20 جمادى الآخِرة: ولادة السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام
يتحدّث الإمام الخامنئيّ دام ظله عن عظمة السيّدة الزهراء عليها السلام فيقول: "هي البنت التي وُلدت في لهيب الجهاد المرير للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في مكّة، والتي أعانت أباها وواسته في شعب أبي طالب، إذ استمرّ الجوع والعطش والبرد والحرّ ثلاث سنوات -وهي من الفترات الصعبة في حياة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم - حيث كان يعيش عدد من المسلمين في شقّ جبل، وهم في حالة إبعاد إجباريّ. مَن الذي يرفع عن وجهها غبار الهمّ في تلك الظروف، حيث توفّيت خديجة وأبو طالب، والنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وحده بلا مواسٍ، والجميع كانوا يلوذون به؟ في تلك الأحوال، تحمّلت هذه الفتاة المشاكل، فكانت كالمنقذ للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وأمٍّ لأبيها، وممرّضة عظيمة لذلك الإنسان العظيم. فقد واست النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وتحمّلت العناء، وعبدت الله، وعزّزت إيمانها، وهذّبت نفسها، وفتحت قلبها للمعرفة والنور الإلهيّين(1).
1 رجب 57 هـ: ولادة الإمام الباقر عليه السلام
جاء في بشارة المصطفى: أتى جابر بن عبد الله الأنصاريّ باب عليّ بن الحسين عليهما السلام، وبالباب أبو جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام في أغيلمة(2) من بني هاشم قد اجتمعوا هناك، فنظر جابر إليه مُقبلاً، فقال: "هذه مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسجيّته، فمَن أنت يا غلام؟".
قال: "أنا محمّد بن عليّ بن الحسين"، فبكى جابر وقال: "أنت -والله- الباقر عن العلم حقّاً. ادنُ منّي بأبي أنت وأمّي"، فدنا منه، فحلّ جابر أزراره، ثمّ وضع يده على صدره فقبّله، وجعل عليه خدّه ووجهه، وقال: "أُقرئُك عن جدّك رسول الله السلام، وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت، وقال صلى الله عليه وآله وسلم لي: يوشَك أن تعيش، وتبقى حتّى تلقى مِن ولدي مَن اسمه محمّد بن عليّ، يبقر العلم بقراً"(3).
2 رجب 212 هـ: ولادة الإمام الهادي عليه السلام
3 رجب 254 هـ: شهادة الإمام الهادي عليه السلام
جاء في وصف الإمام الهادي عليه السلام أنّه "كان أطيب الناس بهجة، وأصدقهم لهجة، وأملحهم من قريب، وأكملهم من بعيد، إذا صمت علته هيبة الوقار، وإذا تكلّم سماه البهاء"(4).
وعن هيبته عليه السلام في قلوب الناس، روى محمّد بن الحسن الأشتر العلويّ الحسينيّ، قال: كنت مع أبي على باب المتوكّل، وأنا صبيّ، في جمعٍ من الناس؛ ما بين طالبيّ إلى عبّاسيّ إلى جعفريّ إلى غير ذلك، إذ جاء أبو الحسن عليّ بن محمّد عليه السلام، فترجّل الناس كلّهم حتّى دخل، فقال بعضهم لبعض: لمَ نترجّل لهذا الغلام؟ فما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا سنّاً ولا بأعلمنا! والله لا ترجّلنا له. فقال أبو هاشم الجعفريّ: والله لتترجّلُنّ له على صِغَره إذا رأيتموه، فما هو إلّا أن طلع وبصروا به، حتّى ترجّل له الناس كلّهم. فقال لهم أبو هاشم: أليس زعمتم أنّكم لا تترجّلون له؟ فقالوا: ما ملكنا أنفسنا حتّى ترجّلنا(5).
10 رجب 195 هـ: ولادة الإمام الجواد عليه السلام
عن محمّد بن الحسن بن عمّار قال: كنت عند عليّ بن جعفر بن محمّد جالساً بالمدينة، وكنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما يسمع من أخيه -يعني أبا الحسن عليه السلام - إذ دخل عليه أبو جعفر محمّد بن عليّ الرضا عليه السلام المسجد -مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم - فوثب عليّ بن جعفر بلا حذاء ولا رداء، فقبّل يده وعظّمه، فقال له أبو جعفر عليه السلام: يا عمّ، اجلس رحمك الله، فقال: يا سيّدي، كيف أجلس وأنت قائم؟ فلمّا رجع عليّ بن جعفر إلى مجلسه، جعل أصحابه يوبّخونه ويقولون: أنت عمّ أبيه، وأنت تفعل به هذا الفعل؟ فقال: اسكتوا، إذا كان الله عزّ وجلّ -وقبض على لحيته- لم يؤهِّل هذه الشيبة وأهّل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه، أنكر فضله؟! نعوذ بالله ممّا تقولون(6).
15 رجب 62 هـ: وفاة السيّدة زينب عليها السلام
بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام، كان للسيّدة زينب عليها السلام في المدينة نشاط كبير جدّاً بعد عودتها من السبي. ونشاطها لم يقتصر على التواصل مع النساء، بل مع أهل المدينة كلّهم رجالاً ونساءً، تحدّثهم، تذكر لهم مصائب كربلاء، تحرّضهم، تثير فيهم المسؤوليّة الشرعيّة والحميّة والغيرة والشهامة، ما دفع والي يزيد على المدينة إلى أن يكتب ليزيد أنّ وجودها عليها السلام بين أهل المدينة مهيّجٌ للخواطر؛ إذ مجرّد وجود هذه السيّدة، هذه المرأة، هذه الأمّ، هذه الأخت، هذه العمّة عليها السلام في المدينة يثير أحزان أهلها وخواطرهم وعواطفهم ومشاعرهم، مضافاً إلى أنّها عليها السلام فصيحةٌ، عاقلةٌ، لبيبةٌ، تعرف كيف تحدّث الناس. وقد عزمت ومَن معها من أهل المدينة وكلّ من يتّصل بها، على القيام للأخذ بثأر الحسين عليه السلام، فكتب إليه يزيد أن فرّق بينها وبين أهل المدينة. عندها، أخبرها والي المدينة وأخبر زوجها بضرورة إخراجها من المدينة(7).
1.مجلّة بقيّة الله، العدد 49، مع الإمام القائد: المرأة المسلمة.
2.تصغير أَغْلِمة جمع غُلام.
3.الأمالي، الطوسيّ، ص637.
4.مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب، ج3، ص505.
5.الثاقب في المناقب، ابن حمزة الطوسيّ، ص534.
6.الكافي، الكلينيّ، ج1، ص322.
7.من كلمة سماحة السيّد حسن نصر الله (حفظه الله) في الليلة العاشرة من محرّم 1441 هـ.