من الأمور التي يجب على جميع المسلمين .. خصوصاً طلاّب العلوم الدينية والروحانيين.. أن يهتموا بها مسألة قيام السحر والتهجّد والتضرّع في الأسحار.
ذُكرت هذه المسألة في القرآن الكريم في أكثر من عشر مواضع وقد ورد الثناء على المتهجدين بالأسحار بعبارة مختلفة.
والروايات في فضيلة صلاة الليل وذم تركها.. بناءً على الكلام العارف الواصل المرحوم الملكي التبريزي رحمه الله.. بلغت حدّ التواتر.
عن الإمام الصادق (عليه السلام): ليس من شيعتنا من لم يصل صلاة الليل. ويرى أحد أساتذة الأخلاق أنّ من الواجبات الحتمية للطلاّب أن يهتموا بهذا المستحب ويلتزموا به وينيروا قلوبهم بالمناجاة في الأسحار، والاختلاء بالله تعالى، والتفكر في آيات الحق. ويحوّلوا بذلك ظلمة الليل إلى نهار.
يقول المرحوم الملكي التبريزي:
وحكى لي شيخي في العلوم الحقّة: "أنّه ما وصل أحد من طلاب الآخرة إلى شيء من المقامات الدينية إلاّ – إذا كان – من المجتهدين".
يقول العلاّمة الطباطبائي:
عندما تشرّفت بالنجف الأشرف للدراسة ونظراً للقرابة والرحم، كنت أحياناً أتشرّف بزيارة المرحوم العلامة القاضي، وذات يوم كنت واقفاً في مدرسة في النجف فمرّ المرحوم القاضي من هناك وعندما وصل إليّ وضع يده على كتفي وقال: يا بني إذا كنت تريد الدنيا فصلّ صلاة الليل وإذا كنت تريد الآخرة فصلّ صلاة الليل.
وقد أثّر فيّ هذا الكلام إلى حدّ أنّي بعد ذلك وطيلة خمس سنوات رجعت بعدها إلى إيران لم أترك مجلس السيد القاضي وكنت أصل الليل عنده بالنهار.. ولم أفوت لحظة يمكنني الاستفادة فيها من فيضه.. وبعد عودتي إلى وطني المألوف وحتّى وقت وفاة الأستاذ كانت علاقاتنا قائمة وكان المرحوم القاضي – وبمقتضى علاقة الأستاذ والتلميذ – يزوّدني بأوامره وتوجيهاته وكانت المراسلات بيننا مستمرة.
ويضيف العلامة الطباطبائي: نحن كلّ ما عندنا فهو من المرحوم القاضي.
نعم.. هكذا تصنع المواعظ البليغة بأهلها..
في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام):
أبغض الخلق إلى الله جيفة بالليل بطّال بالنهار.