مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مصطلحات ومحطات في تاريخ القدس المعاصر

موسى حسين صفوان


إذا كان عنوان القضية الفلسطينية، يمكن اختصاره بقضية الأرض والسيادة، ومعاناة شعب تامر العالم المتحضر عليه فارتكب بحقه المجازر، وتم تهجيره لحساب يهود... فإن قضية القدس، إضافة لكل ما تحمله القضية الفلسطينية من عناوين تحمل عنواناً آخر لما تمثله من تراث حضاري إنساني وما تحتضنه من مقدسات إسلامية ومسيحية. في هذا العدد الخاص اخترنا لكم باقة من المصطلحات والمحطات التاريخية المتعلقة بقضية فلسطين عامة، وقضية القدس على وجه الخصوص.

1 - أورشليم Jerusalem
يدّعي اليهود إن سام بن نوح سمّى القدس شالم أي السلام، وأن إبراهيم عليه السلام سماها "يرأه" بمعنى الخوف، فقرر الله كما يدّعون أن يسميها بالإسمين معاً أي "يرأه شلم" أي "أورشليم" وهو كما يظهر ادعاء أشبه بالأساطير لا دليل عليه. وأصل الاسم كما تثبت الآثار يعود إلى ثلاثة ألاف سنة حيث سكنت القدس قبائل يبوسية كنعانية، وقد اشتهر من ملوكها سالم اليبوسي و "ملكي صادق" فكانت تسمى سالم ويبوس ولا يعرف للمدينة اسم قبل ذلك، ولما دخلها داود عليه السلام أطلق عليها اسم مدينة داود ثم اختفى فيما بعد هذا الاسم وعاد الاسم الأول سالم أو شالم، ولما دخلها المسلمون كان الروم يطلقون عليها اسم إيله، فسماها المسلمون "بيت المقدس".

2 - تهجير عرب فلسطين: Arab Transfer
منذ المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد في بال عام 1897 تم التخطيط لصهينة فلسطين وتهويد الأرض - وفي عام 1901 نشطت الحركة الصهيونية في شراء الأراضي وتهجير اليهود إليها. وفي ظل الإنتداب البريطاني خططت الحركة الصهيونية لتهجير الفلسطينيين وتشجيع الاستيطان الصهيوني، فأقيمت الوكالة اليهودية، وأنشى‏ء الهستدروت لينظم عمال المدن وأوجدت الكيبوتزات لتعبئة العمال المزارعين، وذلك تحت حماية إرهاب الهاغاناه.

وقد كان هناك 000،43 متطوع يهودي البشيوف يحملون السلاح في جيوش الحلفاء، وقد استفادوا من التأهيل العسكري الجيد، مما جعلهم يحسمون المعركة لصالحهم في العام 1948. واستعملت الحركة الصهيونية سياسات تهجيرية منها الإرهاب، وشراء الأراضي بأسعار مغرية، الحصار الاقتصادي وذلك لتحقيق شعار أرض بلا شعب لشعب بلا أرض. وفي عام 1948 خلال شهري نيسان وأيار ازدادت أعمال العنف والمجازر لإلقاء الذعر في قلوب الفلسطينيين من ناحية، وأعلنت الحركة الصهيونية مسالك محددة آمنة لهروب السكان من المجازر مما كان له وقع رهيب على الفلسطينيين في غياب الدعم العربي الذي طال انتظاره. وقد تعرضت الأقلية العربية المحاصرة في فلسطين المحتلة إلى الاضطهاد والتمييز العنصري.

ولا تزال إسرائيل تعمل لتهجير الفلسطينيين لتحقيق خطة بن غوريون التي تفضل إسرائيل نظيفة كلياً من العرب. وبعد ثلاثين سنة، اقترح اسحاق رابين تبادل السكان أو بالأحرى نقل العرب إلى الدول العربية المجاورة ومنذ ذلك الوقت تردد مصطلح التهجير أو الترانسفير على لسان أكثر من مسؤول وحزب في إسرائيل أخرها على لسان المقبور زائيفي وإذا كانت حكومة الاحتلال تقبل بصعوبة وجود عرب في أنحاء فلسطين فهي تسعى جاهدة لتهويد القدس وجعلها يهودية خالصة تمهيداً لجعلها عاصمة أبدية لدولة اليهود المزعومة، ويدخل في ذلك هدم المسجد الأقصى وباقي المقدسات، وإقامة الهيكل المزعوم.

3 - نظام الستاتسكو Statusquo
وتعني لغة الوضع الراهن، وهو النظام الصادر عن حكومة الانتداب البريطاني في فلسطين سنة 1931 بناءً على قرار مجلس عصبة الأمم في 14 كانون الثاني 1930، وبناءً على تقرير اللجنة الدولية في أول كانون الأول 1930 إثر حوادث 1929... وقد تقرر في هذا النظام، أن للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي حائط البراق، لأنه تابع للحرم الشريف الذي هو وقف إسلامي وقد حفظ لليهود حرية السلوك إلى الحائط لإقامة التضرعات ضمن شروط عديدة، ولكن السلطات الصهيونية بعد العام 1967، هدمت الأبنية المواجهة للحائط الغربي للمسجد في محاولة لفرض وضع راهن جديد وتغيير النظام.

4 - لجنة التحقيق الأنكلو - أميركية
على أثر صدور كتاب ماكدونالد الأبيض في 17/5/1939 الذي حدد حجم الهجرة اليهودية إلى فلسطين ب 75 ألف نسمة فقط خلال السنوات الخمس الذي تلا إصدار الكتاب، قام الصهاينة بعمليات إرهابية ضد الإنتداب البريطاني، وبرزت حينها منظمات الهاغاناه والشتيرن والأرغون والشناي لتومي كمنظمات إرهابية، وأصبح زعماؤها مثل بيغن وشارون، وشامير وغيرهم مطلوبين للعدالة كإرهابيين. وتحول الصهاينة إلى الدولة الأقوى - الولايات المتحدة - وكان مؤتمر بلتمور 1942 في نيويورك بداية التحرك الصهيوني باتجاه أميركا. وفي 31/8/1945 طلب الرئيس ترومان من رئيس وزراء بريطانيا السماح بإدخال 100 ألف يهودي إلى فلسطين، فقبلت بريطانيا مقابل مساعدات من الولايات المتحدة، واقترحت على لسان وزير خارجيتها إرسال لجنة تحقيق في 14/11/1945 على أن تكون مشتركة، لبحث مسألة يهود أوروبا وللقيام بدراسة المشكلة الفلسطينية. بدأت اللجنة عملها في 4/1/1946 في واشنطن ثم اتجهت إلى لندن في 25/1/1946 وزارت معظم الدول الأوروبية وفي 28 شباط توجهت إلى القاهرة واستمعت إلى أمين عام الجامعة العربية عبد الرحمن عزام. ثم توجهت إلى فلسطين وباقي الدول العربية. وفي 20/4/1946 صدر تقريرها ومن أهم مقرراته دعوتها إلى إصدار إجازة سريعة تبيح لليهود الهجرة إلى فلسطين وقدر العدد المسموح له ب 100 ألف مهاجر، وكان لهذا التقرير وقع الصاعقة على الدول العربية التي رفضت التقرير.

5 - مؤتمر أنشاص:
إثر ظهور تقرير لجنة التحقيق المذكور أعلاه تقرر دعوة مجلس جامعة الدول العربية إلى جلسة استثنائيّة في بلودان بسورية في 18/5/1946، وتم الاتفاق على عقد مؤتمر قمة عربية في أنشاص قرب القاهرة في 27/5/1946، وكان أول مؤتمر قمة عربي اشترك فيه ملوك ورؤساء كل من مصر، السعودية، اليمن، العراق، سورية، لبنان، ومن مقرراته رفض تقرير لجنة التحقيق، والتمسك باستقلال فلسطين وصيانة عروبتها.

6 - تدويل القدس Internationalalization of Jerusalem
برز هذا الاقتراح سنة 1947، وكان يهدف إلى تدويل مدينة القدس بقسميها، وحيث كان الوضع السكاني والجغرافي في صالح العرب بنسبة 70% وقد أعيد طرح المشروع أثناء لقاءات كامب دايفيد، وقد رفض المشروع كل من الجانب العربي لاعتبارات مبدئية وسياسية، والجانب الإسرائيلي خاصة بعد أن قامت إسرائيل بفرض حقائق جديدة على أرض القدس تحولت معها النسبة الجغرافية والسكانية بنسبة 75% لصالح اليهود. ومن جملة مشاريع التدويل مشروع المدينة المفتوحة Open city ومشروع الكيان المنفصل Corpus sepratum. ومن المشاريع التي تعبر عن الموقف الإسرائيلي مشروع ألون 1967 ومشروع ابا إيبان سنة 1968، ولا تزال إسرائيل عاملة لتنفيذ هذه المشاريع التي ترمي إلى ضم الأراضي المحتلة سنة 1967، وإقامة معاهدات أمنية وسياسية منفردة مع الدول المجاورة، ويمثل مشروع ابا ايبان جوهر الفكر الصهيوني. بالمقابل هناك مشاريع يهودية أخرى لم تحظَ بالموافقة الصهوينية مثل مشروع أفنيري ومشروع حزب المابام. أما أوري أفنيري فقد طرح مشروعاً في 1968 يقوم على أساس اتحاد كونفدرالي سامي وقد شرحه كتاب اسرائيل بلا صهيونيين ولم يحظ سوى بصوتين في الكنيست.

أما مشروع حزب المابام نُشر في جريدة غل همسمار في 2/1/1976 فهو يقسم بلدية القدس إلى بلديات صغرى عربية ويهودية تتمتع بإستقلال ذاتي واسع النطاق وأهم ما في المشروع ترك منطقة الحرم القدسي على حالها باعتبار أن اليهود غير مخولين أحداث أي تغيير حتى يظهر المسيح المنتظر، ولكن هذه المشاريع لم تحظ بموافقة الاتجاه الصهيوني في الكنيست. أيضاً هناك مشاريع عربية تؤكد على السيادة العربية، وحرية العبادة منها مشروع المطران نعمة السمعان 1977 الذي تقدم به إلى هيئة الأمم وقد ركز على السيادة العربية على القسم العربي والسيادة اليهودية على القسم اليهودي على أن تضع هيئة الأمم دستوراً موحداً يتولى الفريقان تنفيذه دون تقسيم المدينة وأهم ما في المشروع اعتبار المدينة مفتوحة وحرية الوصول إلى مراكز العبادة - Free Access.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع