آية الله مظاهري
الذي يخاف من الله ويبتعد عن الذنوب، ويهتم بالواجبات والمستحبات، ستقبل أعماله من الله المتعال، وقد قال القرآن في هذا الخصوص:
﴿إنما يتقبل الله من المتقين﴾.
لهذا فإن عبادات الفاسق وإن كانت صحيحة بحسب الظاهر ولكنها لن تقع مورد قبول الحق تعالى. لأن قبول الأعمال وصحتها عند الله تعالى لا يكون إلا مع التقوى، يجب على كل المسلمين أن يسلكوا سبيل التقوى، ويجب أن تكون الجبهة والمعسكر ومراكز العمل معبداً للمجاهد.
* التقوى السلبية والتقوى الإيجابية
1- التقوى السلبية: هي في أن يتجنب الإنسان ارتكاب الذنوب من خلال الابتعاد عن المجتمع والناس، وبهذا يؤدي الواجبات الإلهية.
2- التقوى الإيجابية: وهي ملكة راسخة في قلب وروح المؤمن، تمنعه عن التلوث بالمعصية، يجب على المسلم وخاصة المجاهد أن يكون حاضراً في الجبهة والمجتمع ولكن مع حضوره واحتكاكه بالناس وأداء واجباته في المجتمع عليه أن يهتم بالواجبات الإلهية ويلم بها، ويترك المحرمات، وفي هذه المرحلة يصبح العمل بالواجبات وترك المحرمات ملكة راسخة في نفسه. كان ترك المحرمات في التقوى السلبية من خلال الابتعاد عن المجتمع، أما التقوى الإيجابية فهي في أن يكون وسط الناس دون أن يرتكب حراماً ومعصية إضافة إلى أدائه للواجبات. عندما يواجه معصيةً في التقوى الإيجابية تظهر فيه حالة انزجار ونفرة، وعندما يواجه عملاً واجباً أو مستحباً، يثور الشوق الداخلي في نفسه وتظهر فيه رغبة، وهذا ما يعبر عنه في مصطلح الفقهاء ب"العدالة".
* قدرة التقوى السلبية ضعيفة
طبعاً التقوى السلبية حسنة، ولكن قدرتها ضعيفة جداً ومحدودة. أي أن الإنسان لا يقدر من خلال التقوى السلبية على حفظ نفسه من المعاصي. ورد أن بعض أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يضعون حصىً في أفواههم ليمنعوا أنفسهم من قول اللغو. هذه هي التقوى السلبية، ولكن إذا ظهرت في الإنسان حالة يتنفر معها من الغيبة، التهمة، إشاعة الفاحشة، اللغو،... يصبح الابتعاد عن المعصية لديه ملكة، وهكذا تتكون لديه حالة تقوى إيجابية. يمكن أن تكون عاقبة صاحب التقوى السلبية شراً كما حدث مع عبد الملك بن مروان الذي كان كذلك ولكنه لم يكن قد بنى نفسه، عندما أخبروه أنه صار خليفة كان القرآن في يده، فوضعه أرضاً وقال له: كنت معي إلى الآن ولكن ليس بعد الآن. يقول عبد الملك: كنت إذا أخبروني عن قتل حشرة أنزعج، ولكن ها أنا الآن لا أتأثر برسالة يخبرني فيها الحجاج عن قتله مئات الأشخاص في مكان واحد، وكأنه لم يحدث شيء.
يمكن لبعض الأشخاص الذين ينتخبون التقوى السلبية فيبتعدون عن الناس والمجتمع ولا يهتمون بعمل الخير ولا يطلعون على أوضاع المجتمع أن يتعقدوا ويصبحوا سيئي الخلق والسلوك، فإذا ما عادوا للمجتمع وخالطوا الناس سرعان ما يضيعون أنفسهم، وإذا ما وصلوا إلى مقام أو منصب، لم يعد بوسع أحد أن يقف أمامهم. طبعاً التقوى السلبية هي عمل حسن في البداية، وهذه هي طريق الوصول إلى التقوى الايجابية، ولكن الويل للمجاهد الذي يذهب إلى الجبهة ولا يعود وهو صاحب تقوى ايجابية. لأن المتراس والجبهة محل للسير والسلوك ومعراج وعامل تكامل.
﴿أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف هارٍ فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين﴾. بحسب وجهة نظر القرآن كل عمل يكون أساسه التقوى كان بركة متجذرة وسبباً لرضا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم. وكل عمل لا يكون أساسه التقوى فلن يفيد.
لقد شبهت الآية الشريفة المعقول بالمحسوس، أي أنها شبهت أمراً عقلياً بأمر حسي حتى يمكن إدراك الموضوع بشكل جيد، العمل الذي لا يكون عن تقوى كالبناء الذي يبني على شفا جرف أو في مجرى السيل. لا تعصوا الله في الجبهة، لأن الجبهة التي لا ترتكب فيها معصية يكون أساسها محكماً ثابتاً، وعندها يحصل النصر. أما الجبهة والمتراس الذي يرتكب فيه معصية، غيبة، كذب، إضعاف للآخرين، إشاعة للفاحشة، عدم الاهتمام بالواجبات، إهمال في العمل، و.... فليس لها أساس محكم وثابت. تكون هذه الجبهة كالبناء المبني على شفا جرف أو في مسير سيل ويمكن أن تنهار في أي لحظة. يجب أن يكون المجاهدون الأعزاء متقين في الجبهة وأن يبتعدوا عن المعصية، عليهم أن يعلموا أنه إذا لم يكن بنيان أي عمل قائماً على التقوى فلن يقع مورد رضا الله تعالى حتى ولو كان في الجبهة والمتراس والخط الأول للجبهة، ولا يقال للواحد منهم "مجاهد".
* مراتب التقوى
الشرط الذي اعتبر لازماً وواجباً لمجاهدي الإسلام، أي الاعتناء بالواجبات والابتعاد عن المحرمات، هو أول مراتب درجات التقوى. إذا أراد أحد ما أن يعرف نفسه وأن يمتحن تقواه عليه أن يرى مقدار اعتنائه بالواجبات؟ وحدود اهتمامه بالصلاة؟ ومقدار تجنبه للمعاصي؟ يقول الإمام الصادق عليه السلام: إذا رأيتم الشخص يصلي صلاته أول الوقت جماعة بخضوع وخشوع فاعلموا أنه صاحب تقوى. إذا أراد المجاهدون أن يقبل الله أعمالهم، عليهم إعطاء الأهمية للواجبات الإلهية حيث يقول تعالى:
﴿واستعينوا بالصبر والصلاة﴾. كل من أعرض عن الله وذكرِه تصبح حياته الدنيا مضطربة وقلقة ويحشر يوم القيامة أعمى.
وإذا أراد أن يهذب الإنسان نفسه فعليه الاستعانة بالصلاة، وإذا أردتم التغلب على أعداء الداخل والخارج فاستعينوا بالصلاة، وطبعاً المقصود بها صلاة أول الوقت، جماعة، في المسجد، مع خضوع وخشوع ومع التعقيبات وعن صبر. وقد ورد في هذا الباب عن المعصوم عليه السلام: "اعبد الله كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه يراك". أهل الجبهة الذين يمكنهم إقامة صلاة الجماعة ولكنهم لا يقيمونها، مبغوضون من الله تعالى، الويل للذين يستخفون بصلاتهم.
﴿فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون﴾. نستفيد من هذه الآية ومن آيات أخرى مثل آية:
﴿فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً﴾. إن من استخف بصلاته، يعني من كان قادراً ولكنه لم يصل الصلاة أول وقته ولا جماعة ولم يهتم بتسبيحات السيدة الزهراء سلام الله عليها ولا بالدعاء والتعقيبات، كانت له جهنم في مكمن.
﴿قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون﴾.
* آثار عدم الاعتناء بالواجبات الإلهية
عدم الاعتناء بالواجبات الإلهية يسبب للإنسان مساوئ كثيرة ومنها الانهزام، ضعف الإرادة، الوهن، اضطراب الخاطر والقلق. الذي لا يهتم بواجباته، ستكون له في الدنيا حياة متعبة، ويكون قبض روحه من قبل "ملك الموت" عليه شديداً، وهنا لا بد من إلفاتكم إلى كون هذه الحالة ترتبط بالذي يستخف بصلاته ولا يهتم بها، لا حال من لا يصلي. إذن الخجل يوم القيامة، ضغط القبر، شدة قبض الروح، سببها الاستخفاف بالصلاة. يقول الإمام الصادق عليه السلام "لا ينال شفاعتنا من استخف بصلاته" ومن مصاديق الاستخفاف بالصلاة، عدم الاهتمام بها، تأخيرها، أداؤها بسرعة وبدون توجه. أيها المجاهدون، حولوا المتراس والجبهة إلى مسجد لله، واجعلوا مكان عملكم معبداً حتى يتحول إلى محل نور وعناية ورحمة الحق تعالى، واهتموا بالصلاة.
* قضاء الصلاة
جاء شخص إلى الإمام الصادق عليه السلام واستخار لعمل، فكانت الخيرة سلبية، لكنه لم يهتم بالأمر وسافر، وكان سفره للتجارة. وللمصادفة انقضى سفره على خير وربح فيه ربحاً وفيراً: فتعجب لنتيجة الاستخارة، ولهذا جاء إلى الإمام عليه السلام حين عودته وسأله عن علة ذلك، ابتسم الإمام الصادق عليه السلام وقال: ألا تذكر أنك نزلت خلال سفرك في المنزل الفلاني ولشدة تعبك غلبك النوم إلى أن أشرقت الشمس وكان قد فات وقت أداء الصلاة فأديتها قضاءً؟ لو أعطاك الله كل ما في الدنيا، فلن يعوض ما فاتك من أداء ركعتي الصلاة!
* فضيلة صلاة الجماعة
لا يعلم ثواب صلاة الجماعة التي يحضرها أكثر من عشرة أشخاص إلا الله. وقد ورد في الرواية أنه لو أصبحت الأشجار أقلاماً والبحار دواةً وصار الجن والإنس والملائكة كتبة لما استطاعوا إحصاء ثواب صلاة الجماعة هذه! قال بعض الفقهاء إذا أقيمت صلاة الجماعة ثلاثة أيام متوالية ولم يحضرها الشخص الذي لا عذر له فقد عصى. وقد نقل عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم "سلموا على النصارى واليهود ولا تسلموا على يهود أمتي!" فسئل: ومن هم يهود أمتك، فقال: "الذين يستمعون الأذان والإقامة، ولم يحضروا الجماعة". يجب أن تعتنوا عناية خاصة بالمستحبات بعد الصلاة، يقول الإمام الصادق عليه السلام "تسبيحة جدتي فاطمة سلام الله عليها لدي أفضل من ألف ركعة صلاة". توجب هذه التسبيحة قبول الصلاة، ولها ثواب كثير. إجمالاً ليست صلواتنا من الصلوات التي يقبلها الله تعالى. لهذا يجب علينا أن نرفقها بالتوسل، التعقيبات الدعاء وأداء المستحبات عسى أن تقع مورد قبول الحق. كان أحد علماء أصفهان يكرر في دعاء كميل: أيها الناس تعالوا لنتوب من أدعيتنا.
والواقع هكذا، يجب أن نتوب من صلاتنا وصيامنا وحجنا، وإذا كنا نطمع أن تقع مورد قبول الحق فعلينا أن نتوسل بأهل البيت سلام الله عليهم. أيها الأعزاء، فلنهتم بالصلاة، فإذا ما حان وقتها ملأنا الشوق والرغبة، لتكون معراجاً لنا، كان الإمام السجاد عليه السلام يتغير لونه مع حلول وقت الصلاة، وقد ورد أن أطراف الإمام الحسن عليه السلام كانت ترتعد إذا كان وقت الصلاة. وكان يدخل المسجد بأفضل لباس وأقدامه ترتعد. يقول ابن عباس في حق أمير المؤمنين عليه السلام: كنا في أشد لحظات الحرب حساسية وإذ بي أرى أمير المؤمنين عليه السلام ينظر إلى السماء فسألته، لماذا تنظر إلى السماء؟ فقال عليه السلام: أردت أن أعرف هل حان وقت الصلاة أم لا؟ كان عليه السلام يترك أي عمل مع حلول وقت الصلاة.
* تجنب المعصية
الجناح الثاني للتقوى "تجنب المعصية" وهو أهم بكثير من الاهتمام بالواجبات. المعصية إعراض عن الله تعالى، وكل من أعرض عن الله وذكرِه ابتلي بمصيبتين:
1- تصبح حياته الدنيا مضطربة قلقة.
2- يحشر يوم القيامة أعمى.
﴿ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى﴾. الاعراض عن الله تعالى معصية، يُعرَض المعرضون يوم القيامة على الله عمياً فيقولون لقد كنا في الدنيا مبصرين فلماذا حشرتنا عمياً؟ فيقول الله مجيباً:
﴿كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى﴾. الغفلة عن ذكر الله ونسيان الحق تعالى معصية، وكل من تلوث بالذنوب رفعت يد عناية الله عنه وقد ذكر هذا المعنى في أكثر من 50 آية: ﴿والله لا يهدي القوم الظالمين﴾ ﴿والله لا يهدي القوم الفاسقين﴾ ﴿والله لا يهدي القوم الكافرين﴾.
* الحرب والجهاد لإحياء دين الله
يجب أن يبقى في بال المجاهدين الأعزاء أنهم قاموا للحفاظ على الصلاة والواجبات الإلهية ولترك المحرمات ولهذا ذهبوا إلى الجبهة، فإذا ما استخفوا بالصلاة فقدت الجبهة معناها. كل هذه المصائب كانت لإحياء دين الإسلام المقدس. نقرأ في زيارة أبى عبد الله سلام الله عليه: "أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر". قتل سيد الشهداء عليه السلام حتى يبقي الأحكام الإلهية حية، وقد استشهد لإحياء الصلاة، وتحمل أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام الكثير من العذابات والأسر لإحياء الأحكام الإلهية ولتحقيق أحكام الشرع المقدس. أيها المجاهدون، صحيح أنكم ذهبتم إلى الجبهة لإحياء الإسلام أيضاً، وأنكم مربون لإقامة الصلاة، لا تؤخروا صلاتكم بدون سبب لآخر الوقت، ولا تتخلفوا عن صلاة الجماعة بدون عذر فتخرجوا بذلك عن جيش الإسلام وإمام الزمان عجل الله فرجه الشريف.
* صلاة الليل مفتاح سعادة الدنيا والآخرة
طبعاً إذا قيل اهتموا بالصلاة الواجبة، فهذا من باب التذكير، لأن متاريسكم مساجد، يجب عليكم الاهتمام بصلاة الليل، إذا أردتم الانتصار في الدنيا والآخرة وأن يكون لديكم نشاط دائم، وتكون السعادة والخير لكم، وتتحكموا بالقلوب، اهتموا بصلاة الليل. ليس المراد من صلاة الليل التي نتحدث عنها هنا، صلاة الليل الطويلة تلك، بل المراد بها الـ 11 ركعة العادية، وإذا طالت كانت سبباً للسعادة، التضرع والتوسل والمناجاة في صلاة الليل له تأثير كبير، أما الذي نشير إليه هنا فهو الـ 11 ركعة العادية المذكورة في رسالة الإمام. أقسم القرآن الكريم في عدة موارد بوقت آخر الليل، السحر، أول طلوع الفجر وبصلاة الليل. وهذا دليل على أهمية صلاة الليل.
﴿والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر﴾ ﴿والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس﴾.
* أهمية وعظمة صلاة الليل
يقول الله تعالى مخاطباً رسوله في سورة المزمل: ﴿يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً إن ناشئة الليل هي أشد وطأً وأقوم قيلاً﴾. الاستيقاظ وسط الليل يقوي الإرادة والروح ويساعد الإنسان للتغلب على النفس الأمارة والأعداء الخارجيين. إذا وصلت الجبهة إلى هذا الحد من أوج الكمال والمعنوية، فهذا يعود لبركة صلاة الليل التي تصلى في قلب المتاريس، وكل الانتصارات التي حصلت سببها المناجاة وصلاة الليل. والاستمرار أيضاً والنصر والسعادة في الجبهة هو في إطار معنويات المجاهدين وأدعيتهم وصلواتهم المخلصة. شعار "يا الله" والتوسل بالأئمة الأطهار سلام الله عليهم أجمعين والتوكل والاعتماد على الله تعالى وصلاة الليل والأدعية هي سبب النصر. تعلمون أن الجبهة مدرسة، إذا لم تكونوا جميعاً تؤدون صلاة الليل قبل الذهاب إلى الجبهة، فأدوا هذه العبادة العظيمة إذا ما ذهبتم إلى الجبهة، وإذا ما رجعتم من الجبهة فحافظوا على هذه العبادة لأن "الركعتان في جوف الليل خير من الدنيا وما فيها".
* صلاة الليل سلاح المؤمن
صلاة الليل والارتباط بالله عز وجل والتوسل بأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام أفضل أسلحة الجندي والحارس وأكثرها شدة. جيش الإسلام هو الذي يبسط قائده سجادة الصلاة ليلاً ويقف لأداء صلاة الليل.
﴿أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا﴾. ﴿ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً﴾.
* حديث قدسي
سأل موسى عليه السلام ربه: من أسوأ البشر لديك؟ فقال الله سبحانه وتعالى: جيفة بالليل وبطال بالنهار، الذين ينامون كل الليل حتى الصباح ويكونون تنابل وعاطلين في النهار، فيقضون أوقاتهم دون فائدة. يستفاد من هذه الرواية أن من ينام كل الليل حتى الصباح، ولا يقضي جزءاً من الليل بالعبادة دون أن يكون لديه عذر، يكون في عالم الملكوت كالجيفة، صحيح أن خطاب إقامة صلاة الليل موجه للجميع إلا أنه يشمل الحراس وجنود الإسلام أكثر، لأنه يريد منكم أن تكونوا أصحاب عزة. الذي يجب أن يعتني به المسلمون وخصوصاً الأعزاء في الجبهة الالتزام بالواجبات الإلهية وترك المحرمات وأداء الصلاة بخشوع وخضوع وحضور قلب، حيث أن الخير والسعادة في الدنيا والآخرة هو في إطار هذا الأمر.
أيها الأعزاء، للجبهة والمتراس قدسية، من المؤسف أن يقضي الإنسان عمره الثمين في اللغو أو يضيعه والعياذ بالله في المعاصي.