مع الإمام الخامنئي | احفظوا أثر الشهداء* لماذا غاب الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف حتّى الآن؟ فقه الولي | من أحكام الإرث (1) آداب وسنن | تودّدوا إلى المساكين مفاتيح الحياة | أفضل الصدقة: سقاية الماء* على طريق القدس | مجاهدون مُقَرَّبُونَ احذر عدوك | هجمات إلكترونيّة... دون نقرة (1) (Zero Click) الشهيد السيّد رئيسي: أرعبتم الصهاينة* تاريخ الشيعة | عاشوراء في بعلبك: من السرّيّة إلى العلنيّة الشهيد على طريق القدس المُربّي خضر سليم عبود

قرأت لك: سر نجاح العلامة الطباطبائي

 


تقول السيدة نجمة السادات طباطبائي:
لقد بذل أبي سنوات من عمره في سبيل التفسير، ولم يكن يشعر بالتعب أبداً، ولم يكن يعرف في جدية مثابرته، الليل من النهار، بل كان دائب السعي منكباً على العمل.
كان يبدأ العمل منذ الصباح ويستمر فيه حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً وبعد أن يؤدي الصلاة ويتناول الطعام ويستريح لمدة نصف ساعة، يستأنف العمل ويواصل السعي مجدداً حتى الغروب.
أجل، إذا اختار الإنسان طريقة، فإن المثايرة والجدية مهمان جداً. ومع أن أوضاعه كانت صعبة منذ الصغر إلا أنه كان يتجلى بمثابرة عجيبة، لقد فقد أمه وهو في سن الرابعة أو الخامسة، ثم أباه وهو في التاسعة، فأضحت الحياة صعبة بالنسبة إليه، ولا سيما أنه لم يكن له سوى أخ أصغر منه، اندرجا معاً بعد الصف السادس الابتدائي في سلك تحصيل العلوم الحوزوية ومع هذه الأوضاع الصعبة ظهرت منه مثابرة وجدية مدهشة منذ نعومة أظفاره.

على سبيل المثال كان تواقاً إلى الرسم يحبه أشدّ الحب وبحسب تعبيره كان يبذل جميع ما يملكه في شراء الورق ومستلزمات الرسم كي يمارس هوايته هذه.
من الأمثلة الأخرى على عظيم مثابرته، ما تحدث به عن ذكرى من أيام النجف، إذ عثر على معلم رياضيات، لم يكن له وقت لتدريسه غير الساعة الواحدة بعد الظهر فما كان منه إلا أن تعاهد حضور درس ذلك الأستاذ، حيث كان يقطع المدينة من هذا الجانب إلى الجانب الآخر حيث مكان الأستاذ، ويتجشّم عناء حرّ الظهيرة، كان يقول: عندما كنت أصل إلى المكان كانت ملابسي تقطر من العرق، فكنت أرمي بنفسي في الحوض وأنا بملابسي، ثم أجلس لدرس الأستاذ لمدة ساعة كاملة.

لا ريب أنها مثابرة مدهشة أن يتجشم الإنسان القيظ في ظهيرة العراق لكي يحضر درساً عند أستاذ الرياضيات، وهذه الحالة تكشف عن مدى ما يتحلى به أبي من جدية.
أجل لم يكن أبي يعرف التعب، ولا معنى للحر والبرد إزاء الأعمال الجادة وهذه الحالة من المثابرة هي رمز ما حازه من توفيق وهي وراء ما بلغه ووصل إليه.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع