مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مصباح الولاية: القرآن (2)



عزيزي القارئ
كنا قد عرضنا عليك في الحلقة السابقة مجموعة من الروايات الشريفة التي تعرضت للكلام عن مواصفات القرآن الكريم، وفي هذه الحلقة نعرض عليك مجموعة أخرى من الروايات، تبين فضل تعلم القرآن وتعليمه وحفظه واستذكاره في خطوة منا- واقتداءً بهذه الروايات- على ترغيب أنفسنا وإياك على حمل هذا السفر الإلهي العظيم، والاسترشاد بهديه وتعاليمه، فماذا عن هذه المرويات؟

1- تعلم القرآن وتعليمه

لقد شددت الأحاديث الشريفة، وحثت بشكل كبير على الاهتمام بتعلم القرآن الكريم، لما فيه من منافع عظيمة وفوائد جمة تعود بالخير على الفرد والمجتمع، ولما فيه من تعاليم راقية يصل إليها المرء عند أدنى تدبر في الآيات الإلهية.
كما جاء التأكيد في هذه الأحاديث على تعليم القرآن الكريم، وإيصال معارفه السامية إلى البشر كافة، وذلك أن فيه خيرهم وما يوصلهم إلى السعادة والكمال المنشودين من قبلهم. قال تعالى: ﴿كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور.
وقد جُعل لكل من يتعلم القرآن أو يعلمه غيره أجرٌ عظيم، حيث عدّ من خير الناس طرّاً، فجاء عن رسول الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "خياركم من تعلّم القرآن وعلّمه".
كما خصصت للمتدارسين فيه عطايا جمة ومزايا عظيمة، فورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً قوله: "إن أردتم عيش السعداء، وموت الشهداء، والنجاة يوم الحسرة، والظل يوم الحرور، والهدى يوم الضلالة، فادرسوا القرآن، فإنه كلام الرحمن وحرز من الشيطان، ورجحان في الميزان"، وقوله: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم فيمن عنده".

2- حفظ القرآن واستذكاره

هذا وقد أكدت الروايات أيضاً على حفظ القرآن الكريم، وعدت ذلك عمارة للقلب، وفي المقابل عدّت القلب الذي ليس فيه شيء من القرآن كالبيت الخراب.
وليس المقصود بالحفظ هنا مجرد القدرة على القراءة الغيابية الخاوية عن أي وهي وتدبر للآيات، إنما هو الحفظ والاستذكار مع المعرفة والوعي لمضامين الآيات الشريفة المصاحبين بالعمل بما في هذه الآيات من أوامر ونواهٍ، وبالاسترشاد بما فيها من تربية وهداية ومعارف راقية، جاءت لترفع الإنسان من حضيض الجهالة والضلالة إلى سماء النور والمعرفة والفضيلة والهداية.
جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخراب" وقوله: "لا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة إن الله تعالى لا يعذب قلباً وعى القرآن".
وإذا ما كانت الحال هي هذه، فقد آتت ثمرة الحفظ أكلها، وجاء التأكيد على تعاهد الآيات المحفوظة كتعهد صاحب الإبل إبله، واستذكارها من يوم لآخر، حتى تبقى محفوظة في النفس، يسترشد بها صاحبها عند الحاجة.
جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مثل القرآن إذا عاهد عليه صاحبه فقرأه بالليل والنهار، كمثل رجل له ابل، فإن عقلها حفظها، وإن أطلت عقالها ذهبت، فكذلك القرآن".

3- حمل القرآن

وأخيراً نوّهت الأحاديث الشريفة بحملة القرآن الذين يعلمون الناس كتاب الله سبحانه، فجعلتهم المحفوفين برحمة الله سبحانه، والمتلبسين بنور الله الذي تجب موالاتهم ومعاداة أعدائهم، وأكثرت من التنويه بهم فجعلتهم أشراف الأمة وعرفاء أهل الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "حملة القرآن هم المعلمون كلام الله، المتلبسون بنور الله، من والاهم فقد والى الله ومن عاداهم فقد عادى الله". وقال: "أشراف أمتي حملة القرآن، وأصحاب الليل".
وقال: "حملة القرآن عرفاء أهل الجنة".

اللهم اجعلنا من الحاملين للقرآن العاملين بما فيه، وطهر قلوبنا به، واقشع بالقرآن أغشية الظلمة عن بصائرنا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع