نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

قصة وعبرة


محمد باقر السيد علي‏

قصة:
"زكريا" هو شاب وسيم وفهيم وفطن ومرن، شبّ وترعرع على يدي أبويه وتربى تربية فطرية سليمة. وعاش أجواء عائلته وأسرته المسيحية الديانة والمعتقد.
وكان "زكريا" كثير السؤال والتجوال في أوساط المجتمع الديني والفكري منشغلاً عما يشغل أمثاله من لهو ولعب وتبديد إبداعات وهدر طاقات.. حتى منَّ الله تعالى عليه بالنعمة الكبرى، إذ "ما أنعم الله على عبد بنعمة كنعمة الإسلام".

وبطبيعته ونتيجة لعمله الدؤوب وكدحه المتواصل في طلب الحلال من الرزق والكد على أبويه العاجزين، رزقه الله بما يستحق وزيادة، وبارك الله له في عمله وماله فاستطاع إلى بيت الله سبيلاً.
وسارع إلى الإمام الصادق عليه السلام ليسأله عما يتوجب عليه من أمور دينه ودنياه ما يخص معاشرته أبويه وما يخص فريضة الحج، فإذا بالإمام عليه السلام يمحصه للإيمان ويسأله عن سبب اعتناقه للإسلام؟ فقال زكريا: سبب ذلك قوله تعالى: (ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء). فاهتدين إلى هذا النور الساطع والضياء اللامع.

فقال الإمام عليه السلام "وايم الله لقد هداك الله حقاً". وعندها رفع الإمام عليها السلام يديه إلى السماء داعياً: "اللهم اهدِه، اللهم اهده". ثم التفت إليه وقال له: سل عما بدا لك.
فقال الشاب: يا أبا عبد الله إن لي أبوين نصرانيين وأمي ضريرة لا تبصر وحين بسط الخوان نجلس على مائدة واحدة وإناء واحد وطعام واحد، فهل لي أن آكل معهما ومن تحت أيديهما؟
فقال الإمام عليه السلام: أهما يتناولان من لحم الخنزير شيئاً؟ فأجاب: كلا، بل ولا يمسانه. فقال أبو عبد الله: "يا بني لا مانع من ذلك إذاً، كل معهما ما يأكلانه، وجد باحترامهما وبرهما، كما وعليك المجاهدة بالعطف والرحمة على أمك،. اذهب يا بني وسألقاك في منى إن شاء الله.

رجع "زكريا" إلى والدين وعمل بما أوصاه إمامه حتى بدا ذلك جلياً واضحاً لدى أمه الحنونة، فسألته مندهشة ومعجبة: أيا ولدي أراك تزداد خدمة واهتماماً بي يوما بعد آخر منذ أن دخلت بالإسلام فما بدا لك؟ فقال لها: يا أماه.. علمني ذلك الرجل من أهل البيت عليهم السلام . فقال: إن هذا من خلق الأنبياء، لا بد أنه نبي أو ابن نبي. فقال لها: إن نبي الإسلام هو خاتم الأنبياء يا أماه. وهذا هو ابن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: إذاً أعرض عليّ دينك هذا. فلقَّنها الشهادتين وعلمها بعض الفروض من الصلوات وغيرها وأسلمت بحمد الله.
وما أمسى المساء حتى أحست بدنو أجلها. فدعت بولدها البار وقالت له: بني أعرض علي ذلك ثانية، فتشهدت الشهادتين وغابت نفسها فخرجت روحها مغادرة الفناء إلى البقاء مهتدية ومقتدية بالصالحين راحلة إلى جواره تعالى وجنة النعيم.

... وعبرة:
1 - السؤال والبحث بسفن المعرفة وعدم التعصب يوصل الإنسان إلى ساحل الحقيقة والواقع، حيث السؤال مفتح العلم".
2 - قراءة القرآن لها أثرها الفاعل في هداية الإنسان مهما كان فكره واتجاهه (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).
3 - العمل والسعي والكد على العيال المصحوب بأداء حق الله من العبادات والواجبات يزيد في الرزق ويبارك فيه ف "الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله".
4 - ارتباط الإنسان بإمامه وعلماء دينه كفيل بسعادته الدنيوية والأخروية لأنهم الأدلاء على الله تعالى.
5 - بر الوالدين والاهتمام بهما واجب على كل حال وإن اختلفا بالدين والرأي والنظر بل وحتى الكفر. (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا).
6 - الأخلاق الحسنة هي الوسيلة المثلى للداعية إلى الله تعالى: "كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم".

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع