نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

المنهج الجديد في تربية الطفل: الرؤية الإسلامية للأبعاد والميادين

فاطمة منصور


إعداد وإصدار: مركز نون للتأليف والترجمة.
الحجم: 485 صفحة من القطع الكبير.


إنّ أصول تربية الطفل من القضايا العلميّة التي شغلت بالَ المحقّقين والتربويّين وعلماء النفس في المدارس المختلفة. وفي المدرسة الإسلاميّة فإنّ المصدر الأساس في تحديد المنهج الإسلامي في تربية الطفل هو القرآن الكريم وسنّة المعصومين عليهم السلام. وهذا لا يعني إغفال الاستفادة من منجزات المعرفة الغربية دون الانجراف نحو أُسس ورؤى تؤدّي إلى انحراف الأفراد والمجتمع.

*تربية الطفل والرؤية الإسلاميّة
انطلاقاً من أهميّة وخطورة علم التربية في خارطة علوم الإنسان من جهة، وضرورة أن تكون التربية منسجمة مع الرؤية الإسلاميّة، كان كتاب "المنهج الجديد في تربية الطفل - الرؤية الإسلاميّة للأبعاد والميادين"، وهو يقدّم ثلاثين درساً موزّعة على ثمانية فصول.

وبما أنّ هذا الكتاب وُضع بهدف التأهيل والتدريب، فإنّه قد تضمّن أهدافاً وضعت في بداية كلّ درس، واختتم بخلاصة حوت المفاهيم الرئيسة، وذُيّل بأسئلة حول الدرس. فبدأ كلّ درس بتمهيد وتعريفات لغويّة واصطلاحيّة للكلمات المفتاحيّة، وعناوين تخدم الهدف الأساسيّ للفصل الذي تتمّ معالجته.

يبدأ الكتاب بمعالجة مسألة مفهوم تربية الطفل والهدف منها، ولم يغفل عن تناول مفهوم التربية في العلوم التربويّة المعاصرة، بالإضافة إلى وجهة نظر العلماء المسلمين، ثمّ خلُص إلى تعريف التربية بأنها: "قيام وليّ الطفل بتنمية استعدادات الطفل وصناعة هويّته في جميع جوانبها بهدف إيصاله إلى الكمال المستعدّ له بنحو تدريجيّ". وفي نهاية الفصل الأول حدّد الهدف من تربية الطفل، والذي يتعلّق، حسب الرؤية الإسلامية، بإيصاله إلى الكمال الذي تقتضيه فطرته وطبيعته، وتنمية استعداد وقابليّات خاصة عنده، تساعده لكي يكون إنساناً عابداً في المستقبل مع دخوله سنّ التكليف.

*مراحل الطفولة وطبيعتها
في الفصل الثاني، كان الهدف تقديم مفهوم الطفولة ومراحلها وطبيعتها وهنا أربعة دروس:
1- مفهوم الطفولة في الفقه التربويّ.
2- تقسيم مراحل الطفولة.
3- أبعاد هويّة الطفل وقواه النفسيّة.
4- فطرة الإنسان بين الخير والشر والحياد.

يخرج الطفل من مرحلة الطفولة، حسب المصطلح الشرعيّ، عند سنّ البلوغ الذي يختلف بين الذكر والأنثى. ومراحل الطفولة يُنظر إليها بمنظارين ويمكن تقسيمها بناءً على التقسيم الاستقرائي أو تقسيم "ثلاث سبعات". وتكون المرحلة الثانية من هذه الثلاثة مرحلة التمييز، وهنا يحصل التأديب والتعليم. ولتربية الطفل أبعاد ثلاثة:
أ- بُعد عقليّ - ذهنيّ.
ب– بُعد قلبيّ– وجدانيّ.

ج- بُعد بدنيّ. وقد أعطت الشريعة الإسلاميّة للطفل هامشاً للوقوع في الخطأ، وهذا لا يعني تعويده على الخطأ وعدم توجيهه للصواب.

يتحدّث الفصل الثالث عن النظرة إلى إنجاب الأطفال وأهميّتهم في حياة الأسرة والمجتمع، وفيه قُدّمت العناوين الآتية:

الحثّ على إنجاب الأطفال، وفضل وأهميّة الولد في حياة الأسرة والمجتمع، وأسباب الامتناع عن الإنجاب. وفي ختام الفصل جاء موضوع تنظيم الأسرة وتحديد النسل. وقد اعتمد فيه على النصوص الدينية واحتوى عروضاً ومناقشات واستنتاجات.

*الولاية التربويّة على الطفل
في الفصل الرابع، نصل إلى قضيّة هامة وهي الولاية التربويّة على الطفل.

فالولاية الأوّلية والأصلية هي لله تعالى. وقد منح تعالى حقّ الولاية للأب لأنّه الأكثر أهليّةً لإدارة شؤون الأسرة. وتكون التربية هي نحو تصرّف في شؤون الطفل من حيث ماله وبدنه. والولاية التربوية هي نحو سلطة تتعلّق بالجانب التخطيطيّ وصناعة القرار واتّخاذ الموقف المناسب حول شؤون الطفل. وثمّة شروط وحدود تحكم الولاية الأبوية على الطفل. كما وتناول الفصل بحثاً يتعلّق باليتيم وكيفية التعامل معه، واختتم بموضوع ولاية الحضانة للأم.

*البيئة والوراثة
ولأنّ تربية الطفل لا تنفصل عن عاملي البيئة والوراثة، تناول الفصل الخامس هذين المحورين ثم أُتبع في الفصل السادس بالحديث عن ممهّدات تربية الطفل قبل الولادة، وكذلك تأثير المرحلة الجنينية. وفي سبيل توضيح البحث استُدلّ بالروايات المتضافرة والآيات المناسبة.

وتميّز كلّ من الفصل السابع والثامن بتناول حقوق الطفل منذ ولادته.

*هذا الكتاب أولى الخطوات
يعدّ هذا الكتاب دراسة تأصيلية تهدف إلى توضيح المعالم العامة للمنهاج التربويّ الإسلاميّ في خطّ علاقة المربّي مع الطفل المتربّي، من خلال استنطاق النص الدينيّ وفَهم علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام دون استبعاد المنجزات التربويّة للتجربة البشرية. وهذا ما انعكس على المصطلحات العلميّة المستخدَمة في الكتاب، وأيضاً على شكل الأبحاث المقدّمة في الكتاب وتسلسلها، بالإضافة إلى استخدام الاستدلالات والتحقيقات. وهو يرتكز على مقدّمات ينبغي للمتعلّم أن يكون قد اجتازها في مراحل سابقة من الدراسة. فالكتاب يخاطب المرحلة التخصصيّة ويتطلّب من المتعلم بذْل جهْد شخصيّ ولا يلغي دور ووجود المعلّم.

إنّ تقسيم الكتاب، من جهة الدروس، يتعلّق بتوزيعه على حصص دراسيّة لها سقف زمانيّ محدّد ويستطيع كلّ من المتعلم والأستاذ التبحّر في الروايات الموضوعة داخل المباحث بحيث يستخرج نقاطاً جديدة أو يفتح آفاق بحث جديدة.

يعدّ الكتاب أولى الخطوات في مجال تسليط الضوء على التربية؛ فبعد وضع المنْهج الجديد للتربية فإنّ ساحات أخرى يمكن طرقها كالساحات والأبعاد التي تجري فيها العمليّة التربوية، وكذلك الأساليب العامّة للتربية، إضافة إلى مجالات وأنواع التربية المضافة، وهي موضوع الجزء الثاني من كتاب: "الجديد في تربية الطفل".
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع