مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

تاريخ‏: الكتب والمكتبات في القدس وثائق تاريخية

إعداد: غادة فقيه‏



القدس مهد الحضارات تفتخر بما تكتنزه من وثائق تاريخية وسجلات رسمية ومنها ما يتعلق بالكتب والمكتبات وأثرها في الحضارة الإسلامية، هذه الوثائق تتوزع على المحاكم الشرعية في القدس ولدى الورثة وفي سجلات (الطابو) العثماني، إذ كان هناك أراضٍ موقوفة للمكتبات فقط.

* دور الكتب:
أهم ما تزودنا به الوثائق في الجانب الثقافي هي المعلومات المهمة عن الكتب التي كانت متداولة في ذلك العصر. أظهرت عناوين الكتب التي كانت في الوثائق أن الكتب الدينية كانت الأكثر انتشاراً بين أهل العلم في القدس، وتكاد تنحصر في علوم القران الكريم وتفسيره، الحديث، السيرة، الفقه، الأصول والعلوم الدينية الأخرى إضافة إلى علوم اللغة العربية والحساب والطب والفلك والعلوم الأخرى. فأكثرية الكتب التي كانت موجودة في القدس كانت رائجة في أقطار العالم الإسلامي وأكثرها لمؤلفين من كافة أنحاء العالم الإسلامي. تشير ظاهرة وقف الكتب والمكتبات على طلاب العلم إلى حرص علماء بيت المقدس على بقاء الكتب ومصادر العلم قريبة من الطلاب وحماية لها من الضياع أو السرقة والتلف.

* أبرز مكتبات القدس:
كانت الأوقاف التي يقفها المسلمون من الحكام والمقتدرين مصدر تمويل للمؤسسات التعليمية ومنها الكتب والمكتبات. تعد مكتبات المساجد أولى المكتبات التي عرفتها فلسطين ومدينة القدس بشكل خاص. فكانت المدينة صرحاً واسعاً لطلاب العلم ومحبي المعرفة ففي ساحات المسجد الأقصى وفي مدينة القدس بأكملها وجدت المكتبات. ونذكر منها على سبيل المثال:

* مكتبة المسجد الأقصى:
تأسست عام 1922 في القبة النحوية التي كانت مدرسة للنحو والأدب، نقلت فيما بعد إلى شمالي الحرم بعد أن رمَّمها المجلس الإسلامي الأعلى، ثم نقلت إلى المدرسة الأشرفية السلطانية في الحرم الشريف وفتحت أبوابها للجميع وضمت المكتبة حوالي 14.000مجلد و500 مخطوط وفضلاً عن الكتب والمخطوطات العربية تضم مكتبة الأقصى عدداً كبيراً من الكتب التركية وعدداً من الجرائد والمجلات القديمة.

* مكتبة المتحف الإسلامي:
تحتوي المكتبة على مخطوطات نادرة من بينها مجموعة لا تثمن من المصاحف تقدر بحوالي 650 مصحفاً مخطوطاً ومن نوادر مقتنيات المتحف مصحف قديم كتبه محمد ابن الحسن ابن الإمام الحسين عليه السلام. وفي عام 1980 أعيد تنظيم المتحف الإسلامي حتى يتسنى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من تراثٍ من الوثائق الإسلامية والهامّة الموجودة.

* مكتبة الحرم الإبراهيمي:
تضم مخطوطات عديدة ومنها ما أخذت اسم مجموع، وداخل كل مجموع هناك عدد من الرسائل المستقلة. وعدد من المخطوطات العلمية. ويعود تاريخ أقدم مخطوطة فيها إلى عام 748ه.

* المكتبة الخالدية:
تعتبر المكتبة الخالدية من أهم مكتبات القدس والأكثر تنظيماً وهي من مكتبات الأوقاف أي مكتبات العائلات والأفراد الموقوفة لطلاب العلم. تقع المكتبة في مبنى أثري قديم في حي باب السلسلة، وهي تضم عدداً من المخطوطات كتبت بخطوط مؤلفيها من مشاهير العلماء إضافة إلى عدد كبير من الرسائل الخاصة وكتب مختلفة بالفارسية والتركية ومجموعة من الوثائق العثمانية في الأدب والطب والتاريخ وبلغات مختلفة. يبرز فهرس المكتبة أن الفقه كان ينال الاهتمام الأول بالإضافة إلى موضوعات أخرى كالسياسة والقانون. تكاد قائمة كتب المكتبة الخالدية أن تشمل كافة اهتمامات بيت المقدس العلمية والثقافية. ومما لا شك فيه أن بعض الكتب والمكتبات تعرضت للتلف والضياع نتيجة ما أصاب المدينة المقدسة من نكبات وتهجير وسرقات في محاولة لإخفاء معالم الحضارة الإسلامية وتزوير تاريخها ولكن رغم كل المعوقات والظروف الصعبة ظلَّت الكتب والمكتبات تلعب دورها كمؤسسات خدمات معلوماتية تساند المؤسسات التعليمية والثقافية في أداء رسالتها قدر المستطاع ؟

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع