مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

عقيدة: ماهية الموت وشهود يوم الحساب

* ما هو الموت؟
هل هو فناء وزوال أم تحول وتطور وانتقال من مكان إلى مكان وعالم إلى عالم؟
هذه أسئلة كان الناس يطرحونها وما زالوا، وكل واحد منا يريد أن يصل إلى معرفة الإجابة الواقعية عنها، أو الاعتقاد والإيمان بالأجوبة المطروحة حولها..
ونحن المسلمون الذين نؤمن بالكتاب الإلهي المنزل، نحصل على الإجابة من خلال القرآن الكريم، ونؤمن بها.

فالقرآن الكريم يستعمل كلمة خاصة للتعبير عن حقيقة الموت بقوله "يتوفى". والتوفي والاستيفاء كلمتان مشتقان من "الوفاء". فكل من يوصل شيئاً إلى حالة الكمال والتمام بدون نقص يكون قد وفّاه. ولذلك يقال: "وفيت المال" أو "وفيته حقه". وقد استعملت هذه الكلمة أربعة عشر مرة في الآيات الشريفة. ونعلم منها أن الموت أمر يحوّل أو يتم من خلال استيفاء الشيء:
أ- فالموت ليس فناءً أو زوالاً، وإنما هو انتقال من عالم إلى عالم، ومن نشأة إلى نشأة أخرى.
ب- والشخصية الواقعية للإنسان، ليست البدن وتوابعه. فالبدن الذي هو من سنخ المادة يفنى تدريجياً، ويتناثر. أما النفس المجردة فإنها تبقى، وهي الحقيقة الإنسانية.
ويعبر القرآن عنها بقوله عز من قائل: ﴿ونفخت فيه من روحي.

فمسألة الروح وبقائها بعد الموت من أصول المعارف الإسلامية، ونصف المعارف الأصلية تستند على فكرة أصالة الروح.
وقد تصور البعض أن الإنسان بموته يفقد الشهود والإدراك وينتظر ذلك اليوم الذي تقوم فيه قيامته.
ولكننا نجد في المقابل آيات قرآنية تبين بوضوح أن هناك حياة في العالم الذي يلي الموتة الأولى، ويسمى بـ عالم البرزخ.

كلمة البرزخ في اللغة تعني الحائل أو الفاصل، وهذا العالم موجود في الواقع وهو يفصل ما بين عالم الدنيا وعالم الآخرة.
ففي الآيات القرآنية والأحاديث الإسلامية دلالات واضحة على أن موت الإنسان لا يعني الفناء أو الانفصال التام، بل هو تعلق بجسم ألطف، ففي وصف الشهداء: ﴿ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون (البقرة/154)
وفي آية أخرى، تصريح بحالهم بعد الموت وتنعُّمهم بالنعم الإلهية المعنوية التي تستمر متدفّقة عليهم: ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون (آل عمران/ 169)
وتكمل أيضاً: ﴿.. فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم إلاّ خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.
وبشأن أهل النار نجد الآية الشريفة تقول: ﴿حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلّي أعمل صالحاً فيما تركت، كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون (المؤمنون/ 100).

فلماذا يتمنى المؤمن الشهيد أن يلحق به غيره، ويعض الكافر على يديه ندماً ويطلب الرجوع؟
ذلك لأن الشهيد يرى ي ذلك العالم آثار لطف الله وفيضه ويشعر بنعمه ويتلذذ بها، والكافر يرى النار ويحس بها ويتعذب منها، وتؤلمه آثار أعماله ﴿.. النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ادخلوا آل فرعون أشد العذاب.
ولذلك ورد في الحديث: "القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار".
وليس المقصود من القبر، ذلك المكان الذي نفهمه، بل هو تعبير عن عالم واسع هو عالم البرزخ وهو أشد وضوحاً من الدنيا.

* شهود يوم القيامة
في يوم البعث، عندما تبدأ محاكمة المجرمين أو تفتح ملفات أعمالم يأتي الشهود ليقدموا شهاداتهم. فلا يخفى من الأعمال شيء.
ويمكن تقسيم الشهود إلى قسمين:
أ- الشهود الخارجون: الله سبحانه والأنبياء والملائكة والأرض.
ب- الشهود الداخليون: الأعضاء والجوارج والجلود.
وهناك شهادة من نوع آخر لا يمكن أدراجها في أحد هذين القسمين: وهي عندما تصبح الأعمال بنفسها مجسدة أمام الإنسان، وتكون لها صور حقيقية تُرى في ذلك العالم.

1- الله عز وجل (الشاهد الأول)
﴿... لم تكفرون بآيات الله، والله شهيد على ما تعملون (آل عمران/ 98).

2- نبي كل أمة:
﴿ويوم نبعث في كل أمة شهيداً عليهم من أنفسهم... (النحل/ 89) ﴿وجئنا بك على هؤلاء شهيداً (النساء/ 41).

3- أعضاء الإنسان وجوارحه:
﴿يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون (النور/24)

4- جلد البدن:
﴿وقالوا لجلودهم لِمَ شهدتُم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء (فصلت/21)

5- الملائكة:
﴿ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (ق/18)

6- الأرض:
﴿يومئذ تحدث أخبارها بأنّ ربك أوحى لها (الزلزلة/ 4 و5)

7- نفس العمل:
﴿يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء... (آل عمران/ 30)

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع