نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

أدب ولغة: كشكول الأدب

إبراهيم منصور

*من أمثال العرب
"كالثور يُضرَبُ لمَّا عافَتِ البَقَرُ".
يُقال هذا المثل عندما يُعاقَبُ الإنسانُ بذنبِ غيرِه. وأصلُه أنّ العرب كانوا إذا أَوْردوا البقرَ لتشرب، ولم تشرب لكَدَرِ الماء أو لقلَّة العطش، ضربوا الثورَ ليقتحمَ الماء فتتبعه البقر، فيُضرَبُ الثور بذنب البقر لأنها هي التي عافتِ الماء أوَّلَ الأمر، ولا تَضْرِبُ العربُ البقرَ لأنها ذات لَبَن1.


*من أجمل الحديث
ما قاله رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم والإمام علي عليه السلام في فضائل الصبر وثوابه عند الله عزَّ وجلَّ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "عُدَّ الصبرُ بثلاثة: صبرٌ عند المصيبة، وصبرٌ على الطاعة، وصبرٌ عن المعصية"2.
وعن الأصبغ بن نباتة: قال أمير المؤمنين عليه السلام: "والصبرُ على أربع شُعَب: على الشوق والإشفاق والزهو والترقُّب؛ فمن اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشهوات، ومَنْ أشْفَقَ من النار رجع عن المحرَّمات، ومَنْ زهد في الدنيا تهاوَنَ في المصيبات، ومَنْ ارتقبَ الموتَ سارعَ في الخيرات"3.


*من أجمل الوصف
قال بشَّار بن بُرد مُفتخراً بفروسيَّة قومه، واصفاً إحدى معاركهم:

 كأنَّ مُثارَ النَّقْعِ فوق رؤوسنا

 وأسيافَنا ليلٌ تهاوى كواكبه


فقد شبَّه غبار المعركة بالليل، وشبَّه السيوف البوارق بالكواكب أو النجوم المتلألئة المتساقطة فوق رؤوس الأعداء. وقال يصفُ حديثَ فتاة:

 وكأنَّ رَفْضَ حديثها

 قِطَعُ الرِّياضِ كُسِيْنَ زهرَا

  
لقد استعار الرَّفْضَ لحديثها، وهو الجانبُ، ثمَّ شبَّه جانبَ حديثها بِقِطَعِ الرياض التي اكتَسَتْ زهراً مختلِفَ الألوان. وتكمن روعةُ هذه التشابيه في كون صاحبها شاعراً أعمى، فهو يصف أشياء لا يراها وإنما يحسُّ بها بإحساسه المرهَف وبصيرته النيِّرة 4.

 


*من أجمل التواضع
الحضيضُ في اللغة:
قَرارُ الأرضِ عند سفحِ الجبل، وقيل: هو أسفل الجبل، والسفحُ من وراءِ الحضيض، ويُطلَقُ الحضيضُ على الأرض عموماً؛ وقد جاء في الحديث أنَّ رجلاً أهدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هديَّةً فلم يجد شيئاً يضعها عليه، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ضَعْهُ بالحضيض، فإنَّما أنا عبدٌ آكلُ ما يأكلُ العبد" 5.


*من جذور الأسماء
الجُحْفَة؛
هي موضعٌ بالحجاز بين مكّة والمدينة، وهي ميقات أهل الشام؛ زعموا أنَّ العَماليق أخرجوا بني عَبيل من يثرب، فنزلوا الجُحْفَةَ، وكان اسمها مَهْيَعَة، فجاءهم سَيْلٌ فاجتحَفَهم، أي اقتلعَهم من أرضهم، فسُمِّيت الجُحْفة6.


*فائدة لغوية
وَلَغَ؛ الوَلْغُ:
شُرْبُ السِّباع والكلاب بألسنتها، من فعل وَلَغَ يَلَغُ ووَلِغَ يِلِغُ وَلْغاً، أي شرب ماءً أو دماً، ووَلِغَ الكلبُ أو الذئبُ في الإناء وُلوغاً، أي شرب فيه بأطراف لسانه، والمِيْلَغَة هي الإناء الذي يلغ فيه السبعُ أو الكلب، وفي حديث الإمام علي عليه السلام: "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعَثَه لِيَدِيَ قوماً (يدفع دِيَةَ القتلى) قَتَلَهُم خالدُ بن الوليد، فأعطاهم الإمام عليه السلام مِيْلَغَةَ الكلب، أي قيمة كلّ ما ذهب لهم حتى المِيلغة 7.


*من الأضداد
الفَزَع:
الفَرَق والذُّعْر من الشيء، وهو في الأصل مصدر، فَزِع منه وفَزَع فَزَعاً، وفَزْعاً، وفِزْعاً. وأفزعه، وفزّعه: أخافه وروّعه. والفَزَع: الإغاثة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للأنصار: "إنّكم لتكثرون عند الفَزَع وتَقِلّون عند الطمع"8. أي تكثرون عند الإغاثة، وقد يكون التقدير أيضاً: عندما فزع الناس إليكم لتُغيثوهم. يقال: فَزِعَ إلى القوم: استغاثهم، وفَزِعَ القومَ وفَزَعهم فَزْعاً وأفزعهم: أغاثهم.


*من الثنائيّات
المُضْغَتَان؛ المُضغةُ:
قطعة لحم، وقد تكون غير اللحم. والمضغةُ من اللحم وغيرهِ هي: قَدْرُ ما يُلقي الإنسانُ في فمه، وقيل: إذا صارتِ العَلَقَةُ التي خُلِقَ منها الإنسانُ لحمةً فهي مُضْغة؛ وتقول العرب: في الإنسان مُضغتانِ إذا صَلَحَتا صَلَحَ البدنُ: القلب واللسان.


*من جذور الكلام
العَرْبَدَة:
هي الكلام البذيء الذي يتفوّه به شارب الخمر عندما يسكر، فهو يُعربد، أي: يُردِّد قبيح القول والفعل. وأصلُ العربدة: الأفاعي، أو الحيّة الحمراء الخبيثة. ومنه اشتُقّت عَرْبَدة الشارب. ويقال للمُعربِد: "عِرْبيد" تشبيهاً له بالحيّة في الشرّ وسوء الخُلُق.


*مفردة ثريَّة بالمعاني

اليَراع؛ معناها القَصَبُ، واحدتُها اليراعةَ، واليراعةُ: مزمار الراعي لأنّه يُتَّخذ من القصب، واليراعةُ: الأجمَّة الملتفّة الشجرة، واليراعُ: الضعاف من الغنم، واليراعُ: البعوض، وقيل: هو ذباب يطير بالليل كأنه شرر من نار، واليراع: فراشة تطير ليلاً كأنها شرارة، واليراعُ: قلم الكتابة مشتقّ من القصب؛ وبعد، فاليراعة: النعامة.


*من أجمل ما قيل
يقول عالِمُ الفضاء "ألن هانيك" في عظَمة الكون وامتداده وقدرة العقل على استيعابه: "إنّ العقل الذي يحيط بالكون لَأَعجَبُ من الكون الذي يحيط بالعقل، خاصَّة عندما يُستخدمُ (العقل) كأداة لدراسة الكون والتصدّي لتحدِّيه"9.

وكان الإمام عليّ عليه السلام قد قال:

 أتحسَبُ أنَّك جِرْمٌ صغيرٌ

 وفيكَ انطوى العالَمُ الأكبرُ؟!

  
*ومِنَ العِلْمِ ما قتل
القِنِّينَةُ
تُلْفَظُ بكسر القاف، وتَلْفُظُها العامَّةُ بفتحها. ومن الطرائف المأثورة أنّ الشيخ ناصيف اليازجيّ اللغويّ الشاعر طلب يوماً إلى خادمته أن تأتيه بِقِنِّينة شراب، فجاءت بها وقالت له: "هاكَ القَنِّينة"، ولفظَتْ قاف القنينة مفتوحةً، فصاح بها: "اكْسِريها"، فألقتِ القنّينة من يدها وكسرتها، وكان الشيخ اليازجي إنما يريد منها أن تكسر قاف القنّينة، لا القنّينة نفسها10.

 


* عضو اتحاد الكتّاب اللبنانيين.
1.لسان العرب، ابن منظور، ج4، ص109، مادة ثور.
2.الكافي، الكليني، ج2، ص91.
3.الخصال، ابن بابويه، ص74، ص231.
4.لسان العرب، م.س، ج7، ص156.
5.م.ن، ص137.
6.م.ن، ج9، ص379.
7.م.ن، ج8، ص460.
8.شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج2، ص105.
9.أسرار الكون، ألن هاينك، ص 171.
10.لئلاَّ تضيع، سلام الراسي، ص67.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع