الشيخ علي معروف حجازي
رُوِيَ أَنَّ الْمَلائِكَةَ إِذَا سَمِعَتِ الأَذَانَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ قَالَتْ: "هَذِهِ أَصْوَاتُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم بِتَوْحِيدِ اللهِ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ لأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم حَتَّى يَفْرُغُوا مِنْ تِلْكَ الصَّلَاةِ"(1).
وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِم، أنَّهُ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّـهِ عليه السلام: "إِنَّكَ إِذَا أَذَّنْتَ وَأَقَمْتَ صَلَّى خَلْفَكَ صَفَّانِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَإِنْ أَقَمْتَ إِقَامَةً بِغَيْرِ أَذَانٍ صَلَّى خَلْفَكَ صَفٌّ وَاحِدٌ"(2).
•استحباب الأذان
1- يُستحبّ الأذان والإقامة استحباباً مؤكّداً للصلوات اليوميّة الواجبة، وخاصّة الصبح والمغرب. ويتأكّدان أيضاً في صلاة الجماعة.
2- يستحبّان في الأداء والقضاء، والسفر والحضر، والصحّة والمرض، ولصلاة الجماعة والفرادى، وللرجال والنساء، وفي تركهما حرمان من ثواب جزيل.
3- لم يرد الأذان والإقامة في سائر الصلوات الواجبة الأخرى، مثل صلاة الآيات.
•الأذان الإعلاميّ
الأذان الإعلاميّ للصلاة في أوّل أوقات الفرائض اليوميّة، وترديده من قِبَل السامعين، ورفع الصوت به عند قراءته من المستحبّات الشرعيّة الأكيدة.
•حكم الأذان والإقامة في التلفاز
لو سمع الشخص الأذان والإقامة من التلفاز، فإذا كان البثّ مباشراً، جاز له الاكتفاء بهما في صلاته.
•سقوط الأذان والإقامة
يسقط الأذان والإقامة في مواضع، منها:
1- الداخل في الجماعة التي أذّنوا وأقاموا لها حتّى وإن لم يسمعهما ولم يكن حاضراً حينهما.
2- من صلّى في مسجد فيه جماعة لم تتفرّق، قد أذّنوا لها وأقاموا، سواء أقصد الإتيان إلى الجماعة أم لا، وسواء أصلّى جماعة أم منفرداً.
فلو تفرّقت الجماعة، أو أعرضوا عن الصلاة وتعقيباتها، لم يسقطا عنه، حتّى وإن بقوا في أماكنهم.
•سقوط الأذان وحده
يسقط الأذان في موردين:
1- في صلاة العصر إذا جمع بينها وبين الظهر، فيأتي بالأذان والإقامة قبل صلاة الظهر، ثمّ يأتي بالإقامة دون الأذان قبل العصر.
2- في صلاة العشاء إذا جمع بينها وبين المغرب.فيؤذّن ويقيم للمغرب، ثمّ يقيم للعشاء دون أذان.
- إذا فرّق بين الظهرَين والعشاءَين، لا يسقط الأذان للعصر والعشاء. ويتحقّق التفريق بطول الزمان بين الصلاتين، وبفصل النافلة بينهما.
•شروط المؤذّن
يشترط في المؤذّن ثلاثة أمور: النيّة والعقل والإيمان (بمعنى أن يكون اثني عشريّاً).
•شروط الأذان والإقامة
يشترط في الأذان والإقامة أمور:
1- الترتيب بينهما بتقديم الأذان والإقامة، والترتيب بين فصولهما، وبينهما وبين الصلاة.
2- الموالاة بينهما وبين فصولهما.
3- الإتيان بهما على الوجه الصحيح باللغة العربيّة.
4- أن يكونا بعد دخول وقت الصلاة.
5- الطهارة من الحدث في الإقامة فقط.
•مستحبّات الأذان والإقامة
1- يُستحبّ فيهما الاستقبال، والقيام، والطهارة من الحدث في الأذان (الطهارة شرط لصحّة الإقامة)، وعدم التكلّم أثناءهما، والاستقرار في الإقامة، والتسكين في أواخر الفصول، والإفصاح بالألف والهاء من لفظ الجلالة (الله)، ووضع الإصبعَين في الأذنين في الأذان، ومدّ الصوت ورفعه، والفصل بين الأذان والإقامة بخطوة أو سجدة... ويستحبّ أن يقول في سجوده: "ربِّ سجدتُ لك خاضعاً خاشعاً"، أو يقول: "لا إله إلّا أنت، سجدت لك خاضعاً خاشعاً".
2- يتعيّن عند الوقف ختم لفظ "الصلاة" في "حيّ على الصلاة" و"قد قامت الصلاة" بالهاء.
•فصول الأذان
1- كيفية الأذان:
أوّلاً: (اللهُ أكْبَرُ) أربع مرَّات.
ثانياً: (أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ) مرَّتان.
ثالثاً: (أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ) مرَّتان.
رابعاً: (أشْهَدُ أنَّ عَليّاً وَليُّ اللهِ) مرَّتان. وهي من المستحبات الأكيدة، وليست من أجزاء الأذان، فلا تكون نيّتها على أنّها جزء من الأذان.
خامساً: (حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ) مرَّتان.
سادساً: (حَيَّ عَلَى الفَلاحِ) مرَّتان.
سابعاً: (حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ) مرَّتان.
ثامناً: (اللهُ أكْبَرُ) مرَّتان.
تاسعاً: (لاَ إلَهَ إلَّا اللهُ) مرَّتان.
2- كيفيّة الإقامة:
أوّلاً: (اللهُ أكْبَرُ) مرَّتان.
ثانياً: (أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ) مرَّتان.
ثالثاً: (أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ) مرَّتان.
رابعاً: (أشْهَدُ أنَّ عَليّاً وَليُّ اللهِ) مرَّتان، وهي من المستحبات الأكيدة وليست من فصول الإقامة.
خامساً: (حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ) مرَّتان.
سادساً: (حَيَّ عَلَى الفَلاحِ) مرَّتان.
سابعاً: (حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ) مرَّتان.
ثامناً: (قَدْ قَامَت الصَّلاةُ) مرَّتان.
تاسعاً: (اللهُ أكْبَرُ) مرَّتان.
عاشراً: (لاَ إلَهَ إلَّا اللهُ) مرَّة واحدة.
1.من لا يحضره الفقيه، الصدوق، ج1، ص286.
2.التهذيب، الطوسيّ، ج2، ص52.