!
بعد الدوام حين رجع الولد إلى البيت سألته أمه: هل أعجبك الطعام الذي أرسلته لك إلى المدرسة؟
قال الولد: لم أتسلّم شيئاً. لم يعطِني أحد شيئاً! وقد بقيت بلا طعام!
في اليوم التالي، ذهبت الأم إلى المدرسة وسألت الناظرة بغضب وعصبيّة: لمَ لمْ تعطي ابني طعامه؟
الناظرة: لقد سألتكِ عن اسم ابنك مراراً وأنت تكررين: هو أجمل ولد في المدرسة. وبالنسبة إلي فإنّ أجمل ولد في المدرسة هو ابني! وقد أخذت الطعام له!

* آراء ومواقف لغوية
قيل لحاتم الأصمّ(1): لو قرأت لنا شيئاً من القرآن، فقال: نعم، واندفع يقرأ: الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للشقيّين الذين لا يؤمنون بالغيب ولا يقيمون الصلاة ومما رزقناهم يكنزون.
قالوا: ليس هكذا. قال: صدقْتم. ولكن كذا أنتم.

* الحثّ على تدبّر الكلام قبل إيراده
قال الإمام عليّ عليه السلام: "لسان العاقل وراء قلبه" (2)، فإذا أراد الكلام رجع إليه، فإن كان له تكلم به وإلّا تركه، ولسان الجاهل قدام قلبه يتكلّم بما عرض له. وقيل: من لم يخف الكلام تكلّم، ومن خافه تبكَّم.

وقال الشاعر:
تأمّل فلا تستطيع رد مقالة إذا القول في زلاته فارق الفَما

* فائدة لغوية: متى تكتب ابن أو بن؟
الفرق بين "بن" و"ابن" من الناحية اللغوية أن "بن" بمعناها (ولد)، اتفق اللغويون على أنها تأتي بين اسم الولد واسم أبيه، فيقال: محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي، أي بن، لا تأتي بين الاسم واسم الأم، فلا يقال: محمّد بن آمنة، بل: محمّد ابن آمنة، ولا يقال: محمّد بن الحنفية، بل: محمّد ابن الحنفية.
أما كلمة "ابن" فهي بنفس معنى "بن"، واتفق اللغويون على أنّها لا تأتي إلّا في المواضع الآتية:
أ- بين الاسم واسم الجد وإن علا: فيقال: محمّد ابن عبد المطّلب، ولا يقال: محمّد بن عبد المطّلب.
ب- بين الاسم واسم الأم: فيقال: محمّد ابن الحنفية، ولا يقال: محمّد بن الحنفية.
ج- في أول السطر: حيث إنّه لا يجوز أن تبدأ السطر بكلمة "بن"، بل إن كانت أول كلمة في السطر يجب أن تكون "ابن" بدلاً من "بن". مثال: حدّثنا فلان بن فلان عن فلان ابن فلان عن أبيه ...
د- بين الاسم ولقب أحد الآباء: يقال: يا ابن السادة ولا يقال: يا بن السادة.
هـ- في بعض الاستخدامات المجازية، مثل: يا ابن أخي، يا ابن أمّي، يا ابن الإسلام، يا ابن العروبة...

* تعب العاقل واستراحة الجاهل
قيل لحكيم: مَن أنعم الناس عيشاً؟ فقال: من كفى أمر دنياه ولم يهتمّ لأمر آخرته.

وقال الشاعر:

من رزق الحمق فذو نعمة آثارها واضحة ظاهره
يحطّ ثقل المرء عن نفسه والفكر في الدنيا وفي الآخرة


وقال آخر:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم


* نحن نقرأ لكم: "حبّي الأول"
سحر خليفة: روائية فلسطينيّة معاصرة. تعيش حالياً في عمّان. كتبت الكثير عن يوميّات الاحتلال الإسرائيلي وواقع حياة الناس تحت الاحتلال.

النص مقتبس من روايتها "حبّي الأول": وهي رواية تأريخية توثيقية، تتناول سيرة حياة المقاوم والشهيد عبد القادر الحسيني، ومدى التهاون الذي لقيه من القادة والزعماء العرب، الذين خبّأوا في المخازن عتاداً عسكرياً يكفي جيوشاً، ولم يمنحوه بندقية واحدة، لا له ولا لرجال ثورته، التي تعيد الكاتبة إحياءها من جديد في هذه الرواية المهمة، التي ننصح بقراءتها للاستفادة من العِبر الكثيرة التي حملتها:

"... سَمِعَنا النادل ونتحدّث بلهجة عربية، فسألَنا من أين نحن، فقلنا: من القدس، ابتهج وقال: يا حيّا الله أصحاب الشجاعة والهمّة أخباركم والله ترفع الرأس وتردّ الروح. جماعتكم هناك، أشار بيده نحو مجموعة كهول يلعبون الورق والنرْد.. هم زعماء السياسة وقادة الأحزاب وأعضاء الهيئة العربيّة، من كان بيدهم الأمر والنهي والمؤتمرات والعرائض حتى هربوا. تركوا مواقعهم في القدس ولجأوا إلى الشام بعد أن قسموا البلد عدة جبهات وجعلوا منها رقعة شطرنج.

ها هم الآن في مقهى الشام يلعبون، يلعبون الورق والنرْد، ويشربون الشاي، ويناقشون قضايا الوطن... سألانا: من أين؟ فقلنا: القدس. وحين قلنا "القدس" رفع اللّاعبون أعينهم وتمعّنوا بنا لحظة لا أكثر.. سألانا جماعة مَن نحن؟ فقلنا: جماعة الحسيني. قالا باهتمام: لأي حسيني؟ حسيني المفتي أم عبد القادر؟ قلنا: طبعاً عبد القادر. فساد الصمت وعبَست وجوه وتوقّفت الأيدي عن رمي الورق أو قذف النرْد، ورفع اللّاعبون حواجبهم ونظروا إلينا كما لو قلنا من "البالماخ" أو "الهستدروت"".


(1) من أعلام أهل السنّة والجماعة في القرن الثالث الهجري، عن كتاب البصائر والذخائر لأبي حيّان التوحيدي.
(2) نهج البلاغة، خطب الإمام عليّ عليه السلام، ج4، ص11.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع