مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

فكر الإمام الخامنئي دام ظله في القضايا السياسية والاجتماعية

إعداد: محمود دبوق‏



الكتاب: فكر الإمام الخامنئي دام ظله في القضايا السياسية والاجتماعية.
الكاتب: أحمد حسين يعقوب.
الناشر: الدار الإسلامية.
لا شكَّ أن المتلهّف أو السائل عن شخصية وفكر الإمام الخامنئي دام ظله سيحظى في هذا الكتاب بفرصة كبيرة للاطلاع على محطات متعددة من حياة الإمام الخامنئي، قد لا تزال مجهولة عند الكثيرين، وجولتنا في هذا الكتاب هي في ست أبواب، يتضمن كلٌ منها فصولاً عديدة حيث بذل فيها الكاتب جهوداً وصف فيها كتابه بأنه أوحد زمانه من حيث المضمون والشمول.


* سيرة الإمام الشخصية:
الباب الأول من الأبواب الست التي تشكل مجموع الكتاب يعرض في فصولٍ ثلاثة النسب الشريف للإمام القائد إضافة لعلومه ومعارفه، والتي تلقاها على يد علماء معروفين مع ذكر العديد من مؤلفاته دام ظله والحديث عن تدريسه وشغفه بالقرآن وعشقه للغة العربية، ثم ينتقل للحديث عن ثقافته الواسعة والتي توقف فيها طويلاً عند حكومة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وحكومة الإمام علي عليه السلام والترابط المحكم بينهما، ثم الوقوف على أسباب الانحراف والتعرف على قادته وعلى أساليبهم الملتوية. على أنَّ الذي يستوقفنا في هذا الباب كلام للإمام السيد الخامنئي دام ظله يشرح فيه بعضاً من ظروف معيشته ما يخشع له القلب ويندهش العقل فيما خصَّ زهده دام ظله.

* السيد الخامنئي والثورة الإسلامية الإيرانية
يحكي الفصل الأول من الفصول الخمسة التي تتفرّع من الباب الثاني، الواقع الذي ساد بين سلطة "فرعون إيران"، الشاه محمد بهلوي، والشعب الإيراني المستضعف، وعلى رأسهم الإمام الخميني المقدَّس، الذي واجهه بجرأة فاقت حدّ التصور والتصديق وكما يعبّر الكاتب، قضى بقيادته الحكيمة وطاعة الشعب الإيراني الذي التزم توجيهاته على تلك الهيبة الخاصة التي كان قوامها الرعب والإرهاب. في خضم هذه الأحداث كان الإمام الخامنئي في قلب الحدث بل في قلب الثورة لكنه كان يبحث عن القائد العظيم الذي يحلم به "كما يعبّر الكاتب"، وقد أعجب في بداية شبابه بالمرحوم نواب صفوي، لكنه وجد ضالته ما بين 1964 1958 حين تعرّف في مدينة قم على الإمام الخميني قدس سره فسمع منه وتتلمذ بعض الوقت على يديه، وأنس به وأحبّه حبّاً يفوق حبَّ الولد لوالده، ووضع مصيره وحياته ومستقبله فوراً وبدون تردّد تحت تصرُّفه فلازمه وتابع أوامره فمن توزيع خطب وتصريحات الإمام وفتاويه إلى إلقائه الخطب على المنابر وتوعية الجماهير في قم وبرجند وخراسان إلى جهاده المفعم بالحيوية وإلى اعتقاله مرات عديدة حيث وجّهت إليه الاهانات محاولة لتثبيط عزيمته. وهكذا كانت حياة الإمام الخامنئي بين العلم والجهاد والثورة والاعتقال، إلى أن أصبح عضواً في مجلس قيادة الثورة وعضواً في لجنة استقبال الإمام إلى محاولة اغتياله، إلى المسؤوليات والمناصب التي تولاها بعد انتصار الثورة المباركة، فذلك شريط هام جداً ومفعمٌ بالأحداث والحيوية، يحكي كاتبنا تفاصيله بين الفصل الثاني والخامس، ويليق بالقارئ الكريم أن يطَّلع عليها لأهميتها.

* معالم الفكر السياسي للإمام الخامنئي:
نرى أن الكاتب قد وسَّع رقعة العناوين ومساحتها حينما أخذ يتحدث عن فهم الإمام الخامنئي السياسي والاجتماعي أو العقائدي من خلال ارتباطه بالإمام الخميني قدس سره نهجاً وخطاً وثورةً مستمرة في حياته وبعد رحيله من دون فارق، وقد أظهر المحامي الأستاذ أحمد يعقوب، بجدارة هذه التفاصيل في سبع فصول شكلّت الباب الثالث من هذا الكتاب، ونستطيع قراءة الفصول السبع المذكورة بترتيب منهجي لناحية معالجة التفاصيل الهامة الواردة، حيث بدأها بذكر العلاقة المشتركة بين الإمام الخميني والسيد الخامنئي في حب أهل البيت عليهم السلام وموالاتهم أو من حيث نمط العيش الخاص وإقامة الحكومة الإسلامية التي يأتي الكاتب على تفسير معناها، ثم يتطرق في الفصل الرابع لشخصية الإمام وولي الأمر في الحكومة ويذكر صفاته ومناقبيته، ويحط في الفصل الخامس عند القانون والقضاء في الحكومة الإسلامية، ثم يتحدث في الفصل السادس في معنى المجتمع الإسلامي والترابط الاجتماعي بين المؤمنين، ويختم في الفصل السابع من الباب المذكور بالحديث عن مكانة الولي الفقيه في الحكومة الإسلامية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله، ويشرح وضعيه البيعة لأمير المؤمنين عليه السلام ويظهر علاقة الشيعة بالبيعة ورفضهم للسلطة الحاكمة المفروضة، ويدافع عن نظام الجمهورية الإسلامية كونه نظاماً إسلامياً لا مذهبياً.

