مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الجبهة والجهاد الأكبر: الاحتياط في الأعمال‏

آية الله مظاهري‏


من جملة الأمور التي يجب على جميع الناس مراعاتها، وهي أمر مطلوب عند العقلاء: الاحتياط في الأعمال. وبالنسبة للمجاهدين في سبيل الله فإن هذا الأمر يتأكد أكثر: وجوب الاحتياط في "الدماء" والأعراض والأموال. يذكر الفقهاء في كتاباتهم: "الاحتياط حسن على كل حال". وهذا يعني أن الاحتياط أمر جيد ومطلوب في كل الحالات، ولكن الاحتياط يصبح واجباً في أمور التالية:
1- الدماء: وهي التي ترتبط بإهراق دماء الآخرين.
2- الأعراض: والتي ترتبط بالنواميس الاجتماعية.
3- الأموال: وحقوق الناس.

يذكر أنه في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قُتل رجلٌ عجوز وألقيت جثته قرب المسجد ولم يعرف القاتل. فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غاضباً وخطب في الناس قائلاً " لو قتلنا جميعاً لما كان عند الله كثيراً لأن رجلاً قتل ظلماً ولم يؤخذ من قاتله". وعن الإمام الصادق عليه السلام فيما يتعلق بالعرض قال: "إن الفرج لشديد". أي أن لهذا الموضوع أهمية كبيرة جداً، ويجب الاحتياط بشأنه كثيراً.
وبالنسبة لأموال المسلمين يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "والله لو أغل بالأصفاد والأغلال طوال الليل وأبيت على حسك السعدان مصفداً أحب إلى من أن أظلم أحداً شيئاً."

وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل رحيله إلى الملأ الأعلى يقف في المسلمين ويقول: "أيها الناس إن الله تعالى لن يسامح أحداً في حق الناس، وهذا أمر صعب ثقيل. فلو كان لأحد حق علي فليأتي الآن ويأخذه". فتقدم رجل وقال: يا رسول الله لقد... ومن الواضح في هذا الخبر أن حق الناس مهم جداً، وأن الاحتياط في كل الأعمال مطلوب، وفي الدماء والأعراض والأموال واجب.

*تفسير الإمام الخميني لعصا الاحتياط
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من بلغ الأربعين ولم يتعصّ فقد عصى". بمعنى أن الذي يبلغ من العمر أربعين سنة ولا يحمل عصا بيده فقد ارتكب المعصية. يفسّر أستاذنا المعظم قائد الثورة العظيمة هذه الرواية بقوله أن هذا الحديث لا يقصد فيه العصا المعروفة، بل هذه العصا هي عصا الاحتياط. ففي هذه المرحلة على الإنسان أن يتشدد في أداء الواجبات والابتعاد عن المحرمات والمكروهات ويترك الشبهات". مثل هذه الروايات تعطينا درساً في الاحتياط وخصوصاً إذا كنا أهل علم وجهاد. فلا نقدم خطوة إلا بدليل ومبرر شرعي. وإذا صادفنا شبهة فلا نقدم إلا بعد التحقق.

* رواية أخرى
يوجد رواية بهذا المضمون:
"الأمور ثلاثة حلال بيّن، وحرام بيّن، وشبهات بين ذلك. فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات ومن ارتكب الشبهات وقع في المحرمات، وهلك من حيث لا يعلم". (مثلاً) إذا شككتم في كلام هل هو غيبة أم لا، لا تتفوهوا به. والشي‏ء الذي لم تتيقنوا بصحته لا تنقلوه. والمال الذي تشكون في حليته لا تتصرفوا به. فإذا فعلتم هذا لن تتلوثوا بالمعصية. فارتكاب الشبهات يجرأ النفس ويجعل المعصية والذنب سهلاً عليها. إذا اقترب الإنسان من المعصية من خلال ارتكاب المكروهات وعمل الشبهات فإن نفسه سوف تتجرأ على المعاصي. وبعدها لن يخاف من ارتكاب المعصية أبداً، بل ربما سوف يلتذ بها. ومن هنا فإن الروايات تدق ناقوس الخطر وتحذرنا من فعل كل شي‏ء، لأن هذا سوف يجرنا إلى اللامبالاة ويوقعنا في مستنقع الحرام.

* المجاهدون والاحتياط
يقول القرآن الكريم: ﴿فاتقوا الله ما استطعتم. ويقول أيضاً: ﴿جاهدوا في الله حق جهاده. فهذه الآيات تؤكد على لزوم التشدد في التقوى، والمجاهدة الذي يتحمل مسؤوليات كبيرة في الثورة يجب أن يهتم بهذا الأمر أكثر.
فعلى المجاهد أن يلتزم بالاحتياط إذا كان بين الناس وفي محل عمله وفي الخطوط الأمامية وساحات المعركة. فقد يؤدي حديث في غير محله إلى إساءة الظن بالثورة والجهاد. وما أكثر ما يؤدي سوء اللسان أو التجريح إلى
 

*إهباط روح المعنويات في الجبهات
يقول الإمام الصادق عليه السلام "الحسن من كل أحد حسن، ومنك أحسن لمكانك منا والقبيح من كل أحد قبيح ومنك أقبح لمكانك منا". فعلى الجميع علماء وكوادر ومجاهدين أن ينصتوا لهذه الرواية لأن الفعل القبيح إذا صدر- لا سمح الله- منهم فإن آثاره تكون أشد سوءاً من غيرهم فيما لو ارتكبه. لأن كل واحد منهم يعتبر جندياً لصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف والثورة الإسلامية. واعلموا أن التقصير في الاحتياط سوف يعرضكم للعقاب يوم القيامة.

* وصية الإمام الحسن عليه السلام:
أوصى الإمام الحسن عليه السلام أثناء استشهاده غلامه، "جنادة" بعدة وصايا وأمره بالاحتياط في أعماله. ونحن نختصر هذه الوصية:
1- يا "جنادة" استعد للموت وهيأ زادك قبل حلوله.
2- دع الدنيا، ولا تجعل قلبك متعلقاً بها.
3- كن في عملك ثابتاً ومحتاطاً ومنظماً. واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً وأعمل لآخرتك كأنك تموت غداً.
4- فمن أراد عزاً بلا عشيرة وجاهاً بلا سلطان فليخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعته.
5- الدنيا يوم القيامة حلالها حساب وحرامها عذاب
فيوم القيامة يسأل الإنسان عن مصرفه. فإذا كان حلالاً يحاسب عليه وإذا كان حراماً يعاقب عليه، فاحذورا! فإن من ترك الاحتياط سوف يطول حسابه يوم القيامة، ومن التزم به، فإن الفوز والفلاح نصيبه في الدنيا والآخرة.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع