فاطمة مزنر
اخترنا لك أخي القارئ بعض الكلمات والمصطلحات التي يستعملها الناس في غير مواضعها ومواقعها سواء عن جهل أو عن تجاوز وفي ما يلي سنقوم بتصحيحها:
اللذع، اللدع، اللسع:
كثيراً ما يخلط الناس في استعمال هذه الكلمات الثلاث كأن يقال مثلاً: لدغته العقرب، ولسعته الحية، ولذعته البعوضة. وهذا خطأ طبعاً لأنّ:
اللذع: معناه حرقة كحرقة النار فيقال: لذعته النار أي لفحته وأحرقته، ولذع ألحق قلبه أي تيمه وآلمه.
وأما اللسع: فهو للحشرات التي تضرب بمؤخرتها أي ذوات الإبر كالنحلة والعقرب.
بينما اللدع: لما كان ضرب بالفم وليس بالمؤخرة كالبق والبرغش وغيرها.
والصواب أن يقال: لسعته العقرب، ولدغته البقة، أمّا الحية فإنّها لا تلسع ولا تلدع بل تعض وتنهش لأنّ الحية تعض بأسنانها وأنيابها المجوفة فتزرق السم في جسم ضحيتها فيقال عندئذٍ عضته الحية لا لسعته أو لدغته.
البُنية والبِنية:
يُقال فلان صحيح البُنية بضم الباء للدلالة على كيان الإنسان وفطرة جسمه وهذا خطأ فالبُنية هو ما يبنيه الإنسان وجمعها البُنى.
والصواب أن تقول فلان صحيح البِنية أي صحيح الجسم والفطرة.
الرؤيا والرؤية:
يقال فلان ضعيف الرؤيا أو عدم الرؤيا للدلالة على ضعف النظر وهذا خطأ لأنّ الرؤيا ما يراه الإنسان في المنام، أي الحلم، فهي تختص بالمنام دون النظر بالعين، أمّا الصواب فهو الرؤية وهي النظر بالعين والقلب أيضاً ولكنها في العين حقيقة وفي القلب مجازاً.
الجِنّةْ، الجُنّةْ، الجَنّةْ:
كما يتمّ الخلط أيضاً بين هذه المفردات الثلاث رغم أنّ لكل مفردة معنى خاصاً بها:
فالجِنّةُ: هي الجنون، وقد ورد في القرآن الكريم ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ﴾ [المؤمنون/25].
ومعناها أيضاً الجِنُ وهي مخلوقات خلاف الإنس وفي القرآن الكريم: ﴿إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ [هود/119].
الجُنّةُ: وهي السترة وما وقى من سلاح وغيره وفي القرآن الكريم ﴿اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُون﴾َ
وفي الحديث أيضاً: الصوم جُنّةُ من النار أي وقاية منها.
أمّا الجَنّةُ: فهي الفردوس ودار النعيم في الآخرة وأيضاً الحديقة ذات النخل والشجر....