يقول الشهيد الثاني(1) في كتابه القيّم "منية المريد" في ما يخصّ كيفيّة التعامل مع الكتب وأسماء الأنبياء والأئمة عليهم السلام والعلماء: "... ويراعي الأدب في وضع الكتب باعتبار علومها، وشرفها، وشرف مصنِّفها، فيضع الأشرف أعلى الكلّ، ثمّ يراعي التدريج، فإن كان فيها المصحف الكريم جعله أعلى الكلّ، والأَولى أن يكون في خريطة ذات عروة في مسمار، أو وتد، في حائط طاهر نظيف في صدر المجلس، ثمّ تفسير الحديث، ثمّ أصول الدين، ثمّ أصول الفقه، ثمّ الفقه، ثمّ العربيّة. وإذا نسخ شيئاً من كتب العلم الشرعيّة، فينبغي أن يكون على طهارة، مستقبلاً، طاهر البدن والثياب، والحبر، والورق، ويبدأ الكتابة بكتابة: "بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله والصلاة على رسوله وآله"[...].
وكلَّما كتب اسم الله تعالى أتْبعه بالتعظيم، مثل: تعالى، أو سبحانه، أو عزَّ وجلَّ، أو تقدّس، ونحو ذلك، ويتلفّظ بذلك أيضاً، وكلَّما كتب اسم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، كتب بعده "الصلاة عليه وعلى آله والسلام" ويصلّي ويسلّم هو بلسانه أيضاً.
ولا يختصر الصلاة في الكتاب، ولا يسأم من تكريرها، ولو وقعت في السطر مراراً، كما يفعل بعض المحرّرين المختلفين، من كتابة "صلعم" أو "صلم" أو "صم" أو "صلسم" أو "صله"؛ فإنّ ذلك كلّه خلاف الأولى والنصوص.
وإذا مرّ بذكر أحد من الصحابة، ولا سيّما الأكابر، كتب "رضي الله عنه" أو "رضوان الله عليه"، أو بذكر أحد من السلف الأعلام كتب "رحمه الله" أو "تغمّده الله برحمته" ونحو ذلك، وقد جرت العادة باختصاص الصلاة والسلام بالأنبياء. وينبغي أن يجعل للأئمّة عليهم السلام، السلام، وإن جاز خلاف ذلك، بل يجوز الصلاة على كلّ مؤمن، كما دلَّ عليه القرآن والحديث.
(*) مقتبس من كتاب "منية المريد" للشهيد الثاني، ص347.
(1) هو الشيخ زين الدين بن عليّ بن أحمد الجبعيّ العامليّ.