مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مصباح الولاية: المسجد



1- الأمر بإتيان المساجد

 لقد حثت التعاليم الإسلامية وأحاديث أهل بيت العصمة عليهم السلام، على ارتياد المساجد وحضورها، وذلك أنها بيوت الله تعالى في الأرض، من زارها متطهراً فكأنه زار الله سبحانه، وطهره الله من ذنوبه، جاء عن مولانا الصادق عليه السلام: "عليكم بإتيان المساجد، فإنها بيوت الله في الأرض، ومن أتاها متطهراً طهّره الله من ذنوبه وكتب من زواره، فأكثروا فيها الصلاة والدعاء".

2- أجر بناء المسجد:

 هذا وأن لباني المسجد أجراً عظيماً عند الله سبحانه يتمثل ببناء الله سبحانه بيتاً في الجنة للمسجد في الإسلام مكانة عالية وشأن عظيم. فهو بيت الله سبحانه. ومهبط ملائكته، ومجتمع أوليائه، وملتقى عبّاده. فيه يذكر اسم الله ويرفع، وفيه يعبد الله ويمجد وفيه يجتمع المؤمنون ويتلاقون، وفيه تنشر العلوم والمعارف الإلهية. فهو رمز العبادة والولاء لله سبحانه، ورمز الوحدة والاتحاد والإخاء بين المسلمين ومركز للعلم والتحصيل وتبادل الأفكار والآراء، ومنطلق للثورات ومحاربة الكفر والاستكبار.

هكذا كان دور المسجد في أيام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما زال هكذا عند أتباعه الأصيلين، رغم الصورة المشوهة التي صورها الاستكبار لدوره الرائد في هذا المجال.
مكافأة على عمله، وذلك أن المعروف والعمل الصالح لا يذهب ولا يضيع عند الله سبحانه. جاء عن الإمام الصادق عليه السلام: "من بنى مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة".

3- اتخاذ المسجد في البيت:

 ولم يقتصر الأمر على فضل بناء المساجد بل تعداه إلى فضل اتخاذ المساجد في البيوت، بأن يتخذ المرء مكاناً خاصاً للصلاة في بيته يجعله مصلى ومسجداً، فيخصصه للصلاة والدعاء والذكر، ولا يتكلم فيه بلغو ولا باطل لا بغي جاء عن صادق أهل البيت عليهم السلام: "أنه كتب إلى مسمع: "إني" أحب لك أن تتخذ في دارك مسجداً في بعض بيوتك.. ثم تسأل الله أن يعتقك من النار وأن يدخلك الجنة، ولا تتكلم بكلمة باطل ولا بغي".

4- عمارة المساجد
:

 بعدما أمرت التعاليم الإسلامية بعمارة المساجد، بيَّنت كيف تكون هذه العمارة، وذلك عبر ما نقله أبو ذر رضي الله عنه: "قلت: يا رسول الله كيف تعمر مساجد الله؟ قال: لا ترفع فيها الأصوات، ولا يخاض فيها بالباطل، ولا يشتري فيها ولا يباع، واترك اللغو ما دمت فيها، فإن لم تفعل فلا تلومنّ يوم القيامة إلا نفسك".

ومن هنا نتطرق إلى ذكر أدبين من آداب المساجد هما:

عدم ارتيادها حين أكل الثوم وذلك حتى لا يتأذى المصلون من رائحته الكريهة، وكذا عدم جعل المساجد طرقات إلا بعد الصلاة فيها ركعتين. جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "من أكل من هذه البقلة (يعني الثوم) فلا يقرب مسجدنا، فأما من أكله ولم يأتِ فلا بأس"، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تجعلوا المساجد طرقاً حتى تصلّوا فيها ركعتين".

5- الجلوس في المسجد:

والمجالس في المسجد عند الله من الأجر ما لا يتصور. فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أنه قال لأبي ذر: يا أبا ذر أن الله تعالى يعطيك ما دمت جالساً في المسجد بكل نفس تنفست درجة في الجنة، وتصلي عليك الملائكة وتكتب لك بكل نفس تنفست عشر حسنات، وتمحى عنك عشر سيئات".

والمسجد من بين ثلاثة يشكون إلى الله الهجران كما جاء عن الإمام الصادق عليه السلام: "ثلاثة يشكون إلى الله عزّ وجلّ: مسجد خراب لا يصلي فيه أهله، وعالم بين جهال، ومصحف معلق قد وقع عليه غبار لا يقرأ فيه". ومن هنا يتبين مغزى حديث الإمام علي عليه السلام: "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد" واستحبابية ذلك.

6- ثمرة الاختلاف إلى المساجد:

 وللاختلاف إلى المساجد فوائد عظيمة ومنافع جمة، لا يخلو المرء من الإفادة منها، وقد بيت هذه الفوائد في الأحاديث الشريفة، حيث روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "من أدمن إلى المسجد أصاب الخصال الثمانية: آية محكمة أو فريضة مستعملة، أو سُنَّة قائمة، أو علم مستطرف، أو أخ مستفاد، أو كلمة تدله على هدى أو ترده عن ردى، وترك الذنب خشية أو حياء".

اللّهم اجعلنا من عمّار مساجدك وممن ينتفع بها، وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع