فيصل أشمر
دور الإمام علي عليه السلام في وضع النحو العربي
يعتبر الدارسون أن أبا الأسود الدؤلي (واسمه الحقيقي ظالم بن عمرو) هو من أول من وضع النقط في المصاحف لتصوير حركات الإعراب وأنه مؤسس علم النحو في تاريخ اللغة العربية. لم تُعرف على وجه الدقة السنة التي ولد فيها أبو الأسود الدؤلي ولا المكان الذي ولد به، وحتى تاريخ وفاته لم يتفق مؤرخو الأدب عليه، فمنهم من قال أنه توفي عام تسع وستين للهجرة ومنهم من قال أنه توفي عام سبع وستين لها، ومنهم من قال غير ذلك، وهي تواريخ لا تعنينا في مقامنا هذا، والأمر المؤكد أنه عاش في زمن خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأنه كان من خواص أصحابه وشهد معه معركة صفين، وعدّه السيد الخوئين في معجم رجال الحديث من أصحاب الإمام علي عليه السلام والحسن والحسين والسجاد عليهم السلام ومن الثقات والأجلاء.
كان أبو الأسود من أعلام عصره ومن الشعراء المعروفين في زمانه، وتحدث عنه الجاحظ في البيان والتبيين فقال: وكان من المقدَّمين في العلم وقال عنه كذلك: كان جمع شدّة العقل وصواب الرأي وجودة اللسان، واعتبره ابن قتيبة في كتابه الشعر والشعراء أول من عمل في النحو كتاباً. وقد روى أبو الأسود ما جرى بينه وبين أمير المؤمنين علي د مما كان السبب في وضعه لعلم النحو، فقال، حسب ما أورده ياقوت الحموي في كتابه معجم الأدباء: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فرأيته مطرقاً مفكراً فقلت: فيم تفكر يا أمير المؤمنين قال: إني سمعت ببلدكم هذا لحناً فأردت أن أضع كتاباً في أصول العربية، فقلت: إن فعلتَ هذا يا أمير المؤمنين أحييتَنا وبقيتْ فينا هذه اللغة، ثم أتيته بعد أيام فألقى إليّ صحيفة فيها: بسم اللّه الرحمن الرحيم: الكلام كله اسم وفعل وحرف والاسم ما أنبأ عن المسمى والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى والحرف ما نبأ عن معنىً ليس باسم ولا فعل. ثم قال لي: تتبَّعْه وزد فيه ما وقع لك، قال: فجمعت منه أشياء وعرضتها عليه وكان من ذلك حروف النصب فكان منها إن وأن وليت ولعل وكأنَّ ولم أذكر لكنَّ، فقال لي: لم تركتها فقلت: لم أحسبها منها، فقال: بل هي منها فزدها فيها. وقد أجمع دارسو الأدب العربي على أن أبا الأسود الدؤلي قد أخذ علم النحو عن الإمامد، ومن هؤلاء ابن النديم في الفهرست وابن سلاّم في طبقات الشعراء وابن الأنباري في نزهة الألباب. ومما تقدم يظهر لنا أن الإمام علياًد هو أستاذ أبي الأسود الدؤلي في علم النحو وهو الذي أرشده إلى هذا العلم.
* أخطاء شائعة:
أكْفاء وأكفّاء: يستعمل الكثيرون كلمة أكفّاء على أنها جمع لكلمة كفء التي تعني مماثل كما تعني قوي وقادر على تصريف العمل (كما ذكر ذلك المعجم الوسيط). والصحيح أن كلمة كفء تجمع على أكفاء لا على أكفّاء، لأن الأخيرة هي جمع لكلمة كفيف أي أعمى.
* معان:
الإقرار والاعتراف: الفرق بين المعنيين أن الإقرار يعني التكلم بالحق مع توطين النفس على الانقياد والإذعان، ومنه قوله تعالى: (ثم أقررتم وأنتم تشهدون). أما الاعتراف فهو التكلم بذلك وإن لم يكن معه توطين للنفس على الانقياد والإذعان. (المصدر: فروق اللغات لنور الدين بن نعمة اللّه الجزائري).
* قصة مثل:
"جنت على أهلها براقش" أصل المثل أن قوماً كانوا هاربين من وجه أعداء لهم وكان لهم كلبة يقال لها براقش، فبينما هم يسيرون ليلاً نبحت وكان الأعداء بالقرب منهم يفتشون عنهم فاهتدوا إليهم بنباح الكلبة وأوقعوا بهم، فسار بها المثل. (المرجع: فرائد الأدب).
* قصائد في آل الرسول صلى الله عليه وآله:
قال أبو الأسود الدؤلي في رثاء أمير المؤمنين عليه السلام:
ألا أبكي أمير المؤمنينا |
ألا يا عين ويحك فاسعدينا |
وحثحثها ومن ركب السفينا |
رُزينا خيرَ من ركب المطايا |
ومن قرأ المثانيَ والمُبينا |
ومن لبس النعال ومن حذاها |
رأيت البدر راق الناظرينا |
إذا استقبلت وجه أبي حسين |
ويقضي بالفرائض مستبينا |
يقيم الحد لا يرتاب فيه |
بخير الناس طراً أجمعينا |
أفي الشهر الحرام فجعتمونا |
أبو حسن وخير الصالحينا |
ومن بعد النبي فخير نفس |
نعام جال في بلد سنينا |
كأن الناس إذ فقدوا علياً |
فينا وصي المسلمينا |
وكنا قبل مهلكه بخير نرى |
وحُسنَ صلاته في الراكعينا |
فلا واللّه لا أنسى علياً |