هنادي سلمان
هل أفسخ خطوبتي...؟
خطيبي دائم الشجارات والمشاحنات معي ومع أهلي، خلال شجاره يتفوه بكلمات منافية للأدب. الأمر الذي جعلني أنفر منه وأفكر في فسخ خطوبتي منه. فبماذا تنصحونني؟ الأخت ن.ن
الجواب: برأي سماحة الشيخ نجيب صالح (عضو مكتب الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان). بالنسبة لموضوع الأخت الكريمة فأنا أنصحها بأن تدرس وتحدد أسباب المشاجرات معها أولاً ثم مع أهلها، لا سيما وأنها لا زالت في منزل أهلها. كما أنها يجب أن تنظر إلى طبيعة خطيبها، هل أنه بتكوينه عصبي المزاج وسريع الانفعال؟ هل كان كذلك قبل ارتباطها به؟ أم أنه ينفعل بسبب بعض الأفعال الصادرة منها من خلال علاقتها واحتكاكها به بعد الارتباط؟ أم ربما أن أهلها يتدخلون في حياتهما ويسببان لهما المشاكل كأن يطلبوا منه أشياء لا يقدر عليها؟ إذا كانت قد ارتبطت بشكل سريع دون أن تتدبر في شأن هذا الارتباط ووجدت أن أخلاقه كذلك بشكل لا يمكن معه النصح والاصلاح ﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾. وهنا لا بد من نصيحة إلى هذا الأخ بأن يغيّر من مزاجه وأخلاقه ففي حديث عن الرسول صلى الله عليه وآله "يوصيكم اللَّه بالضعيفين، النساء واليتامى". وأن لا يستعمل الكلمات التي تنافي الأدب إذ ليس من حقه ذلك ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾. أما إذا كانت تعرف أن أخلاقه جيدة ولكن مشكلة الشجار والانفعال طارئة عليه فيجب أن تعمل على رفع أسباب المشكلة. وباختصار أنا أدعوها إلى إقامة جلسة عائلية يتدخل فيها من يصلح في هذا المجال ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا﴾، وإذا لم يتم الإصلاح ووصلا إلى طريق مسدود فأنا أنصح، ومن خلال خبرتنا في هذا المجال، بأن لا يستمرا في ما بينهما، وإذا لم تكن الأخت قادرة على معالجة الموضوع فلترفع أمرها إلى جهة شرعية واعية لديها خبرة في مثل هذه الأمور الاجتماعية، إذ يمكن أن تُقرّب وجهات النظر بينهما من خلال بحثها في سبب الشجارات. فإذا حُلّت الأمور تواصل الأخت طريقها معه، أما إذا رأت الجهة الشرعية أنه لا يمكن حل مشاكلهما فالحل الوحيد هو الانفصال وإن يتفرقا يغنِ اللَّه كلاً من سعته.
*****
* اعتمادية أكثر من اللزوم
بلغت ابنتي العاشرة من عمرها وما زالت تتصرف وكأنها طفلة صغيرة، تحتاج إليّ في أمورها كافة، وحتى الأمور البسيطة منها. وأنا أخاف من أن يستمر معها هذا الأمر. فما هي الوسائل التي اتبعها معها لكي تتخلص من هذه المشكلة قبل فوات الأوان؟ السيدة جميلة.م
الحل برأي الأستاذ علي يوسف مدير الإعداد والتأهيل في المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم. إن ابنتك، سيدتي، تعاني من "الاعتمادية الزائدة"، وهو سلوك يتجلى في طلب المساعدة من الغير باستمرار حتى عندما لا تكون هنالك حاجة إلى المساعدة، كما يتجلى في محاولات الضغط للحصول عليها بالبكاء أو بالإضراب عن الطعام أو التظاهر بالمرض، أو "النرفزة" وسرعة الغضب. مثل هذا السلوك هو ثمرة تعاطي الجهة المعنية بتربية الناشئ بصورة خاطئة تقوم على التعزيز الزائد له، لكي لا نقول التدليل والاستجابة لمعظم حاجاته، والحلول محله في إنجاز أعماله، وعدم مساعدته وتشجيعه وتدريبه على ممارسة الأعمال التي يصبح قادراً على القيام بها تبعاً لنضوج استعداداته.
وهنا تُنصَح الأخت المعنية بالتالي:
وضع لائحة بالسلوكات الاعتمادية غير المرغوب بها وما يقابلها من سلوكات مرغوب بها واختيار واحد منها (أو اثنين لا أكثر في البداية) ومناقشة ابنتك في قدرتها على القيام بها وإيضاح الكيفية لها (إن لم تكن تعرف) والطلب إليها أن تقوم بها بنفسها وتشجيع كل تقدم في إنجازها، وفي البداية يحسن تعزيز هذا الانجاز بمكافأة ترغب بها. ولكي تنجح هذه الخطوة لا بدَّ من البدء بسلوكات سهلة أي في متناول الفتاة المعنية كما لا بدَّ من الحزم في ذلك، أي عدم التراجع عن تكليفها بالعمل المعني وتجاهل الضغوط التي قد تلجأ إليها، وإظهار عدم المبالاة تجاهها وعدم الاستجابة لها بأي شكل من الأشكال. نعم يمكن مساعدتها عند التأكد من أنها لا تعرف أو لا تستطيع على أن تكون هذه المساعدة بمثابة تدريب لا أكثر. تدريب الفتاة على ممارسة الاستقلال كأن يُطلب إليها أن تختار نوعاً من اللباس أو من الكتب أو الألعاب أو النزهات... ومناقشة خياراتها معها، وإمكانات الاستجابة لها (لا رفض ولا موافقة من دون تعليل واضح ومقنع). المحافظة على مستوى العطف والاستعداد للبذل الذي كان المعني بالفتاة يبديه تجاهها وإظهار أن ما حصل من تغير لجهة تكليفها القيام ببعض أعمالها بنفسها إنما هو لمصلحتها الراهنة والمستقبلية وليس تخلياً عن محبتها أو طلباً للراحة... متابعة بقية السلوكات الاعتمادية وما يقابلها من سلوكات مرغوبة بالطريقة نفسها وبالشروط نفسها. ملاحظة: إذا رغبت الأم المعنية استشارتي فإنني على استعداد لوضع خطة معالجة ومتابعتها معها.