مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آداب ومستحبات‏: إذا دقّت ساعة الموت‏

السيد سامي خضرا

 



الحمد للَّه الذي شرفنا بالإسلام، وأنزل علينا شرعة ومنهاجاً وأحكاماً، حتى فيمن حضره الموت ومن حضر عنده، فجعل لذلك فرائض وسُنناً، يهتدي مَنْ اتَّبعها، ويظلم نفسه مَنْ تركها.

فالمسنون لِمَنْ كان عند المحتضر:
1- تلقينه الشهادتين المباركتين اللتين لا يُعادلهما ثِقلٌ في الدنيا والآخرة، حيث ورد عن مولانا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: "لقنوا موتاكم لا إله إلا اللَّه، فإنَّ مَنْ كان آخر كلامه لا إله إلا اللَّه دخل الجنة"(1).

2- الإقرار بالأئمة عليهم السلام وسائر الاعتقادات الحقَّة من الجنة والنار والصراط وسؤال منكر ونكير والحساب والبعث...

3- تلقينه كلمات الفرج، وهي: "لا إله إلا اللَّه الحليم الكريم، لا إله إلا اللَّه العلي العظيم، سبحان اللَّه ربِّ السموات السبع وربِّ الأرضين السبع، وما فيهن وما بينهن، وربِّ العرش العظيم، وسلام على المرسلين، والحمد للَّه رب العالمين"(2).

4- قراءة مطلق القرآن عنده، ومطلق الدعاء، والصلاة على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وآله عليهم السلام(3). ومن القرآن خاصة: الصافات، وآية الكرسي، وآخر ثلاث آيات من سورة البقرة، وسورة الأحزاب... روى سلمان الجعفري عن أبي الحسن الكاظم عليه السلام أنه قال لابنه القاسم أخي مولانا الرضا عليه السلام:
قُمْ يا بني، فاقرأ عند رأس أخيك "والصافات صفاً"، تستَتِمُّها، فقرأ... فلما بلغ "أهم أشد خلقاً أم مَنْ خلقنا"(4) قضى الفتى (أي مات)... إلى أن قال عن "الصافات": "يا بني، لم تُقرأ عند مكروب من الموت إلا عجَّل اللَّه راحته"(5). وروي عن مولانا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله "كل أحدٍ يموت عطشانَ، إلاَّ ذاكر اللَّه". وكان من كلام مولانا زين العابدين عليه السلام عند دنو وفاته: "اللهم ارحمني فإنك كريم، اللهم ارحمني فإنك رحيم" فلم يزل يُردِّدها حتى تُوفي، سلام اللَّه عليه.

5- يُكره حضور الجُنب والحائص عند المحتضر، إلى أن يتحقَّق الموت. أما عند مجرد المرض فلا بأس، حيث سُئل الكاظم عليه السلام عن المرأة تقعُد عند رأس المريض وهي حائض، وهو في حدِّ الميت، فقال عليه السلام: "لا بأس أنْ تُمرِّضه"(6).
6- توجيه المحتضر إلى القبلة، فقد دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله على رجل من ولد عبد المطلب وهو في السَّوْق عند الشروع في نزع الروح وقد وُجِّه إلى غير القبلة، فقال صلى الله عليه وآله: "وجِّهوه إلى القبلة، فإنكم إذا فعلتم ذلك، أقبلت عليه الملائكة، وأقبل اللَّه عليه بوجهه، فلم يزل كذلك حتى يُقْبض"(7).

7- نقله إلى المكان الذي كان يُصلي ويتعبّد فيه، فإنه يُسهِّل عليه إنشاء اللَّه.

8- يُكره إبقاء الميت وحده.

9- تذكيره بحسن الظن باللَّه تعالى، فإنَّ ثمن ذلك الجنَّة. ففي الخبر أنه عندما وصل النبي صلى الله عليه وآله إلى رجل من الأنصار وقد شارف على الموت، قال له: كيف تجدك؟قال: أجدني أرجو رحمة ربي، وأتخوَّف من ذنوبي، فقال  النَّبي صلى الله عليه وآله: "ما اجتمعتا في قلب عبد، في مثل هذا الموطن، إلاَّ أعطاه اللَّه رجاءَه، وآمنه مما يخافه".

10- قراءة سورة "يس" لها أسرار كثيرة إن كانت على المحتضر أو الميت(8)... بل بركاتها كثيرة حتى في حياتنا اليومية "فما قرأها جائع إلاَّ أُشبع، ولا ظامئ إلاَّ رُوي، ولا عارٍ إلاَّ كُسي... ولا قُرئت عند ميت إلاَّ خُفِّف عنه تلك الساعة"(9).

11- إحكام أمرِ وصيَّته وتوضيحها، وإعلام الناظر والوصي بها. رُوي عن الصادق عليه السلام: "ما من ميت تحضره الوفاة، إلاَّ ردَّ اللَّه عليه من بصره وسَمْعه وعقله للوصية... وهي الراحة التي يُقال لها راحة الموت، فالوصيَّة حقٌ على كل مسلم"(10).


(1) بحار الأنوار، ج‏78، ص‏232.
(2) المصدر نفسه، ص‏233.
(3) المصدر نفسه، ص‏234.
(4) سورة الصافات المباركة، الآية: 11.
(5) بحار الأنوار، ج‏78، ص‏238.
(6) بحار الأنوار، ج‏78، ص‏230.
(7) المصدر نفسه، ص‏230.
(8) راجع بحار الأنوار، ج‏78، ص‏239.
(9) المصدر نفسه، ص‏240.
(10) وسائل الشيعة، ج‏2، ص‏657.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع