صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

آداب ومستحبات‏: مستحبات تلاوة القرآن الكريم‏

السيد سامي خضرا

 



﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ (الزمر: 23). من نِعم اللَّه العظيمة علينا أنْ جعل لنا معجزة مقدَّسة دائمة بين أيدينا، وجعلها حُجّة على الآخرين إلى يوم الدين. هذه النعمة الجليلة، كتاب اللَّه المجيد، ينبغي التعامل معها بحسب ما أمر اللَّه جلَّ جلاله. ومن جملة آداب ذلك:

1- استحباب الإستعاذة عند الشروع في القراءة، كأن تقول: "أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم" وفي ذلك تطهير مما جرى على اللسان من غير ذكر اللَّه تعالى. قال اللَّه تبارك وتعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (النحل: 98). والاستعاذة فيها بركة وأسرار لدحر المعاصي، كما أنَّ التسمية باسم اللَّه سبحانه نافعة لتيسير الطاعات. نُقل عن مولانا الصادق عليه السلام: "أغلقوا أبواب المعصية بالإستعاذة، وافتحوا أبواب الطاعة بالتسمية".

2- يُستحب لِمَنْ وصل في التلاوة إلى آية فيها "يا أيها الناس" أو "يا أيها الذين آمنوا" أن يقول: "لبيك ربَّنا"(1).

3- تستحب "محاكاة" القرآن، أي التفاعل معه تلفظاً، فإذا مرَّ بآية تسبيح، سبح اللَّه تعالى، وإذا مرَّ بآية تكبير، كبَّره سبحانه... وهكذا في الدعاء والاستغفار والرجاء... وهو كثير في كتاب اللَّه المجيد، ولا تخلو منه صفحة. ومن ذلك إذا مرّ بآية مخوفة، إستعاذ باللَّه تبارك وتعالى. وهذا مولانا الصادق عليه السلام، وهو قدوتنا نقتدي به في كل أفعاله، كان إذا قرأ الآية: ﴿أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُون (الواقعة: 59). قال: بل أنت اللَّه الخالق. وإذا قرأ قول اللَّه تعالى: ﴿فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (الرحمن: 25). قال: لا بشي‏ء من آلائك ربِّ أُكذِّب.

4- يستحب تكرار الآية وترديدها، حتى يكون تأثيرها أوقع في النفس، وهذا المعروف عن مولانا زين العابدين عليه السلام حتى في صلاته. وكان مولانا الرضا عليه السلام في طريق خراسان، يُكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن، فإذا مرَّ بآية فيها ذِكرُ جنةٍ أو نار بكى، وسأل اللَّه الجنَّة، وتعوَّذ به من النار.

5- يستحب عند المرور على آية سجود أن تسجد، وأقلَّ ذلك، السجود بوضع الجبهة على الأرض... وتقول إذا أردت: "سجدتُ لك تعبداً ورِقاً، لا مستكبراً عن عبادتك ولا مستنكفاً ولا متعظماً، بل أنا عبد ذليل خائف مستجير".

6- يستحب تنظيف الفم قبل قراءة القرآن العظيم، لقول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله نظِّفوا طريق القرآن، فقيل: يا رسول اللَّه، وما طريق القرآن؟ فقال: أفواهكم، قيل: بماذا نُنظِّفها؟ قال صلى الله عليه وآله: بالسواك.

7- يُستحب لقارئ القرآن أن يكون على وضوء... وهذا من الآداب، أما مس الكلمات والأحرف فهو شرط للجواز كما هو معلوم.

8- يستحب إستقبال القبلة عند التلاوة القرآنية، فالإستقبال هو أشرف المجالس.

9- لا يجلس القارئ للقرآن العظيم على هيئة المتكبِّر، أو المتكئ على أحد جنبيه أو المستلقي... إلاَّ لضرورة أو سبب، ولا يتعامل مع المصحف الشريف كما يتعامل مع سائر الكتب. بل يجلس متواضعاً مطرقاً برأسه على هيئة العبد الذليل أمام المولى الجليل.

10- يستحب التطيب عند التلاوة القرآنية. ربنا وفِّقنا لتعظيم كتابك المجيد ففيه خبرُ مَنْ قبلنا، وخبر مَنْ بعدنا، وحكم ما بيننا، وهو أصدق القول، وأبلغ الموعظة، وأحسن القصص.


 (1) المحجة البيضاء، ج‏2، ص‏228.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع