حسن زعرور
يحفل التاريخ القديم والحديث، بأنباء الحروب بين الأمم، وما تخلفّه من عداوةٍ قد تطول أو تقصر بين الشعوب، غير أن ما يلفت النظر، هو أن هذه الأمم على شدة عداوتها لبعضها، تلتقي معاً على "كره الشعب اليهودي" لأنه يندر أن تجد أمة لم تكتوِ بنار خبثهم وشرّهم وحقدهم على البشرية كلها.
* جردة حساب
تقول الصلاة اليهودية اليومية "لينقطع رجاء النمامين، وليفن الأشرار في لحظة، لينقطع كل أعدائك، لتتبارك أنت يا رب الذي تضرب أعداءنا"، هذه الصلاة وضعها صموئيل هاكاتون ضد المسيحيين في القرن الأول(1)، ومع ذلك يستعملها بعض المسيحيين اليوم في أدعيتهم من دون أن يدركوا أنها موجهة ضدهم في الأصل، فاليهود عند ضعفهم يلجأون إلى المداهنة ويصبّون حقدهم في أدعيتهم وفي المؤامرات التي يحوكونها في الخفاء حتى إذا ما تقووا بطرفٍ صبّوا في أفعالهم كل ما يبيتونه من إثم داخلهم. ورأينا مع باركوكبا (132م) كيف ذُبِح المسيحيون في فلسطين، ومع الملك اليهودي اليمني مسروق كيف أحرقوا المسيحيين إحياء في القرن السادس الميلادي. كان رد فعل المسيحيين ضد اليهود الكراهية لهم ويحدثنا العهد الجديد (الإنجيل) في الرسالة إلى تيطس أن اليهود مظهر الفساد (14 :1) وفي سفر الرؤيا عن كذب اليهود (9 :2) وتهاجم رسالة برنابا اليهود أيضاً، وأما أغناطيوس فيقول أنه "من الجنون أن تتكلم عن المسيح يسوع وتكون في نفس الوقت يهودياً"(2). عندما نصل إلى أوروبا نجد أن مجتمعاتها كانت إقطاعية فئوية، وفيها اقتصاد طبيعي محدود الدخل قليل الانتاج وشعب أمي. عندما دخل اليهود إليها استغلوا حالة الفقر والحاجة السائدة وسرعان ما أصبحوا من كبار المرابين واحتكروا المضاربات الاقتصادية، فاتسع العداء لهم من السادة الإقطاعيين الذين غرقوا في الديون، ومن العامة الذين وقع عليهم سداد الدين. ونلحظ أنه عام 1352م نص اتفاق بأن مدينة فرانكفورت ستدفع للأمبراطور نصف الأرباح التي تجنيها من اليهود(3)، وهو دليل على حجم مراباة اليهود وحجم الكره الشعبي لهم، وما أن حلَّ عام 1384 حتى ذبح سكان مدينة "نيدليفن" جميع اليهود في المدينة واستولوا على أملاكهم، وسبقهم إلى ذلك سكان الألزاس وبافاريا والنمسا وبوهيميا، وفي عام 1431 حمل فلاحو "البالاتينا" السلاح في مدينة أومز مطالبين بذبح اليهود "الذين أفقروهم وجردوهم من ثيابهم الأخيرة" ولم يتعلم اليهود الدرس وسرعان ما سيطروا على الاقتصاد الأوروبي عن طريق الربا والاتجار بالعبيد. وذلك "غيض" من ماهية الشعب اليهودي، أما "فيضه" فنسأل عنه التاريخ القريب، كل دولة على حدة.
* هل تذكرين يا روسيا؟
كان من سوء طالع القياصرة الروس أن تقاسموا بولونيا عام 1793 مع بروسيا، وورثوا علة وداء اسمه اليهود سببت في إنهاك روسيا وانهيار الإمبراطورية لاحقاً، وحاولوا عام 1879 اغتيال القيصر اسكندر الثاني لأنه أراد الحدّ من سيطرتهم، وكرروا المحاولة عام 1880، وأخيراً نجحت اليهودية هيسيا هلغمان بنسف القيصر وتمزيقه إرباً عام 1881 وبين عامي 1901 و1906 قامت "منظمة الحزب الاشتراكي الثوري" بزعامة اليهودي "غرشوني" واليهودي "أزنيف كلامن" باغتيال كلٍّ من: وزير التربية "يوغوليبوف" (1901) ووزير الداخلية "سيباغين" (1902) وحاكم أوفا "بوغدانوفيتش" (1903) ورئيس الوزراء "فياشلاف فون بليهفة" (1904) والغراندوق "سيرجاي" عم القيصر (1905) والجنرال "دوبراسوف" (1906). في 26 تشرين الأول 1905 تأسس "سوفيات بطرسبرج الثوري" وهو نواة الحزب الشيوعي لاحقاً ورأسه تروتسكي ولما اعتقل تولى القيادة اليهودي دارفوس وتحت امرته 150 ألف عامل في موسكو و90 ألف عامل في بطرسبرغ عدا مئات آلاف العمال في كانسك وروستوف وغيرهما. وفي 11 أيلول 1911 أطلق المحامي اليهودي "موردكاي بوغروف" النار على رئيس الوزراء "ستوليبن" الذي كان يعدّ أعظم مصلح اجتماعي في عصره وقتله. عام 1917 عند نجاح الثورة الشيوعية أصبح اليهودي "كيرنسكي" رئيساً لحكومة حماية الثورة وتشكلت القيادة المركزية للحزب الشيوعي الحاكم من: لينين (متزوج من يهودية) وزينوفيف (يهودي) وكامنييف (يهودي) وسفردولوف (يهودي) وتروتسكي (يهودي)، وفي تشرين الثاني عيّن اليهودي كامنييف أول رئيس للجمهورية السوفياتية، وفي 21 من الشهر نفسه عيّن اليهودي سفردولوف مكانه وأصبح ثاني رئيس للدولة الشيوعية الجديدة. باستثناء لينين الذي أشرنا إلى أنه متزوج من يهودية فإن قادة الثورة الشيوعية كلهم من اليهود وأما ستالين فكان متزوجاً من اليهودية ناديا اليلوييغا ولم يكن نجمه قد بزغ بعد، كما أن صهره اليهودي كاغانوفيتش كان من أكثر اليهود نفوذاً في الدولة والحزب.
بعد نجاح الثورة الشيوعية في روسيا، لنرَ ماذا حلَّ بالدول المحيطة بها: في هنغاريا سيطر الحزب الشيوعي بقيادة اليهودي بيلاكون على السلطة وأقام حكومة كل أعضائها من اليهود. في المجر استولى اليهودي الشيوعي ماتياس راكوزي على الحكم، ثم خلفه اليهودي إيرنو جيرو، ثم اليهودي زولطان طاس. وفي رومانيا تولت اليهودية الشيوعية أنا باوكر السلطة، وكانت عائلتها تقيم في دولة العدو إسرائيل، وأما تشيكوسلوفاكيا فقد استلم السلطة فيها اليهودي الشيوعي رودولف سلانسكي وفي ألمانيا قامت عصبة سبارتاكوس التي ترأسها اليهودية روزا لوكسمبرغ ويعاونها اليهودي كارل لاينبخت بمحاولة انقلاب فاشلة وتم إعدامهما، على اثر ذلك تولى اليهودي "كارل راديك" قيادة الحزب الشيوعي الألماني ثم تبعه اليهودي "روث فيشر".
* حتى أنت يا فرنسا؟
حين قرر اليهود اخضاع فرنسا وايقاعها في حبائلهم أعدوا للثورة الفرنسية بعناية وحرضوا الشعب ضد الملك تولى اليهودي كاغليوسترو مسؤولية التحضير للثورة وإعداد المطبوعات المحرضة وتهيئة الخلايا الثورية، وتولى اليهودي بنيامين غولدشميد وأخوه افراهام وشريكهما اليهودي موسى ميكانا وابن أخيه موسى مونتيفور عملية تمويل الثورة الفرنسية القادمة ضد الملكية(4)، كما أن اليهودي دانييل ايتشنغ وصهره دايفد فريدلاندر واليهودي هيرزغريبر وهم من أتباع روتشيلد الامبراطور المالي اليهودي، عملوا بكل الوسائل على إغراق الدولة بالديون وإفلاسها تمهيداً للثورة. كان دانتون وروبسبير ولافاييت ماسونيين يخضعون لإمرة اليهودي "مانويل" القائد الفعلي للثورة الفرنسية، والذي تولى تصفية 8000 سجين سياسي في مجزرة باريس في أيلول 5)1792)، وأعدم قادة الثورة واحداً واحداً لإضاعة أثر اليهود في المسألة.
* اللحم الإسباني
يتحدث شكسبير في مسرحية تاجر البندقية عن "أقة اللحم". كانت الدولة الإسبانية مدينة للمرابين اليهود بأموال طائلة عجزت عن سدادها، وسمحت للمرابين اليهود باستيفاء دينهم من عامة الشعب الإسباني فأفقروه ونهبوه، ولما لم يعد لديه شيء لسد الدين طلب اليهود قطعة لحم من جسد المدين "أقة لحم" كبدل لسداد دينهم، وما عملوه في انكلترا وشرائهم لكرومويل بهدف قتل الملك ادوار الأول ودور اليهودي مناسح بن إسرائيل(6) واخضاعهم أمريكا لسيطرتهم، كل ذلك يحتاج لوقفة أخرى. سقطت عبارة من مقالة "إحتراق أميركا" في العدد السابق ضمن العنوان الفرعي الأخير "الخداع اليهودي" في العامود الأخير قبل العبارة التالية: "يقول نعوم تشومسكي" والعبارة التي سقطت هي: يقول فيكتور استروفسكي المنشق عن المخابرات الإسرائيلية أن معظم أسرار أميركا الدفاعية والنووية باتت في يد إسرائيل عن طريق الجاسوس جوناثان بولارد وأما الكاتب نعوم تشومسكي فيؤكد في كتابه المثلث القدري...
(1) دائرة المعارف اليهودية، ج1، ص271.
(2) تاريخ الكنيسة، ص82، لوريمر.
(3) المفهوم المادي للمسألة اليهودية، ص112، ابراهام ليون.
(4) الكهنوت الشيطاني كونيزبورو وثيقة برنار لازار.
(5) حياة نابليون، ج2، ص30، السير والتر سكوت.
(6) صحيفة بلين إنكلش البريطانية عدد 3، أيلول 1921.