إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد

مشكلة وحل‏: ولدي مصاب بالعزلة الاجتماعية

لي ابن يبلغ العاشرة من عمره، ولكنه انطوائي إلى درجة غريبة فهو لا يرغب في اللعب مع أقرانه، أو الجلوس معهم. وفي داخل المنزل يكون دائماً بعيداً عن إخوته حيث يقبع في زاوية معينة لا يتركها إلا إذا أراد أن يفعل شيئاً. فما رأيكم بمثل هذه الحالة؟ سناء ع‏

يجيب عليها الأستاذ علي يوسف (أخصائي تربوي)
إن الحالة الموصوفة هي اضطراب سلوكي يطلق عليه اسم "العزلة الاجتماعية". والميل إلى هذا السلوك هو عبارة عن شعورين متكاملين: ألم نفسي ناجم عن الاختلاط وراحة نفسية ناجمة عن تجنبه وما ينتج عنه من آلام نفسية. إن الطفل شأنه شأن الراشد، يرغب في أن يكون ذا مكانة بين أقرانه، وأن لا يتعرض إلى ما يسي‏ء إلى هذه المكانة كالسخرية أو الضرب أو أي سلوك يشعره بالدونية نتيجة الاختلاط بهم. هذه المكانة لا تعطى من قبل الأقران أو الإخوة مجاناً، بل تكتسب من خلال السعي للنجاح في مجال أو آخر. وهنا لا بد من انتباه الأهل والإخوة الكبار والمعلمين... إلى ضرورة تشجيع أي مستوى من النجاح، والتقليل من أهمية الفشل المحتمل وتجنب مقارنة الطفل المعني بمن يتفوقون عليه في هذا المجال أو ذاك، بل مقارنته أيضاً بمن يتفوق عليهم. لأن التفاوت بين الأطفال هو أمر طبيعي. هذه الرغبة وطريقة التعاطي معها، بما يشبعها أو يحبطها تشكل مفتاحاً لفهم الأسباب المؤدية إلى هذا السلوك المضطرب. ومما يؤدي إلى الإصابة بـ"العزلة الاجتماعية":

1- تخوف الأهل المبالغ به من ترك أولادهم يمارسون اللعب مع الأطفال الآخرين فينتج عن ذلك:
أ - التعود على العزلة كوسيلة لكسب رضا الأهل ومحبتهم.
ب- حرمان الطفل من ممارسة اللعب الجماعي.

2- عدم قيام الأهل أو من يقوم مقامهم بتعليم الطفل مهارات الاتصال والتفاعل مع الآخرين وغياب هذه المهارات.

3- بعض الخبرات المزعجة أو حتى المؤلمة الناجمة عن العلاقة مع الأقران أو الإخوة خلال اللعب أو داخل الصف أو أثناء النزهة... وهذه تسبب آلاماً نفسية لدى بعض الأطفال فيسعون إلى تجنبها من خلال العزلة.

4- التوقعات العالية للأهل من أطفالهم ومقارنتهم بمن يتفوقون عليهم بصورة مستمرة وعدم التسامح مع بعض الإخفاقات والأخطاء. مما يولد الخوف لدى الولد من ممارسة أي تجربة قد تحبط توقعات ذويه فيلجأ إلى الابتعاد عن الاختلاط.

أما العلاج فيجب التركيز فيه على إعادة إصلاح ما تم إفساده وذلك بتأمين أجواء اختلاط مريحة للطفل المعني (اختيار أطفال في سنه من أبناء الأقارب أو من زملاء المدرسة ودعوتهم إلى مشاركة الطفل المعني في لعبة جماعية تؤمن شروطها ومسلتزماتها في البيت أو في أي مكان آخر...) بعد تدريب الطفل على بعض مهارات الاتصال للتعاطي معهم ومتابعة ما يجري خلال تعاطي الطفل مع أقرانه وتشجيع أي تفاعل يقوم به الطفل مع الآخرين سواء بالكلام وتبادل الحديث أو التعاون في اللعب. وأخيراً لا بد من تشجيع الطفل على الانتساب إلى نادٍ مدرسي أو جمعية مدرسية أو كشفية... مع تقديم المكافأة له لإقدامه على مثل هذه الخطوات وممارسته لها.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع