في ذكرى عروج روح العلاّمة السيد محمد الحسني الطباطبائي إلى الملكوت الأعلى وارتقائه إلى ذروة الكمال الإنساني بعد أن أفنى بدنه ونفسه كي يشيد دين الله وينشر الحقائق القرآنية وأصول المعارف الإلهية، حيث ارتحل في الرابع عشر من شهر تشرن الثاني سنة 1981 في مدينة قم مخلفاً وراءه تراثاً عظيماً من المعارف الإنسانية، القرآنية، الفلسفية والعرفانية، بل تاركاً وراءه مؤلفات تحوي في طياتها كل ألوان المعارف الإلهية، لا يسعنا إلا أن نقف على أعتاب حضرته نلتمس من سيرته دوساً وعبراً تكون لنا منارات هدى كي تضيء قلوبنا وعقولنا ولا سيما أن حياته كانت تجلياً لحقيقة حياة أئمتنا المعصومين لأن أمثال العلامة الطباطبائي هم أفضل مرآة وآية وممثل لتلك الأرواح الطاهرة ولأنهم مرآة صافية قد صقلت فهم ينطقون عن ذوات الطهر ويصبحون آيات إلهية وحججاً ربانية تدعو للحق. وحسبما يقتضيه المقام سوف نستعرض بعضاً من حقبات حياته وتاريخه الشريف.
1) نسبه وولادته:
أما نسبه فمن جهة الأب يعود إلى الإمام الحسن المجتبى عليه السلام وهو من سلالة إبراهيم بن إسماعيل الديباج. ومن جهة الأم من أولاد الإمام الحسين عليه السلام ولهذا نجده في آخر كتبه التي ألفها يختم بالتوقيع التالي السيد محمد الحسني الحسيني الطباطبائي.
ومن اللافت للنظر أن آباء وأجداد العلامة هم من العلماء حتى الجد الرابع عشر وكان الجد السادس المعروف بالسيد الميرزا محمد علي القاضي قاضي القضاة في منطقة آذربيجان وقد وسع علمه وفقهه وقضاؤه كل المنطقة ولذلك لقب بالقاضي وانتقل هذا اللقب إلى أولاده من بعده، أما تسمية العلامة الطباطبائي فقد روي أن ذك يرجع إلى أن أباه أراد أن يشتري له ثوباً وهو طفل فخيره بين قميض وقبا فقال طباطبا يعن قبا قبا. وقيل إن أهل السواد لقبوه كذلك ويعني بلسان النبطية سيد السادات.
أما مولده فقد ولد السيد محمد حسين ابن السيد محمد بن السيد محمد حسين بن الميرزا علي أصغر شيخ الإسلام الطباطبائي القاضي في 29 ذي الحجة سنة 1321 هجرية المصادف عام 1892 م في مدينة تبريز في أسرة اشتهرت بالفضل والمعرفة.
2) نشأته وأوضاعه المعيشية:
فقد العلامة الطباطبائي أمه وهو في السنة الخامسة من عمره ولم يصل إلى السنة التاسعة حتى فقد أباه أيضاً ولم يكن له منهما إلا أخ هو السيد محمد حسن. وقد عاشا معاً جنباً إلى جنب حتى كبرا وأنهيا دراستهما الابتدائية وتابعا داسة المقدمات في تبريز، وقد أمضى كل منهما 10 سنوات في النجف الأشرف منشغلين في التحصيل واشتركا معاً في الدروس الفقهية، الأصولية والفلسفية والعرفانية والرياضية.
وعلى صعيد المعيشة كما يلاحظ فإن العلامة كان من شجرة عائلة محترمة، معروفة وبارزة في آذربيجان، وقد كان مصدر معيشته وأخيه محصوراً بزراعة الأرض التي كانا يملكانها في قرية شاد آباد تبريز منذ الطفولة وقد ورثاها عن أسلافهما. وكان اعتماده الأساسي في معيشته على الزراعة لأنه لم يكن ليقبل بأن يأخذ من سهم الإمام بتاتاً بالرغم من أن عائدات الزراعة لم تكن تكفي إلا المقدار اللازم والضروري من الأمور الحياتية. ولقد كانت حياة العلامة كحياة أسلافه من العلماء العظام حياة شديدة البساطة بعيدة كل البعد عن الرفاه والتكلف لا يأخذ لها إلا الحد أدنى من اهتمامه.
3) دراساته وملكاته العلمية:
لقد كان سماحة العلامة الطباطبائي آية عظيمة ليس فقط في الفلسفة والإحاطة بتفسير القرآن الكريم، وليس فقط في فهم الأحاديث وإدراك معانيها وأبعادها سواء الروايات الأصولية، أم الفرعية، وليس من ناحية الجامعية والشمولية بالنسبة لسائر العلوم وإحاطته بالمعقول والمنقول، بل وأيضاً من ناحية التوحيد والمعارف الإلهية والواردات القلبية والمكاشفات التوحيدية والمشاهدات الإلهية القدسة ومقام التمكين واستقرار التجليات والجلوات الذاتية في جميع عوالم النفس وزواياها. فالعلامة الطباطبائي ذلك البحر من العلم والمعرفة، النبع المتفجر بالإضافة لجامعيته وتبحره في العلوم جامعاً بين العلم والعمل، وذلك العمل المنعكس عن الرشحات النفسية والصادرة عن طهارة سره، كان جامعاً بين العلوم والكمالات الفكرية وبين الوجدانيات والأذواق القلبية وبين الكمالات العملية والبدنية وحقاً كان رجل الحق الذي تحقق وجوده بالحق. وذلك من خلال علمه الوافر ونفسه الرائدة نحو الحق. ولقد تمت دراسته على الشكل التالي؛
لقد درس الفقه على يد أستاذه المرحوم آية الله النائيني والمرحوم آية الله الكمباني واستفاد في الفقه من آية الله الأصبهاني حيث استغرقت دراسته في هذا المجال مدة عشر سنوات.
أما الفلسفة فلقد درسها على يد الحكيم المتأله المعروف المرحوم السيد حسين البادكوبي ودرس مع أخيه السيد محمد حسن الطباطبائي على يديه "الأسفار"، "الشفاء" "المشاعر" وغيرها. وكان يوليه أستاذه اهتماماً خاصاً وقد أمره بأن يدرس الرياضيات حتى يرفع من قدرته على الاستدلال والبرهان.
أما بخصوص المعارف الإلهية والأخلاق وفقه الحديث فقد درس عند العارف الكبير الحاج الميرزا علي القاضي قدس سره وقد تربى على يديه في السير والسلوك والمجاهدات الإنسانية والرياضات الشرعية. ولم يكن ليطلق العلامة لقب الأستاذ إلا على المرحوم القاضي. وفي حال ذكر علماء آخرين لم يكن ليذكره معهم في مجلس واحد احتراماً له وتبجيلاً لشخصه.
كان العلامة الطباطبائي يجيد علم الجبر والمقابلة والهندسة الفضائية بالإضافة للهندسة المسطحة والرياضيات الاستدلالية وكان أستاذاً في علم الهيئة القديمة بحيث كان يمكنه استخراج التقويم بسهولة ويسر وكان أستاذاً في الأدب العربي وعلم البيان والبديع وعلم المعاني.
وكان للعلامة ملكة رائعة وفريدة في فن الخط على نسق "نستعليق" أي نسخ تعليق وهو خط فارسي معروف وفي الخط الفارسي "شكسته" من أجمل وأفضل ما خطه أساتذة فن الخط. وكان للعلامة اطلاع على العلوم الغربية كالرمل والجفر ولكنه لم يُرَ ممارساً لها قط. كما كانت له مهارة عجيبة في علم الأعداد وحساب الجمل والأبجد وطرقه المختلفة.
وعلى الرغم من كل ما وصل إليه من كمالات علمية ومعارف إلهية كان إنساناً متواضعاً جليلاً خلوقاً شديد الحياء نزيهاً خالياً من التكلف لا يظهر أمر عباداته فإننا لا نشاهد شيئاً عن إحيائه لليالي والعبادات والاعتكافات في مسجدي السهلة والكوفة ومن الواضح أنه أخفى ذلك لأن الحديث عن ذلك يكون سخيفاً وتافهاً في مقام عام للناس وبأخص من أستاذ لم يقم بخطوة واحدة نحو الجاه والحظوة وحب الظهور والأنانية، ثم إنه كان يرى بأن الشروط الحتمية لطي طريق الله هو كتمان السر فكيف به ينسى عباداته المستحبة التي هي سر بينه وبين ذات الحي القيوم ليجعلها بين أيدي الجميع؟ وهكذا أخفى سائر عباداته عن الجميع.
4) منهجه العلمي:
كان العلامة مفكراً عميقاً إذ أنه لم يكن ليمر على المطالب العلمية بسهولة، فإذا لم يصل إلى عمق المطلب ويكشف جميع جوانبه لم يكن يرفع عنه أبداً ولم يكن ليخرج عن دائرة البرهان في الأبحاث الفلسفية مميزاً بين المغالطة والجدل ولم يكن ليخلط بين الشمائل الفلسفية والشهودية والعرفانية ولا يدخل أية مسألة شهودية أثناء التدريس في المسائل الفلسفية وفي هذا كان يختلف عن صدر المتألهين والحكيم السبزواري.
كان يعتقد بالوجود التشكيكي في أبحاث الوجود وينادي بالوحدة التي نادى بها العرفاء ولا يراها منافية للتشكيك بل هي في الدرجة العليا والمقام الأرفع من التشكيك عند العارف لأنه بوجود التشكيك يجد الوحدة.
ودرس في الحوزة العلمية لمدينة قم عدة دورات فلسفية سواء في "الأسفار" أم "الشفاء" حتى عد الفيلسوف الأوحد في عالم الإسلام.
وفي السنوات الأخيرة قام بتدريس بعض الطلاب الخواص دورة في مستوى بحث الخارج في الفلسفة وكان من ثمرته كتاباً "بداية الحكمة" و"نهاية الحكمة". ولم يكن الصديق والعدو ليختلف على أنه الاختصاصي الوحيد في الفلسفة الشرقية في كل العالم. ويقال إن أمريكا دريت به قبل ثلاثين سنة أفضل مما أدركه الإيرانيون ولأجل إحضاره إلى أمريكا لتدريس الفلسفة الشرقية طُلب من شاه إيران محمد رضا ذلك وقد طلب الشاه من آية الله العظمى البروجردي (رضوان الله عليه) أن يقنعه وكلن العلامة لم يقبل بذلك.
كان يعتقد العلامة بأهمية وضرورة الاطلاع على أخبار وروايات الأئمة عليه السلام في البادية قبل الدخول في الفلسفة. وكان ينتقد من يقول كفانا كتاب ربنا. لأن الروايات مشحونة بالمسائل العقلية العميقة والدقيقة التي تستند إلى البرهان الفلسفي العقلي وبدون معرفة الفلسفة والمنطق وإدراك الطريق في البرهان والقياس الذي ينمي العقل كيف يمكن للإنسان أن يلج هذا البحر العظيم للروايات؟ وكيف يصل إلى اليقين والثبات في الأمور العقائدية بدون التقليد والشك فيها؟
* آراؤه في العلماء:
كان العلامة يمجد ذكر المرحوم الملا محسن الفيض الكقاساني ويقول عنه: "إنه رجل جامع للعلوم" أو يندر أن نجد مثيلاً له في الجامعية داخل العالم الإسلامي ومع ملاحظة أنه كان يرد في كل علم بصورة مستقلة ولا يخلط بين أي واحد منها. وكان أيضاً يجلل ابن سينا ويعتبره أقوى من صدر المتألهين في فن البرهان والاستدلال الفلسفي ولكنه كان معجباً بصدر المتألهين وبمنهجه الفلسفي في هدم الفلسفة اليونانية والإتيان بأسلوب جديد وحديث كأصالة الوجود والوحدة والتشكيك في الوجود وإيجاد مسائل جديدة كقضية إمكان الأشرف واتحاد العاقل والمعقول والحركة الجوهرية والحدوث الزماني للعالم على هذا الأصل ونظائرها.
وكان يعتقد أن فلسفة صدر المتألهين هي أقرب للواقع، وقد أشاد بخدمته لعالم العلم والفلسفة، لأنه لم يندفع نحو المدرسة المشائية فقط بل يندفع نحو المدرسة المشائية فقط بل جمع بين الفلسفة الفكرية الذهنية والإشراق الباطني والشهود الكلي وطبقهما على الشرع الحنيف. وقد أثبت صدر المتألهين في كتبه "الأسفار الأربعة" و المبدأ والمعاد" و "العرشية" والعديد من الرسائل الأخرى عدم وجود اختلاف بين الشرع وبين المنهج الفكري والشهود الوجداني وإن هذه الينابيع الثلاثة تنبع من بع واحد، وكل واحد يؤيد الآخر، وكان يعتقد أن صدر المتألهين قد أخرج الفلسفة من الضياع والإندراس ونفخ فيها روحاً جديدة ولهذا يمكن أن نعده محيي الفلسفة الإسلامية وكان بالإضافة إلى ابن سينا والفارابي وفلاسفة من الطراز الأول والخواجة نصيري الدين وبهمنيار وابن رشد وابن تركة فلاسفة من الدرجة الثانية.
* تلامذته:
بالنسبة للمكانة المرموقة التي احتلها العلامة في عالم الفلسفة والمعرفة أصبح ركناً من أركان الحوزة العلمية في التفسير والفقه والأصول وغيرها راح عدد كبير من فضلاء الحوزة وطلابها يختلفون إلى حلقاته ويتفيؤا ظلال علومه، فتتلمذ عدد كبير عليه وجمع غفير نهلوا من عذب علومه حتى أن درس الفلسفة الذي كان يلقيه في الحوزة كان يحضره ما يقارب المئة تلميذ. وكان من ألمع من درّس العلامة الشيخ مرتضى المطهري (رحمه الله). وشخصيات قيادية أمثال السيد موسى الصدر، الشهيد الدكتور بهشتي، الشهيد الدكتور مفتح وجمع من أساتذة الحوزة العلمية الدينية بقم... كالشيخ الجوادي الآملي والشيخ المحمدي والشيخ مصباح اليزدي والسيد الحسيني الطهراني وغيرهم.
5) مؤلفاته:
أ - لقد عني العلامة الطباطبائي بالكتابة والتأليف وكان من آثاره العديد من الكتب والرسائل منها:
أصول الفلسفة، الأعداد الأولية، بداية الحكمة في الفلسفة، نهاية الحكمة في الفلسفة، تعليقات على كتاب الأسفار الأربعة لصدر المتألهين الشيرازي، تعليقات على كتاب أصول الكافي للكليني، تعليقات على كتاب بحار الأنوار للمجلسي، تعليقات على كتاب الكفاية في علم الأصول للخراساني، كتاب التوحيد، رسالة في الاعتباريات، رسالة في المجاز، رسالة في الإنسان قبل الدنيا، رسالة في الإنسان في الدنيا، رسالة الإنسان بعد الدنيا، رسالة في التحليل رسالة في التركيب، رسالة في الذات، رسالة في علم الإمام، رسالة في القوة والفعل، ورسالة في المشتقات، رسالة في المغالطة، رسالة في النبوءات والمنامات، رسالة في نظم الحكم، رسالة في الوحي، رسالة في الوسائط، رسالة في الولاية رسالة في الإسلام، الحكومة في الإسلام، المرأة في الإسلام، من روائع الإسلام، منظومة في قواعد الخط الفارسي، مباحثاته العلمية مع البروفسور هنري كوربان، الميزان في تفسير القرآن.
ب - موجز عن الميزان في تفسير القرآن:
يعتبر كتاب الميزان في تفسير القرآن ليس فقط أهم ما كتب العلامة الطباطبائي بل أهم ما كتب في تفسير القرآن وذلك لعدة مزايا حواها هذا الكتاب ولخصائص عدة ضمنها إياه العلامة أهمها المنهج التفسيري الذي اتبعه العلامة والذي استفاده كما قال من آية الله الحاج ميرزا علي القاضي وهو تفسير الآيات بالآيات أي استنباط مفهوم ومغزى آية القرآن من القرآن نفسه مطبقاً للروايات الصادرة عن أهل بيت العصمة التي تقول: "إن القرآن يفسر بعضه بعضاً" وهذا يؤكد أن آيات القرآن قد تنزلت من مبدأ واحد وهو كلام واحد لا يؤثر تقدم بعض الآيات أو لحوقها على البعض الآخر في المعنى الكلي المستفاد من الآية وبناءً عليه فإن جميع القرآن بحكم كلام واحد خطاب واحد قد جاء من متكلم واحد، وكل جملة فيه يمكن أن تكون قرينة ومفسرة لكل الجمل الأخرى. إذاً فالميزة الأهم في هذا التفسير مبنية على تفسير الآيات بالآيات وتخليص معاني القرآن من القرآن.
ولقد راعى العلامة في ذلك المعاني الكلية للألفاظ الموضوعة وليس خصوص المعاني الجزئية الطبيعية والمادية المأنوسة لذهن الإنسان وأيضاً تحديد موارد الجري والانطباق وفصلها عن متن المدلول المطابقيّ للآيات. ولقد عالج الأبحاث المختلفة منها الروائية، الاجتماعية التاريخية، الفلسفية والعلمية كل واحد على حدة بدون الخلط أو المزج بين الموضوعات وعلى هذا الأساس عولجت المسائل المتعلقة بعالم اليوم وآرائه وأفكاره والمدارس والمذاهب الموجودة بشكل كافٍ ومستوفٍ وطبقت على قانون الإسلام المقدس وحددت مواقع الجرح والتصويب والرد والإيراد على النفي والإثبات وأجيب بأفضل نحو على الإشكالات التي أوردت على الشريعة الإسلامية المقدسة من قبل المدارس الشرقية والغربية الإلحادية والكافرة منها. ومن خصائصه أيضاً أنه قام بحماية مذهب التشيع وقد أدى هذا الدور المهم من خلال الأبحاث الدقيقة والعميقة وإظهار مواضع الآيات بلغة وبيان بديع دون إثارة الحمية الجاهلية ونيران العصبية بالاعتماد على نفس الآيات القرآنية وتفسيرها بنحو لا يقبل الرد والإنكار بواسطة الروايات التي نقلها العامة بأنفسهم كما جاء في تفسير الدر المنثور وغيره وقد أجلى المطالب في كل موضوع من المواضيع الولائية وأثبت الولاية العامة والكلية لأمير المؤمنين عليه السلام والأئمة عليه السلام وبخصوص المسائل المتعلقة بالأخلاق تحدث عنها بشكل مبسوط مفصل وفي المسائل العرفانية بصورة دقيقة ولطيفة يظهر عالماً واسعاً من العلم. وقد جمع في تفسيره بين المعاني الظاهرية والباطنية للقرآن وبين العقل والنقل وأعطى كل شيء حظه وقد لاقى هذا التفسير رواجاً هائلاً في الدول العربية والإسلامية نظراً لشموليته وواقعيته، وحق العلامة الشيخ محمد جواد مغنية أن يقول: (منذ أن حصلت على "الميزان" تعطلت مكتبتي وانهمكت في مطالعة الميزان فقط). ولا يسعنا في الختام إلا أن نسأل الله تعالى له علو الدرجات وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير جزاء المحسنين.