نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

وصايا العلماء: فلينشغل الإنسان في ما خُلق له‏

الشيخ حسين كوراني‏

 



* وصية الشهيد الأول الشيخ شمس الدين محمد بن مكي العاملي لبعض إخوانه‏
منقولة من خط الشهيد الثاني زين الدين الجبعي العاملي‏ رضوان اللَّه عليهما(1)
1. عليك بتقوى الله في السر والعلانية.
2. واختيار الخير لكل مخلوق ولو أساء إليك(2).
3. واحتمال الأذى ممن كان، من خلق الله(3).
4. ولو شُتمت وأُهنت، لا تقابل الشاتم بكلمة واحدة(4).
5. وإذا غضبت فإياك والكلام، ولكن تَحوَّل من مكانك، وتشاغل بغيره يَزُلْ غيظك.
6. وعليك بالفكرة في آخرتك ودنياك(5).
7. وإياك أن تخلو من التوكل على الله في جميع أمورك.
8. وكن واثقاً به في مهماتك كلها.
9. وعليك بالشكر لمن أنعم عليك(6).
10. وإياك والضحك فإنه يميت القلب(7).
11. وإياك وتأخير الصلاة عن أوَّل أوقاتها ولو كان لك أي شغل كان.
12. ولا تترك القضاء لصلاة عليك ولو يوماً واحداً(8).
13. وإذا فرغت من الصلاة فصلِّ النوافل(9).
14. وعليك بالملازمة في طلب العلم ممن كان، ولا تَتْلُه على كل أحد بل تستقبل من كل أحد.
15. وإياك ومنازعة من تقرأ عليه والرد عليه بل خذ ما يعطي بالقبول.
16. وإياك أن تترك النظر في الذي تقرأ ليلة واحدة.
17. واجعل لك وِرْداً من القرآن(10).
18. وإن تمكنت من حفظه فافعل، بل احفظ ما استطعت.
19. واجتهد أن يكون كل يوم خيراً من الأمس الماضي عليك ولو بقليل(11).
20. وإياك أن تسمع نميمة أحد من خلق الله تعالى فإنها نقمة لا تُعد ولا تُحصى(12).
21. ولا تنقطع عن الزيارات(13).
22. وإياك إياك أن تحادث أحداً في غير العلم.
23. وإياك أن تنقل كلام أحد.
24. وإذا زرت أو دعوت اذكرنا سراً وادع لنا بخاتمة الخير و حسن التوفيق، وإن تمكنت عقيب كل صلاة فافعل.
25. وعليك بالمواظبة لكل يوم بخمسة وعشرين مرة: أللهم اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات. فإنَّ فيها ثواباً جزيلاً(14).
26. ولا تترك الإستغفار عقيب العصر سبعاً وسبعين مرة(15).
27. وأكثر من قراءة إنا أنزلناه في ليلة القدر، و قل هو الله أحد(16).
تمت الوصية


 (1) السيد محمد الحسيني العاملي، المواعظ العددية 382-381 (منشورات مكتبة المصطفوي بقم)، بتصرف يسير أملته الأخطاء المطبعية.
(2) في الروايات حث بليغ على حب الخير لكل الناس وتدل عليه بالأولوية روايات الإحسان إلى المسي‏ء بالمعنى العام للإساءة ومنها:
عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في خطبته: ألا اخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة؟: العفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، والإحسان إلى من أساء إليك، وإعطاء من حرمك . (الشيخ الكليني الكافي، ج‏2، ص‏107).
(3) تتحدث الروايات عن كف الأذى وعن الصبر على الأذى، ومن الواضح أن العنوان الأول يتداخل مع الثاني. وقيل في كف الأذى إنه ثمرة الحلم وهو بدوره دليل وفور العقل، ولكن ينبغي التنبه إلى أن المراس في كف الأذى بما يشمل الصبر عليه يوصل بتوفيق الله تعالى إلى الحلم، وهو بدوره يثمر درجة متقدمة من الصبر على الأذى، كما قيل في تفسير الصبور إنه كثير احتمال الأذى.
(4) يساعد على ذلك وضع كظم الغيظ في معادلة المعاملة مع الله تعالى، كأن يقول: إلهي صبرت ابتغاء مرضاتك ، لعلك ترضى عني وتغفر لي. وربما يفهم ذلك مما نقل عن أبي ذر رحمة الله عليه، وقد قال له رجل: أنت الذي نفاك فلان من البلد، لو كان فيك خير ما نفاك، فقال أبو ذر: يابن أخي، إن قدامي عقبة كؤوداً إن نجوت منها لم يضرَّني ما قلت، وإن لم أنج منها فأنا شرٌ مما قلت لي. الطبرسي، مشكاة الأنوار 530 وقد نقل هذا المعنى أيضاً عن غيره فليلاحظ.
(5) المراد أن ينشغل الإنسان في "ما خُلق له" وهو حفظ جوهرة الإنسانية، بالعبودية لتصل إلى ذرى الكمال، وهذا هو المعبر عنه بجعل جميع الهموم "هماً واحداً". وفي دعاء "مكارم الأخلاق" للإمام السجاد قوله عليه السلام: أللهم صل على محمد وآله، واكفني ما يشغلني الاهتمام به، واستعملني بما تسألني غداً عنه، واستفرغ أيامي فيما خلقتني له.
(6) المنعم في النتيجة واحد هو الله تعالى، ولكن: "من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق". والتوجيه هنا عام.
(7) المراد الضحك في غير محله وكثرة الضحك مطلقاً وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله: إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب.
(8) ينبغي الاهتمام جداً بهذا التوجيه لدلالته على الحرمان الكبير الذي نعرض له أنفسنا بتأخير قضاء الصلاة بحجة عدم وجوب المبادرة،، ويلحق به الصوم، وليتنبه إلى أن وجوب قضاء الحج فوري ولا يجوز التأخير فيه مطلقاً.
(9) ويستحب لكل مكلف قضاء جميع المستحبات التي فاتته، كما أن من لم يتمكن من القيام ليلاً لصلاة الليل يستحب له قضاؤها نهاراً ولو من جلوس.
(10) جدير بحوزاتنا العلمية ومؤسساتنا التربوية مزيد الاهتمام بحفظ القرآن الكريم.
(11) صريح في الواقعية في مجال تهذيب النفس، فالمهم هو التدرج ولو كان ببطء، إلا أن ذلك لايعني تعمد التباطؤ.
(12) لم يذكر الشهيد الغيبة على خطورتها ليؤكد أن خطورة النميمة أشد فهي غيبة وفتنة.
(13) ظاهر السياق أن المراد بها التواصل الإجتماعي، وستأتي الإشارة إلى زيارة المراقد المقدسة تحت رقم‏24 ويحتمل هنا ما يخالف السياق، وقد جاء بيانه بهذه الطريقة لخصوصية ظرف الشهيد رضوان الله تعالى عليه.
(14) أورد الشيخ الصدوق في الأمالي‏462: "قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام" من قال كل يوم خمساً وعشرين مرة: أللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، كتب الله له بعدد كل مؤمن مضى، وبعدد كل مؤمن بقي إلى يوم القيامة حسنة، ومحا عنه سيئة، ورفع له درجة.
(15) قال الشهيد نفسه في "الذكرى 212": ويستغفر الله عقيب العصر سبعين مرة وفي رواية سبعاً وسبعين وفي أخرى مئة وصورته استغفر الله ربي وأتوب إليه. وفي وسائل الشيعة 483 – 6(ط: آل البيت) أن النبي صلى الله عليه وآله قال لرجل "إذا صليت العصر فاستغفر اللَّه سبعاً وسبعين مرة يحط عنك عمل سبعٍ وسبعين سنة..".
(16) قال الشهيد نفسه في الذكرى 192: "قال ابن بابويه ".." القدر سورة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته فيجعلهم ".." وسيلة إلى الله تعالى لأن بهم وصل إلى معرفته وأما التوحيد فالدعاء على أثرها مستجاب".

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع