الهيئة الصحية الإسلامية/مديرية الصحة الاجتماعية/دائرة الإرشاد والتثقيف الصحي
يعاني أغلب الناس من ألم في الرأس بين الحين والآخر، ولكنه يختفي عادة بشكل تلقائي في غضون ساعات قليلة. لكن هذا الألم يمكن أن يستمر عند بعض الناس لفترة أطول، مسبباً ضائقة كبيرة. وقد يتركز عند مؤخرة الرأس، أو على الجبهة وخلف العينين. وتتفاوت نوعية الألم بين البسيط والمستمر والمفاجئ والحاد. ومع ذلك فمن النادر أن يكون ألم الرأس (الصداع) سبباً مهدداً للحياة. كما أن معظم أوجاع الرأس ليست خطيرة بطبيعتها، رغم أنه قد يكون من الصعب إيجاد تفسير وعلاج لها. وقد يترافق الصداع مع مرض حِمويّ مثل الانفلونزا، وهو عَرَض شائع جداً لحالات الزكام والتهابات الجيوب. هنالك بعض الاسباب الأكثر خطورة للصداع، لكنها لحسن الحظ نادرة. وهي تتضمن الأورام الدماغية (الحميدة والخبيثة) التي يمكنها أن تسبب الصداع الراجع، والتهاب شرايين الدماغ التي تسبب ألماً نابضاً مفاجئاً في أحد الصدغين أو كليهما. وتشمل الحالات الأخرى الخطيرة والنادرة المصاحبة للصداع التهاب السحايا ونزف العنكبوتية.
* أعراض الصداع الخطير:
سارعْ إلى طلب المشورة الطبية إن كنت تعاني من أي من الاعراض التالية:
صداع حاد يتطور فجأة وبسرعة.
صداع يتفاقم رغم أخذ المسكنات.
تقيؤ بعد بدء هجمة الصداع.
خدر وضعف في الأطراف.
تشوّش في الرؤية مع ألم في العينين.
* أنواع الصداع:
يتحدث الأطباء عن أربعة انواع مختلفة لأوجاع الرأس:
1 - صداع التوتر:
وهو النوع الأكثر شيوعاً للصداع. ويمكن أن يكون مؤلماً باعتدال أو بشدة. ويعتقد الأطباء أن الألم ينتج عن تشنج في عضلات فروة الرأس. ويتم الاحساس به عادة على شكل شدّ في الجبهة، غالباً ما يمتد نحو الخلف إلى الرقبة (يؤدي تدريجياً إلى ألم أو تعقّد أو ضغط في العنق أو الجبهة أو فروة الرأس). يصاحب هذا الصداع شيء من الغثيان لكن بدون قيء في العادة. يدوم الصداع ساعات قليلة، لكنه قد يستمر في بعض الاحيان، وهو يصيب الرجال والنساء على حد سواء. هنالك العديد من العوامل التي يمكن أن تحث على هذا الصداع، مثل الاجهاد، الضجيج، بعض أنواع الدخان، المشاكل المتعلقة بالنظر، والاكتئاب. غالباً ما يكون صداع التوتر ناتجاً عن وضعية جلوس سيئة وعن التحديق لفترات طويلة في شاشة الكمبيوتر.
* علاج صداع التوتر:
جرّب أوّلاً تدليك فروة الرأس، أو الكمادات الساخنة أو الباردة، أو الحمام الدافئ، أو الراحة، أو تقنيات الإسترخاء. في حال لم تنجح هذه الوسائل في تخفيف الألم، تناول جرعة منخفضة من الأسبرين (بالنسبة للبالغين فقط). كذلك من شأن التمارين الرياضية المعتدلة أن تساعد على الشعور بالتحسن.
2 - صداع المسكنات:
قد يبدو غريباً، لكن المسكنات التي تؤخذ لعلاج بعض أنواع الصداع قد تكون سبباً فعلياً للصداع. فقد دلّت الدراسات على أن الإستخدام المنتظم والطويل الأمد لمسكنات آلام الصداع يمكن أن يسبب ألماً شبيهاً بصداع التوتر. يميل من يعاني من هذا النوع من الصداع إلى إستخدام أنواع أقوى من المسكنات، لكن ذلك لن يؤدي إلاّ إلى تفاقم الحالة. ويمكن تجنب هذا النوع من الصداع بالإمتناع عن تناول المسكنات إلا عند اللزوم. من ناحية ثانية، إن كنت تعاني من صداع لا تزيله المسكنات البسيطة، ينبغي عليك التشاور مع طبيبك للتحقق من السبب.
3 - الصداع العنقودي (الألم العصبي الشقيقي):
يسبب ألماً ثابتاً ومزعجاً داخل العين وحولها، ويطرأ بشكل متسلسل ويبدأ في الوقت نفسه من النهار أو الليل. يسبب إماهة واحمراراً في إحدى العينين وإحتقاناً في الأنف من الجهة نفسها. يطرأ هذا الصداع أحياناً بشكل منتظم، ويرتبط بالضوء أو بالتغيرات الفصلية. قد يساء تشخيصه على أنه عدوى في الجيوب أو مشكلة في الأسنان. هذه الحالة الإستثنائية غير مفهومة تماماً، وفيها يستيقظ المعانون منها، وغالبيتهم من الرجال، في منتصف الليل على وقع ألم مبرح في إحدى العينين. وتدوم هذه الهجمة ما بين 15 إلى 30 دقيقة. ويتّبع الصداع نمطاً معيناً بحيث يحدث مرة إلى أربع مرات كل يوم. يكون هذا الالم شديد المقاومة للمسكنات وللعقاقير المضادة للشقيقة. ومعلوم أن الليثيوم، وهو عقار يستخدم أيضاً في علاج بعض الإضطرابات النفسية، يمكن أن يساعد في منع حدوث النوبات. وقد يوقف إستنشاق الأكسجين النوبة. ويمكن أن يفاقم التدخين من خطر حدوث الصداع العنقودي. في العدد القادم: الشقيقة (الصداع النصفي)