مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

تحقيق‏: أوقات الفراغ‏ نعمة فكيف نستثمرها حتى لا تتحول إلى مفسدة...


موسى حسين صفوان‏


الفراغ، في اللغة، يفهم منه معانٍ عديدة... وهنا، لا نقصد الكثير من تلك المعاني، ففي النصوص الواردة عن أهل العصمة عليهم السلام يفهم منه البطالة: "إن اللّه لَيبغض الصحيح الفارغ لا في شغل الدنيا ولا في شغل الآخرة". ونحن هنا نعني الفراغ الذي يفهم منه الإستراحة بعد العمل، فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "ما أحق الإنسان أن تكون له ساعة لا يشغله عنها شاغل"، وجاء في الدعاء: "... فإن قدّرت لنا فراغاً من شغل فاجعله فراغ سلامة لا تدركنا فيه تبعة ولا تلحقنا فيه سآمة".

ولكن الحال مختلف... فالفراغ منفذ للوساوس واستيقاظ الغرائز، وقد ورد عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله: "خلتان كثير من الناس فيهما مفتون: الصحة والفراغ". والمؤمن يدرك أن الفراغ مثل أوقات العمل كلاهما يقعان في دائرة المسؤولية، والغفلة فيهما حسرة على العبد يوم القيامة، كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: "إعلم أن الدنيا دار بلية، لم يفرغ صاحبها فيها قط ساعة إلا كانت فرغته عليه حسرة يوم القيامة"، وخير مرشد للإنسان المؤمن في استثمار فراغه، قوله تعالى: "فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب..."، فنعم العبد من تكون أعماله وأوراده كلها ورداً واحداً، وحاله في خدمة سيده سرمداً. عندما تشرع في إجراء تحقيق ما، لا تستطيع ابتداءً أن تخلع كل ما تحمله من أفكار مسبقة عن الموضوع، بيد أنك لا تلبث أن تكتشف أن معلوماتك كانت على أقل تقدير منقوصة، إن لم تكن متناقضة أصلاً مع ما تحمله في قبلياتك عن الموضوع الذي تحقق فيه... ولهذا لَعمري معانٍ كثيرة، فكم من الأفكار المغلوطة نحمل، عما يدور حولنا ونحن في كل يوم نصدر أحكامنا "الجازمة" في حين أننا سنعود القهقري فيما لو تعرفنا عن قرب وبصورة إحصائية إلى تفاصيل تلك الموضوعات. العشرات ممن لا يجدون أصلاً أي وقت للإستراحة لممارسة هواياتهم، وفي المقابل هناك الكثير وربما الجسم الأكبر من شبابنا ممن يعانون من الفراغ بالمعنى السلبي. فهل تراه صادق هذا الانطباع الذي تكوَّن بعد التحقيق؟!!

* فراغ وعلاقات اجتماعية
الأستاذ محمود حيدر، صحافي وباحث، والأستاذ محمد حرز والأستاذ محمد مرعي موظفان إداريان... أنموذج للعديد ممن قابلتهم، ولم ألبث طويلاً بعد طرح سؤالي عليهم حتى أجابوا، وهل من وقت فراغ؟.. هؤلاء الشباب ومنهم من بلغ مرحلة الرجولة، وكوّن أسرة... يشعرون بأنهم يراوحون في أماكنهم في دوامة لا تنتهي من الروتين الممل القاتل.
- يجب أن يكون لكم بعض أوقات فراغ، لممارسة الهوايات والرياضة، وغيرها من النشاطات التي من شأنها أن تعيد إلى النفس عزيمتها وقوتها من أجل الاستمرار في العطاء!
- من أين؟ هكذا كان جوابهم... فالعمل قبل الظهر وآخر في المساء، وحتى في الليل، عندما يخلو الإنسان لنفسه ربما ساعة من سكون الليل، هناك أيضاً عمل ما، اتصالات، مكالمات... لقد صارت الحياة مضجرة يا عزيزي... لم تعد تشعر أنك وحدك حتى ولو أقفلت بابك عليك... إن المهمات تلاحقك حتى إلى فراشك... وعدت أسأل نفسي، هل صحيح أن الأعمال ربما تأخذ الإنسان هذا المأخذ؟ ووجدتني أجيب، لا... فالإنسان، مهما كان عمله ومهما كانت مهماته لا شك سيجد وقتاً ليقرأ آية أو دعاء أو صفحة من كتاب أو يلعب مع ولده بالكرة أو يجد ساعة فراغ يأنس فيها باللّه... وربما كان الفراغ مثل العمل بحاجة إلى بعض الإرادة والعزيمة... الأستاذ بلال محمد حسين أمين سر مكتب محامين والسيدة إكرام الحسيني، ربة منزل والعديد ممن قابلتهم، من محبي العلاقات الاجتماعية، يرغبون في قضاء أوقات فراغهم في زيارة الأقارب والمعارف... وهذه الهواية ذات ايجابيات كبيرة رغم ما فيها من سلبيات... فالعلاقات الاجتماعية تعمل على تمتين روابط الأخوة والمحبة بين الناس وتؤدي إلى خلق مجتمع مترابط متكامل، يهتم بأفراده على مبدأ "من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم" كما أن الزيارات خاصة للأرحام فيها من القربى للّه سبحانه وتعالى. فهي تطيل الأعمار، وترضي اللّه سبحانه.. ورغم أن مشاغل هذا العصر أصبحت كبيرة، ووسائل الترفيه والراحة أصبحت متنوعة ومتعددة، فمن الباعث على السرور أن يوجَد هناك طائفة كبيرة من الناس ممن يهتمون بزيارة الأقارب والأصدقاء والتواصل فيما بينهم. وهذه النشاطات كغيرها من النشاطات لها محاذيرها أيضاً.. منها احترام وقت الآخرين وعدم استغلال الزيارة لأحاديث فيها ما يغضب اللّه، فمن آفة المجالس الغيبة والنميمة، وللأسف فإن النساء لسن وحدهنّ المبتليات بهذا البلاء، بل إن العديد من الرجال أيضاً وخاصة من الذين لا تتوقع مثل هذه التصرفات منهم... ولا بد أن يعرف الجميع أن المجتمع كما يتواصل وتتمتن روابطه بالزيارات الاجتماعية، فإنها تتفكك إلى درجة الانهيار بواسطة الغيبة والنميمة وسوء التصرف.ونصيحتنا لمحبي الزيارات أن يقتصروا بزياراتهم على حدود الواجب، ويبتعدوا عن آفات اللسان، ولتكن زياراتهم معروفاً كلها، فإن المنكر سرعان ما يسفر عن نفسه.

* التلفزيون
لن تجد حاجة لبذل الكثير من الجهد لتتعرف إلى حجم المشكلة التي يسببها جهاز التلفاز والمحطات الفضائية على الصعيد الأسري والاجتماعي، ففي جولة قصيرة، في حي صغير، يمكن التعرف إلى عشرات الأشخاص المولعين بالتلفاز حتى الصباح ربما، مما يترك آثاراً سيئة على مجمل نشاطات الفرد وبالتالي ينعكس سلباً على الحياة الاجتماعية ككل. أبو محمد، وأبو إبراهيم وأسرهما وجيرانهما، يقضيان السهرات الطوال على الأفلام المكررة، والمسرحيات القديمة والمسلسلات، حتى بات التلفاز جزءاً من نظام الحياة اليومي، ولم يعد مجرد حاجة لبعض أوقات الفراغ... لقد أدى دخولنا إلى عالم الفضائيات إلى مشاكل جمة رغم حسنات وفوائد الفضائيات في تقليص المسافة بين الشعوب، التعرف إلى الحضارات والاستفادة من التجارب الأخرى للأمم والتعرف إلى مشاكل العالم الحديث. بيد أن السلبيات تكاد تخنق الحسنات، فتعدد البرامج، وتنافسها في جذب المشاهدين، وفراغها من المضامين التربوية وتركيزها على البرامج التجارية والمسابقات الإعلانية، كل ذلك حرم المشاهدين من فرص الاستفادة من هذه الوسيلة التكنولوجية، التي يمكن أن تكون لها منافع جمة... هناك برامج علمية واجتماعية وسياسية عديدة، ونافعة، ولكنها للأسف لا تستطيع منافسة برامج اللهو للاستحواذ على اهتمام المشاهد، وبهذا لم يعد التلفاز مجرد وسيلة للاستفادة من أوقات الفراغ... بل أصبح آفة تأكل الوقت على حساب الحياة العملية والاجتماعية، لتُدخل العالم في دوامة ذات حدَّين صارمين هما اللهو والإعلانات... إضافة لتسلل البرامج اللاأخلاقية التي تصرف الشباب عن اهتماماته المستقبلية التي تعجل الإنزلاق في متاهات الضياع والتسكع. ورغم كل ما تشعر به من أسى، فإنك لن تستطيع أن تخفي سرورك واعتزازك بمجموعة ناشئة من الشباب الريادي، الذي تعول عليه كثيراً، وتطمئن إلى أن الجيل القادم يمتلك ما يحتاجه من مؤهلات وكفاءات للاستمرار والتقدم.

* كمبيوتر وانترنت
الطالب الجامعي علي عبد اللّه، سنة أولى جامعة، في قسم هندسة الكمبيوتر، والطالب المهني قاسم زعيتر، وغيرهما من رواد صفحات الانترنت، التقيت بهما، وتحدثت معهما وعند سؤالهما عن الفترة التي يقضونها على الانترنت، تراوحت حول ثماني ساعات يومياً، أما أهم المواضيع التي تهمهم، فهم مهتمون بنظام chat للمحادثة واكتساب الأصدقاء وهم يشاركون في المسابقات العالمية التي تُجرى عبر أبواب الانترنت، ويقومون إلى ذلك بحرق ملفات العدو حسب استطاعتهم، كما ينجزون أبحاثهم العلمية والمهنية ويساعدون الآخرين في ذلك. والكلام عن الانترنت يحتاج إلى صفحات عديدة، ولكن ينبغي باختصار أن نلفت في هذا المجال إلى ما يلي:

أولاً: أهمية المشاركة في هذا العالم الالكتروني الذي أصبح يشكل صورة العالم الحديث، والذي سهل عملية التواصل بين مختلف الفئات مما خلق عولمة موازية لعولمة الهيمنة الأميركية قوامها الثقافة، والطاقات الإنسانية العقلية، وعلاقات الصداقة بين الشعوب.

ثانياً: ضرورة الاستفادة من هذه الوسيلة من أجل نشر الثقافة الروحية والإنسانية وتعريف العالم على حضارتنا الإسلامية ومضامينها الثرية بالعلم والفكر والقيم والأخلاق وهذه المهمة مطلوبة من الأخوة القادرين على استخدام هذه الوسيلة.

ثالثاً: الحذر الشديد من الثقافة السيئة، لأنه كما أن هذه الوسيلة تحمل بعداً إيجابياً في إيصال الفكر والحضارة الإنسانية، كذلك فهي تحمل كل قذارات الحضارة الغربية المتهتكة والماجنة والتي تستهلك الوقت والمال، والقيم والمشاعر، وتعطل الدور الايجابي للإنسان ومن هنا تبرز أهمية الرسالة وأهمية العمل بشكل فردي أو جماعي على أداء هذه الرسالة على الوجه المطلوب.

* مطالعة ودورات
الأستاذ طارق عسيلي، موظف إداري، والسيدة زينب فخر الدين ربة أسرة، وعدد لا بأس به يقضون أوقاتهم في المطالعة، وهناك العشرات من الشبان الذين يشاركون في دورات ثقافية أو تربوية، أو تأهيلية ويقبلون على القراءة بِنَهَم في هذه المواضيع، وهؤلاء لا نستطيع إدراجهم في إطار محبي المطالعة، رغم أن نشاطهم هذا يمثل بعداً ايجابياً وطموحاً من أجل تحسين المستوى الثقافي والعملي وربما العبادي للإنسان، ولكن هواية المطالعة في أوقات الفراغ يدخل في إطارها أولئك الذين يقبلون على الكتاب لمجرد حب القراءة دون أن يكون هناك دافع ما يحركهم. والحقيقة أن حب المطالعة هو الآخر يجب أن لا يترك للفضول وحده، فعلى الإنسان أن يمتلك قوة الانتقاء والانتخاب للكتاب النافع وأن يبتعد عن الإسفاف والكتب الرخيصة في موضوعاتها، أو المبتذلة. وهناك مراكز للمطالعة، ويمكن أن تساهم في توجيه هذه الهواية مثل مركز الإمام الخميني في بيروت حارة حريك، وهناك مراكز عديدة ينبغي على محبي المطالعة في كافة المناطق التعرف إليها، وارتيادها والاستفادة منها... إضافة إلى كل ذلك، فإن المطالعة لا بد أن تؤتي ثمارها من خلال تكوين علاقات ثقافية على مستوى الصداقات أو الجمعيات أو النوادي، وبالتالي خلق حالات اجتماعية تتآزر فيما بعد لخلق أجواء ثقافية، وربما ندوات إصلاحية تنفع المجتمع، ومن أفضل من المثقفين المثابرين على القراءة، وأجدر منهم في المبادرة إلى تأسيس مثل هذه الجمعيات والمؤسسات التي تخدم الإنسان، وتحول الفضول إلى منفعة، وتوجهه الوجهة السليمة.

فاطمة، ورندة، طالبتان جامعيتان، عبد اللّه، وحسين، والعشرات ممن هم في سنهم، هوايتهم البحث عن دورات ثقافية وتربوية وعلمية في أوقات فراغهم بعد أو قبل دوام المدرسة، وحتى في أثناء العطلة الصيفية. وما هي أنواع الدورات التي تحبون الاستفادة منها؟ أجاب حسين: دورات كمبيوتر، وانترنت. ودورات ثقافية... أما فاطمة فإنها تفضل الدورات الثقافية الدينية، إضافة لدورات اللغات الأجنبية المختلفة. الجامعي حسين... هو أيضاً يقوم إضافة لدراسته في العلوم الإنسانية، بالمشاركة بدورات ثقافية من العلوم الدينية، والفلسفة الإسلامية وغيرها مما يتاح له من دورات، وهم يشكرون مجلة بقية اللّه وغيرها من وسائل الإعلام الملتزم بإعلانهم عن هذه الدورات، ويتمنون أن تكون هناك دورات ثقافية تراعي أوقات فراغهم خاصة في أثناء العطلة الصيفية. كما طالبت فاطمة وزميلتها رندة أن تكون هناك دورات ثقافية صباحية للطلاب المضطرين للدوام الدراسي بعد الظهر نظراً للظروف الاستثنائية التي يعيشها القطاع التربوي في لبنان.

* رياضة وسباحة
الشيخ جواد، طالب من طلاب الحوزة، والطالب علي الأكبر صفوان وزميلاه حسين وكمال أمهز، والعديد من أمثالهم يمارسون هواية السباحة والغطس. شي‏ء جميل أن تمارس مثل هذه الهواية، فقد ورد عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله "علّموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل"... فهي إضافة لكونها رياضة ممتعة مليئة بالحيوية والنشاط والقوة، فهي أيضاً مفيدة، حيث أن المواطن الصالح فضلاً عن الإنسان المسلم المؤمن عليه أن يكتسب البراعة والمقدرة في مثل هذه الأعمال التي يحتاجها سواء في حياته العادية أو في دفاعه عن وطنه عند اللزوم... بيد أن لهذه الهواية همومها الكثيرة أيضاً... فعندما لا توجد في هذا المجال كما في غيره العناية الكافية لا من الناس ولا من الدولة.. هذا على القلق والخوف من التقاط الأمراض القاتلة... أما وجود مراكز للتدريب على الغطس، أو برامج إعلامية من خلال الشاشات العديدة الموجودة في البلد، أو وضع إعلانات من قبل المؤسسات الإرشادية أمرٌ ضروري لا بد منه. الطالب محمد جواد، والطالب هاشم صفوان.. والعديد من أترابهما يمارسون هواية كرة القدم.. وهي هواية منتشرة بكثرة في أجواء الطلاب وغير الطلاب من الشباب ولعلها أكثر الهوايات انتشاراً، ولعله من نافلة القول الحديث عن حسناتها وفوائدها... فهي إضافة لكونها رياضة بدنية، فهي أيضاً ذات تأثير ايجابي على العقل والنفس، ولها أبعاد اجتماعية وأخلاقية، كل ذلك فيما لو أحسن استخدامها، واستطاع مدربو الفرق تزويد اللاعبين بالروح الرياضية، والمناقبية الأخلاقية. ولكن للأسف فإننا نلاحظ أن اللاعبين في مجملهم يبتعدون عن هذه القيم، .... بألقاب نابية، وعبارات بذيئة فضلاً عن تقصيرهم في مراقبة سلوكهم خارج الملعب.

فعلى الرياضي أن يتحلى بالأخلاق العالية والتسامح والتواضع، وأن يبادر الجميع بالمحبة والمودة، وتلك هي الفروسية والفتوة التي نحن اليوم بأمس الحاجة إليهما. وهناك أيضاً هوايات عديدة يمكنها أن تشغل أوقات الفراغ، منها الاستماع إلى بعض برامج التلفاز والأناشيد الوطنية والموسيقى الهادئة.. مع الحذر الشديد من البرامج الفضائية السيئة، وهناك هوايات لطيفة مثل الرحلات والزيارات المشتركة إلى الأماكن السياحية، والقرى الهادئة، وفي كل ذلك ينبغي على الإنسان أن يكون حكيماً في توزيع وقته فلا يجعل وقت راحته يغلب وقت عمله فيرمى بالكسل ولا يجعل وقت عمله يلتهم وقت راحته فتقل كفاءته وتتدنى نوعية عطائه، وقديماً وجد الإنسان من خلال خبراته في هذه الحياة أن خير الأمور منها الوسط.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع