الشيخ خضر ديب
* كلمات من القرآن
1- الأحقاف(1): وادٍ بين عُمان ومَهْرَة.
2- أولو العزم(2): ذوو الجدّ والثبات والصبر.
3- لحن القول(3): أسلوب كلامهم الملتوي.
4- المقسطين(4): العادلين.
5- أصحابُ الرس(5): البئر، الذين قتلوا نبيّهم فأُهلكوا.
6- صَرَّة(6): صَيْحَة وضَجة.
7- ذو مِرَّة(7): خلق حسن. أو آثار بديعة.
8- المؤتفكة(8): قُرى قوم لوط.
9- الأجداث(9): القبور.
10- صلصال(10): طين يابس غير مطبوخ.
* لطائف من القرآن: الرتق والفتق
قال تعالى في كتابه المجيد: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾ (الأنبياء: 30). المراد بالرؤية: العلم الفكري، وإنما عبّر بالرؤية لظهوره من أنه نتيجة التفكير في أمر محسوس. الرتق والفتق: معنيان متقابلان، قال الراغب في المفردات: الرتق: الضم والالتحام، والفتق: الفصل بين المتصلين، وهو ضد الرتق. المراد بالذين كفروا: هم الوثنيون بمقتضى السياق؛ حيث يفرقون بين الخلق والتدبير، بنسبة الخلق إلى الله سبحانه وتعالى، والتدبير إلى الآلهة من دونه، وقد بيّن خطأهم في هذه التفرقة، بعطف نظرهم إلى ما لا يرتاب فيه من فتق السماوات والأرض بعد رتقهما، فإن في ذلك خلقاً غير منفك عن التدبير، فكيف يمكن قيام خلقهما بواحد، وقيام تدبيرهما بآخرين. وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي: ظاهر السياق أن المراد من الجعل هو الخلق، والمراد: أن للماء دخلاً تاماً في وجود ذوي الحياة، كما قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاء﴾ (النور: 45) وقد اتضح ارتباط الحياة بالماء في الأبحاث العلمية؛ حيث أوضحت أن الأجرام التي تحت الحس مؤلفة من عناصر معدودة مشتركة، ولكل منها بقاء محدود، وعمر مؤجل، وإن اختلفت بالطول والقصر. هذا لو أريد برتق السماوات والأرض عدم تميز بعضها عن بعض، وبالفتق تميز السماوات من الأرض.
أما إذا أريد برتقهما عدم الانفصال بين أجزاء كل منهما حتى ينزل من السماء شيء أو يخرج من الأرض شيء، وبفتقهما خلاف ذلك، كان المعنى أن السماوات كانت رتقاً لا تمطر ففتقناها بالأمطار والأرض كانت رتقاً لا تنبت ففتقناها بالإنبات، وتم البرهان، وربما أيده قوله بعد ذلك: وجعلنا من الماء كل شيء حي، لكن هذا الدليل يختص من بين جميع الحوادث بالأمطار والإنبات، بخلاف البرهان على التقريب الأول(11). وفي مجمع البيان: أن معنى الرتق والفتق: أن السماوات والأرض كانتا ملتزقتين، منسدتين ففصلنا بينهما بالهواء، عن ابن عباس والحسن والضحاك، وعطاء، وقتادة. وعن الإمام الباقر عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية فقال: فلعلك تزعم أنهما كانتا رتقاً ملتزمتان، ملتصقتان ففتقت إحداهما عن الأخرى؟ فقال السائل: نعم، فقال عليه السلام: استغفر ربك، فإن قول الله عز وجل: كانتا رتقاً، يقول: كانت السماء رتقاً لا تنزل المطر، وكانت الأرض رتقاً لا تنبت الحب، فلما خلق الله الخلق وبث فيها من كل دابة، فتق السماء بالمطر، والأرض بنبات الحب، فقال السائل: أشهد أنك من ولد الأنبياء، وأن عندك علمهم(12).
* مفاهيم قرآنية: عصى وغوى
معنى قوله تعالى: ﴿وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ فهنا لفظان لا بد من بيانهما:
1- عصى.
2- غوى.
العصيان بحسب المعنى اللغوي: هو خلاف الطاعة، وهنا يجب أن نلاحظ الأمر الذي خولف؛ فإن كان أمراً مولوياً، إلزامياً كان العصيان ذنباً، وإن كان أمراً إرشاديا أو نهياً تنزيهياً لم تكن المخالفة ذنباً في المصطلح(13). وأما اللفظة الثانية (فغوى) : الغي يستعمل بمعنى الخيبة، ويستعمل في معنى الفساد، وبه فسر قوله تعالى ﴿وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ أي فسد عليه عيشه، فيكون المراد من الغي في الآية هو خيبة آدم وخسرانه وحرمانه من العيش الرغيد، من هنا فليس كل خيبة تتوجه إلى الإنسان ناشئة من الذنب المصطلح. ولا شك أن آدم بعدما أكل من الشجرة المنهية بدت له سوأته وخرج من الجنة وهبط إلى دار الفساد فعندئذٍ غوى في طريقه وضل عن مصلحته. ومن هنا نعلم أن الآية لا تفيد العصيان المصطلح المنافي للعصمة(14).
(1) سورة الأحقاف، الآية: 21.
(2) سورة الأحقاف، الآية: 35.
(3) سورة محمد، الآية: 30.
(4) سورة الحجرات، الآية: 9.
(5) سورة ق، الآية: 12.
(6) سورة الذاريات، الآية: 29.
(7) سورة النجم، الآية: 6.
(8) سورة النجم، الآية: 53.
(9) سورة القمر، الآية: 7.
(10) سورة الرحمن، الآية: 14.
(11) تفسير الميزان، الطباطبائي، محمد حسين.
(12) الجديد في تفسير القرآن المجيد، للسبزواري.
(13) الذنب المصطلح يخص الأمر والنهي المولوي، دون الإرشادي؛ حيث هو مجرد إرشاد للمكلف لا يترتب على مخالفته أي ذنب، نعم بمخالفته يفوت مصلحة له، أو يجلب ضرراً عليه.
(14) مفاهيم القرآن، السبحاني، جعفر، دار الأضواء، ط1988 2، ج 5 ص28.