* قيام الحكومة الإسلامية وتطبيق الأفكار السياسية
الباب الرابع قسّمه الكاتب إلى ستة فصول استعرض فيها مواضيع كثيرة ومختلفة ضمن نفس العنوان أعلاه، في قالب معبّر وواضح وغير ممل، فتحدث عن حاجة الثورة إلى دولة والفرق بينهما، إلى حاجة الدولة لطواقم فنية مخلصة خصوصاً المتديّنة مع بروز الطواقم العاملة من المنافقين في أجهزة هذه الدولة الفتية، إلى الحديث عن مشكلة عدم وجود نموذج معاصر للحكومة الإسلامية، فيما النموذج الأمثل هو حكومة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، فتناول الكاتب معالم حكومة الرسول صلى الله عليه وآله وميّزاتها كذلك حكومة أمير المؤمنين عليه السلام ثم عرّج على إقامة الحكومة الإسلامية في إيران ووضع الدستور وأورد بعضاً من نصوصه، وصولاً إلى الفصل الثالث حيث أبرز الحديث عن الإمام أو القائد والشروط التي يجب أن يتمتع بها وذكر شرطاً هاماً يتعلق بالأمة لناحية أن تقرّ لهذا الولي بكافة شروط القيادة بالأكثرية الساحقة وليس بالأكثرية فقط. بالنسبة للفصول المتبقية من الرابع وحتى السادس فقد تناول الحديث فيها عن السلطتين التنفيذية والقضائية ودور الشعب في الحكومة الإسلامية الإيرانية، وختم القول في الفصل السادس عن شكل الحكومة الإسلامية وسماتها العامّة.

* دراسة تحليلية لبعض أفكار الإمام الخامنئي السياسية:
يأخذ الكتاب منحىً منهجياً وأكثر دقّة وتحديداً عندما يبدأ الحديث عن أفكار الإمام الخامنئي السياسية في الباب الخامس إذ يعتمد طريقة شرح نماذج متعددة من أفكار الإمام الخامنئي السياسية التي ترتبط حسّاً وفهماً بفكر الإمام الخميني، فأخذها في مرحلة أولى فكرة فكرة ثم يأخذها بدراسة كليه على أنها ذات كيان واحد ومتماسك كما يقول الكاتب، ويقدم للمرحلتين بمقدمة حول الفهم المتبادل بين الإمام الخميني والإمام الخامنئي في بحثٍ لطيفٍ عن الولاية والولي، بعد الشروع في عرض هذه الأفكار ابتداءً من الفصل الثاني حول بناء المجتمع الإسلامي، وفي الفصل الثالث يتناول موضوعاً ملفتاً للغاية عن خواص أهل الحق الذين إن تمسكوا بالحق فسيحولون دون نجاح خواص أهل الباطل بمسعاهم، ويفرد الكاتب لذلك الموضوع تفاصيل أخرى يجدر مطالعتها والتدقيق بها، خصوصاً في الأمثلة التي يقدّمها عن ذلك في الفصل كمرض الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ورحيله صلوات اللَّه عليه وآله، مقارنةً مع حال وفاة الخليفتين الأول والثاني حيث لم يقل أحدٌ "إن الخليفة قد هجر أو حسبنا كتاب اللَّه وإنما نُفِّذت وصيتهما كأنهما وحيٌ من اللَّه، كما شرح الكاتب ذلك في الصفحة 366 من كتابه. وفي الفصل الخامس والأخير يعرض أفكاراً أخرى للإمام الخامنئي قد تناول فيها مواضيع عدّة ومختلفة.

* دراسة تركيبية لأفكار الإمام الخامنئي السياسية:
التفاصيل التي أفردَ لها الكاتب ثلاثة فصول في هذا الباب هي مجموع الباب السادس يشرح معنى الدراسة التركيبية ونطاقها، ثم يبدأ بالحديث عن الشمولية والكلية للكون وللحياة والآخرة والإنسان عند الإمام الخامنئي ويتحدث عن منابع هذه الرؤية والنتائج المترتبة عنها في عرضٍ شيق للتفاصيل، ويذكر في إحداها لكلمة القائد حيث يقول: "إن الإسلام يأمر بالتعامل على أساس المحبة والتسامح مع كافة الناس سواء كانوا من أبناء الإسلام أو غيره". ثم يبين الكاتب علاقة الثورة الإسلامية بهذه الرؤية، ويردف القول بأن ملامح الثورة إنما قامت لتعبر عن هذه الرؤية، ويتكلم الأستاذ أحمد يعقوب عن محاولة الحرب العراقية وأد هذه الرؤية، كذلك موقف هيئة الأمم المتحدة التي تهيمن عليها الدول الكبرى والتي فضح الإمام الخامنئي نظام الهيمنة العالمية فيها، وعلى رأسها حكومة الولايات المتحدة الأميركية، وحيث وجّه الإمام الخامنئي نداءً علنياً للعالم للاتحاد بوجه قوى الهيمنة المذكورة، وفي الفصل الثاني يتحدث عن الإمام الخامنئي والأمة الإسلامية في دعوته للوحدة، ويتحدث في رؤية الإمام لمسألة القدس وحول تهمة تصدير الثورة، ثم ينتهي الكتاب عند الفصل الثالث من الباب الأخير بالحديث عن الحقوق الأساسية والحرية، والمرأة، في فكر الإمام الخامنئي.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع