الدكتور أكرم فرحات (*)
هي من الآفات الشائعة التي تصيب الأشعار فتذهب بها وتتظاهر ببقعة أو بقع جرداء مستديرة تبدو في المناطق المشعرة من الجلد دون تبدلات في جلد الناحية المصابة ونذكر منذ البدء بأنها آفة غير معدية إطلاقاً.
* الآلية الإمراضية:
تبدو هذه الإصابة في مختلف الأعمار، إلا أنها أكثر حدوثاً في الأطفال والشباب، ولقد تعددت النظريات في إحداثها ولعل أرجحها هي الآلية المناعية المسؤولة عن النهي في نشاط الأجربة الشعرية ولوحظ ترابط هذه الآلية في عدد من الحالات التي ترافق الثعلبة كأدواء الدرق والسكري وكما هو الحال في البهق الذي يترافق مع الثعلبة، يضاف إلى هذه الآلية العوامل الوراثية وهي مثبتة في 20% من الحالات بالإضافة إلى العوامل الغدية والنفسية.
* الوصف السريري:
الأعراض: تحدث الإصابة خلسة دون أعراض شخصية، وكثيراً ما يكشفها الأهل أوالحلاق عرضاً، وهي تبدو بشكل بقعة جرداء مستديرة دون تبدل في لون الجلد، فالأشعار زائلة من جذورها والجلد أملس عاجي اللون دون توسف أو تبدل في قوامه والبقعة بيضوية أو مستديرة بقطر مختلف لا يقل عن 2 سم ويأخذ بالاتساع، وتكون بعض الأشعار حول البقعة سهلة الاقتلاع، وإذا دقق في محيط الآفة فقد يعثر أحياناً على ما دعي "بشعرة علامة التعجب". وهي بطول بضعة مليمترات وهي تنجم عن تقصف ساق الشعرة الداخلة في طور التراجع من أطوار الشعرة الدوري، إن هذه العلامة هامة في التشخيص إذا وجدت ولكن قل أن يحتاج إلى التفتيش عنها.
* أماكن الأصابة:
يمكن للثعلبة أن تبدو في مكان مشعر وهي تشاهد غالباً في الرأس كما تصيب الذقن والشارب عند الرجال وقد تصاب الأماكن المشعرة الأخرى كالحاجب والأهداب وأشعار الجسم، وتكون البقعة وحيدة أو متعددة، كما أن كثيراً من البقع ما تتوقف لوحدها دون أتساع وتعود الأشعار فيها للنمو بشكل ذاتي وتختلف المدة التي تعود فيها الأشعار هذه ويغلب أن تكون بين 2- 8 شهور وتكون الأشعار فيها في البدء كالأوبار وبيضاء ثم تصبح انتهائية ومصطبغة، إن هذا الشفاء العفوي لا يمكن الجزم به دوماً فقد لا يحدث أو قد يحدث أحد الأشكال السريرية التالية:
1- الشكل الثعباني ophiasis: وهو يشاهد في الأطفال عادة ويعتبر من الحالات المعندة ويبدأ ببقع مستديرة على النقرة تأخذ بالاتساع والاتصال والامتداد نحو الصدغين.
2- الشكل الشامل Totalis: وهو الذي يجرد الرأس بكامله من أشعاره وهو يشاهد بنسبة 5- 10% من الحوادث في الأطفال.
3- الشكل المجرد العام Universalis: وهي التي تجرد الجسم من جميع أشعاره، فتصيب أشعار الرأس والوجه والحاجبين والأهداب وأشعار الجسم وهي حالات نادرة ومستعصية عادة، ويمكن أن تصاب الأظافر في الشكلين الشديدين السابقين وتتظاهر بعسر النمو غالباً ونادراً ما تسقط.
4- الأشكال المنتشرة الحادة: هي أشكال تبدأ بتساقط أشعار غير بقعي منتشر ثم تأخذ بالتحدد، وهي صعبة التشخيص في البدء ويبني على وجود الشعرة بشكل علامة التعجب.
* التشخيص:
التشخيص سهل إجمالاً ويجب أن يفرق عن السعفات الجازة الفطرية (وهذه متوسعة والأشعار فيها مجزوزة عادة) وعن الحاصات الالتهابية وعن الحاصات الندبية (الحروق، الجروح، الذئبة الحمامية القرصية، الحزاز المنبسط).
* الإنذار:
يغلب أن يكون الإنذار حسناً في الأشكال البقعية المحدودة، إلا أنه لا يمكن التنبُّؤ أو الجزم به والإنذار بالنسبة لمعاودة الأشعار سيء بالنسبة للأشكال الشديدة.
المعالجة:
يمكن القول إنه لا يوجد علاج مُرض وجذري للحاصة البقعية والحاصة في الأشكال الشديدة، وإن مركبات الكورتيزون والـ Acth تعيد الأشعار إلى النمو ما بقيت تستعمل داخلاً وتعود الأشعار فيها غالباً إلى السقوط متى قطعت هذه المركبات، على أن ما يخفف من هذا الواقع هو الشفاء العفوي الذي يحدث في عظم الحالات المحدودة وهو الذي يضفي على المعالجات الشعبية منها والطبية المتعارفة النجاح والمديح ويجب الانتباه إلى تجنب الكاويات الشديدة التي قد تتلف الأدمة وما تحويه من أجربة شعرية، ويمكن في الحالات المعندة والمعاودة أن يلجأ إلى المهدئات النفسية ويجب أن نعلم أنه مهما استمرت هذه الآفة فإن معاودة نمو الأشعار فيها تبقى ممكنة.
(*)أخصائي في الأمراض الجلدية