إعداد: فيصل الأشمر
* ماهية الشعر
لا خلاف لدى الباحثين أن الشعر نشأ عند العرب قبل غيره من أشكال الكتابة الأدبية. وهو فن العربية الأول، وقد ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالوجدان الأدبي العربي مما جعله مهيمناً على فنون القول الأخرى كالخطابة والترسل. ويقول ابن فارس في كتابه فقه اللغة: والشعر ديوان العرب، وبه حُفظت الأنساب، وعُرفت المآثر، ومنه تُعُلِّمت اللغة، وهو حجة فيما أشكل من غريب كتاب اللَّه، وغريب حديث رسول اللَّه صلى الله. وقد كان الشاعر الناطقَ باسم قبيلته وممثلَها لدى القبائل الأخرى وكان وسيلتها الإعلامية عند الحروب وفي المواقف. وقد جرت محاولات كثيرة عبر التاريخ ترمي إلى تعريف الشعر وتحديد مفهوم له، ومن أبرز هذه التعريفات تعريف قدامة بن جعفر له في كتابه "نقد الشعر" من أنه كلام موزون مقفى يدل على معنى، وعرّفه ابن رشيق في كتابه "العمدة" من أنه مكون من أربعة أشياء: اللفظ والوزن والمعنى والقافية. ويقول ابن خلدون: هو كلام مفصل قطعاً قطعاً متساوية في الوزن متحدة في الحرف الأخير من كل قطعة، وتسمى كل قطعة من هذه القطعات عندهم بيتاً. هذه التعريفات الكلاسيكية للشعر والتي ترتكز على القافية والوزن في تعريفها له جاء في العصر الحديث من يناقشها على اعتبار الشعر أكثر من مجرد وزن وقافية، يقول الدكتور غازي يموت في كتابه "الفن الأدبي أجناسه وأنواعه" معلقاً على هذه التعريفات: غير أن هذا التعريف يبدو قاصراً وعاماً في الوقت ذاته... لأنه يسمح للمنظومات العلمية أن تحتل دائرة الشعر، فليس كل كلام موزون مقفى شعراً، وإلا لوجب اعتبار ألفية ابن مالك في قواعد اللغة العربية شعراً. وذهب البعض الآخر إلى أن أهم خصائص الشعر هي موسيقاه التي تتأثر بها القلوب كما يقول إبراهيم أنيس في كتابه "موسيقى الشعر". وهكذا بتنا نرى تعريفات حديثةً للشعر تقترب به إلى النثر مما يجعلنا نتساءل: إذا سلَّمنا بالتعريفات الجديدة للشعر التي ترى أنه أكثر من وزن وقافية، فما هي الحدود التي تفصله وتميزه عن النثر؟
* أخطاء شائعة:
حِمص وحُمص: يطلق الكثيرون كلمة حُمص على المدينة السورية المعروفة، والصحيح أنها حِمص بكسر الحاء وذلك وفق ما ورد في الصحاح للجوهري ولسان العرب لابن منظور. الحنّاء والحِنّة: يطلق الكثيرون على الشجر الذي يُتَّخذ من ورقه صباغ للشعر اسم الحِنّة، ولكن أصحاب المعاجم اللغوية كابن فارس في معجم مقاييس اللغة والجوهري في الصحاح يقولون أن الصحيح هو إطلاق اسم الحِنّاء على هذا الشجر. أرسل رسالة وأرسل برسالة: الصحيح منهما أن نقول أرسلَ رسالة لا أرسلَ برسالة. رُسمَت الصورة في الذهن وارتسمت الصورة في الذهن: الجملة الأولى هي الأصوب لأن الفعل ارتسم يعني: امتثل الأمرَ كما أن جملة: ارتسم الرجلُ للَّه تعني: دعا وكبَّرَ، كما ورد في المنجد في اللغة. السُلَّم والسُلُّم: جرت العادة على إطلاق كلمة سُلُّم على المرقاة التي تكون من خشب أو حجر ويُرتقى عليها إلى الأعالي، والصحيح أن يقال: سُلَّم.
* من الأمثال العربية:
أَبْلَغُ مِنْ قُسٍّ:
هو قُسُّ بن ساعدة الإيادي، وكان من حكماء العرب، وأَعْقَلَ من سُمِع به منهم، وهو أول من كَتَب "من فلان إلى فلان" وأول من قال "أما بعد" وأول من قال "البيّنة على مَنْ ادَّعَى واليمينُ عَلَى من أنكر" وقد عُمِّر مائةً وثمانين سنة.
حَالَ الجَرِيضُ دُونَ القَرِيضِ. الجَرِيض: الغُصَّة، من الجَرَضِ وهو الريق يُغَصّ به، يقال: جَرِض بريقه وهو أن يبتلع ريقَه على هم وحزن، يقال: مات فلان جَرِيضاً، أي مغموماً. والقَرِيض: الشِعْرُ، وحالَ: مَنَع. فالمعنى: حالت الغصة دون قول الشعر. يُضرَب للأمر يُقدر عليه أخيراً حين لا ينفع. وأصل المثل أن رجلاً كان له ابن نَبَغ في الشعر، فنهاه أبوه عن ذلك، فجاش به صَدْرُه، ومَرِض حتى أشرف على الهلاك فأذِن له أبوه في قول الشعر، فقال هذا القول.
(المصدر: معجم الأمثال والحكم، للميداني).