مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

السيد هاشم صفي الدين لـ"بقية الله": اعتبار الشهادة ثقافة موت خروجٌ عن التاريخ والإنسانية

حوار: ايفا علوية ناصر الدين‏



يطأطئ قلمي برأسه خجلاً وهو يلامس بحبره نعومة الورقة، ليخطَّ على سطورها سمو كلمات بحق من أفاضوا بحبرهم القاني، ليحفروا في كتاب أيامنا أبجدية النور المجبولة بحروفه العزة والشرف والكرامة والفداء. نعم، تقف قطرات القلم عاجزة في محاولتها للتعبير عمن سكبوا قطراتهم الندية في يباس الأرض ليُزهروا فيها ورود مجد، وحدائق انتصار.

إنهم الشهداء، فإذا كانت العبارات عن وصفهم تقصِّر، فكيف عن سرّهم الأكبر الذي استودعوه في منازل قلوبنا، وعشقهم الذي زرعوا شتوله في بيادر أفئدتنا، وموطنهم الذي صار محط رحالنا! وهل من سرٍّ أعمق، وعشق أحلى، وموطن أغلى من الشهادة التي حار في معرفة أمرها هذا، وعجز عن إدراك كنهها ذاك، فصار عنها يحلو السؤال، ويحلو أكثر وأكثر عندما يحلُّ ضيفاً بين يدي رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين الذي أفاض بالإجابة عن جميع التساؤلات وانجلت في إجابته الإشكاليات...


المحور الأول: الشهادة، مواصفات وشروط
* تعتبر الشهادة في سبيل الله مقاماً خاصاً يُوفَّق الإنسان للوصول إليه، فما هي المقدمات أو المواصفات المطلوبة للرقي إلى مرتبة الشهادة؟
 لا شكّ أن تكليف الإنسان بالجهاد يُعتبر بحد ذاته نعمةً وتوفيقاً. وحينما يُتوّج الجهاد بالشهادة ويُصبغ هذا التكليف بلون الدم، تزداد النعمة بالرقي إلى هذه المرتبة من التضحية. وفيما يخص المقدمات، فإن الشهيد الذي يُوفَّق لهذا المقام يكون قد تجاوز أولاً: مرحلة نضوج الإيمان أي بلوغ السمو والرقي على المستوى الإيماني؛ وثانياً: مرحلة الانقياد والالتزام بطاعة الله عز وجل، وثالثاً: الإخلاص والصدق الذي تحدثت عنه الآية القرآنية بوضوح ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ. وليس صدفة أن تربط الآية بين الشهادة والصدق. وطبعاً هنا نتحدث عن الصدق الرسالي، أي الصدق في تبنِّي قضية أو رسالة، والدفاع عنها والوصول إلى درجة الاستعداد للتضحية من أجلها.

* هناك شهداء قد لا تبدو عليهم أثناء حياتهم المواصفات التي ذكرتم، فكيف يرتقي هؤلاء إلى مرتبة الشهادة بدون تحصيل المقدمات؟
يتخيَّل البعض أن المقدمات المذكورة قد تحتاج إلى زمن طويل لتتحقق، لكن في الحقيقة الوقت ليس دخيلاً فيها. فقد تتحصل هذه الأمور بلحظة كما حصل مع الحر الرياحي في عاشوراء بحيث انقلب خلال ساعات قليلة من الموقف المعادي للإمام الحسين عليه السلام إلى الانضمام لعداد الشهداء الكبار بين يديه عليه السلام.

* ربطتم الشهادة بالالتزام كشرط، وذكرتم أنه يمكن للإنسان أن يتحوَّل بلحظة إلى مرتبة الشهادة، فهل يمكن أن يتحصَّل الالتزام بلحظة؟
هنا نبيِّن عدة أمور. أولاً، إن الالتزام لا يعني أن الإنسان في كل مراحل حياته كان ملتزماً بشكل كامل وتام. والالتزام لا يعني العصمة حيث ينبغي أن نفرِّق بين السلوك الصحيح والعصمة. فنحن لا نقول إن الشهيد معصوم ولا يخطئ في حياته أبداً، فقد يكون قد ارتكب الكثير من الأخطاء، والخطأ يمكن تجاوزه بالتوبة. وهنا أعطي مثلاً عن السحرة الذين انقلبوا بلحظة واحدة حينما بدت لهم حجة موسى عليه السلام، فقد هددهم فرعون بالقتل والتقطيع لكي يتراجعوا فقالوا: ﴿فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ. لقد ظهرت أمامهم الحجة الإلهية وملأت قلوبهم وكيانهم، وهذا الامتلاء هو الالتزام. الأمر الثاني، هو أن الالتزام يحتاج إلى كواشف لمصداقيته. وهنا نسأل: كيف نكتشف أن الملتزم صادق في التزامه؟ إن الذي يلتزم بقضية الجهاد اليوم ويصبح جاهزاً للتضحية بنفسه يجسِّد المعنى الراقي للالتزام.

* هل يعني هذا أن الشهادة في سبيل الله تمحو للشهيد كل أخطائه وذنوبه؟
لا نريد أن نقول إن أخطاء الشهيد التي ارتكبها قبل شهادته مبرأة، بل ما نريد أن نقوله هو مضمون الأحاديث الشريفة التي تؤكد أن الشهيد تُغفر له ذنوبه وتُمحى كل سيئاته لأن الشهادة في كشفها عن مستوى عال من الالتزام والصبر والتضحية قادرة على أن تمحو كل آثار السيئات. طبعاً ما خلا ما كان حقاً للناس وفي روايات: ما خلا الدَّيْن.

* المجاهدون الذين لا يُستشهدون على جبهة القتال هل يُعتبرون شهداء؟ ولماذا؟
نحن مكلفون بالحفاظ على المسلَّمات الفقهية والشرعية. فالشهادة مفهوم ديني وشرعي، ومصطلح ثقافي تستخدمه الأمم والشعوب. ونحن عندما نطلق لفظة شهيد نقصد بها بالمصطلح الشرعي والفقهي والديني والثقافي من يُقتل في سبيل الله قتلاً، حتى لو لم يُقتل بحد السيف وكان في المعركة يقاتل فيقتل وهو في أداء التكليف والقيام بواجبه القتالي والجهادي المباشر فهو شهيد. أما الشخص الذي يُتوفَّى حين أداء تكليفه الشرعي والديني والعملي فقد لا يُعد بالاصطلاح الشرعي شهيداً لكن قد يكون له أجر الشهيد. وهناك روايات تقول إن: "من سأل الله الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه". وهنا أيضاً مسألة مهمة وهي أن المنزلة المخصصة للشهداء لا تعني أنه لا يمكن لأي إنسان آخر أن يصل إلى مقامها. بل يمكن للعالم الرباني والمخلص والصابر أن يصل إليها بل قد يتجاوزها إذا كان علمه وصبره وإخلاصه وصدقه وتحمّله في سبيل الله كما تقول الرواية: "مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء".

* ماذا عن المرأة، هل تصل إلى مرتبة الشهادة مع وجود النية لذلك من غير أن تكون مهيأة للجهاد؟
المرأة هي شريكة في الأجر والثواب في كل نقطة دم تسقط. فهي زوجة كانت أو أماً تشارك من جهة الإعداد والتجهيز، أو من جهة توفير الأسباب. ومن جهة أخرى، فإن المرأة، وفي التاريخ الإسلامي استشهدت دفاعاً عن الرسالة الإسلامية بوجه قريش وفي كربلاء أيضاً. ليست بعيدة عن إمكانية الاستشهاد.

* هنا يتبادر إلى الأذهان: لماذا لا تفتح المقاومة الإسلامية للمرأة باب الشهادة من خلال المشاركة في الجهاد؟
هذا يتعلق بخصوصيات المعركة، نحن في المبدأ لا نمنع المرأة من المشاركة في القتال بالمعنى العسكري بل أكثر من ذلك، من الناحية الفقهية نرى أن الدفاع واجب على الرجل والمرأة على حد سواء. لكن مقتضيات المعركة العملية تفترض عدم إقحام المرأة في العمل العسكري طالما أن الرجال يقومون بالواجب. ثم إن المقاومة بالنسبة إلينا هي ليست فقط القتال العسكري، وهناك مواقع أخرى يمكن للمرأة أن تلعب دوراً فيها بل أقول إنه حتى في بعض المواقع العسكرية التي تخدم العمل العسكري بشكل مباشر فإن المرأة عندنا تشارك فضلاً عن مشاركتها في كل مشروع المقاومة. وبالنسبة للرجال أيضاً ليس كل من ينتمون إلى التشكيلات العسكرية يحملون البندقية، بل هناك من يقوم بأعمال إدارية ولوجستية وبهذا المعنى تكون المرأة مجاهدة ومشروع شهيدة.

* إذا كان أجر الشهيد الفوز بجنان الله، فما هو الأجر الذي يحصل عليه شركاء الشهيد في شهادته (الأب، الأم، الزوجة، الأولاد...)؟
الأجر يحصل بمقدار مساهمتهم ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى فهذه قاعدة، بل يمكن أن يزيد عليه الله من لطفه ورحمته الزائدة. فمثلاً بمقدار ما يكون الأب مشجعاً ومباركاً ومسهلاً ومؤيداً وداعماً يكون له الأجر وكذلك الأمر بالنسبة للأم والزوجة والولد والمعلم وإمام البلدة والكاتب وغيرهم.

* المحور الثاني: إشكاليات حول الشهادة
* حين يُقدم الشهيد على التضحية بأغلى ما يملك (نفسه)، هل يكون عطاؤه من أجل نفسه للفوز بجنان الله أم من أجل الآخرين؟

من الخطأ أن نجعل طريق الآخرين وكأنه مختلف أو مناقض لطريق نفسه أو لطريق الله. وبتعبيرنا العلمي نقول إن هناك سلسلة من الأهداف تقف وراء بعضها بشكل طولي بحيث لا يلغي الهدف الأول الثاني وهكذا... فالأهداف تسير بشكل متكامل لأن طريق الشهادة هو طريق تلتقي فيه كمالات متعددة: كمال الفرد في سعيه للشهادة، وكمال المجتمع وسلامته وكرامته وهدايته، وكمال الأمة. ودم الشهيد يخدم كل هذه القضايا بشكل مباشر، لذا لا ينبغي أن نتخيَّل أن عشق الشهادة يتنافى مع حب المجتمع بل لعل أرفع مستوى للاندماج في مجتمع أو قضية ما هو أن يصبح الإنسان جاهزاً للتضحية في سبيلها.

* قد يعتبر البعض أن اختيار الشهادة نوع من حب الذات عندما يترك الشهيد وراءه عائلة وأولاداً؟
هذه الفكرة غير صحيحة من عدة جهات، أولاً: من حق الشهيد أن يسعى لرقي ذاته ولا يمكن لأحد أن يسلب هذا الحق منه، فمن حق أي إنسان أن يسعى إلى الجنة من خلال قرع باب الشهادة، وهذا طلب محبّب ومرغوب ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ. فلو قلنا، ولا نقول ذلك، إن الشهيد لم يطلب إلا الوصول لخلاص نفسه فهذا جيد. لكن الشهيد الواقعي لا بد أن تكون شهادته في سبيل الله في إطار قضية شرعية حظيت برضى الحاكم الشرعي وهي بالتالي تكون في خدمة الآخرين.

ثانياً: إن الموت حق مكتوب على كل إنسان ﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ.

* كيف نستطيع أن نثبت في مجتمع متعدد الأفكار والمعتقدات أن الشهادة هي ثقافة حياة وليست ثقافة موت كما يعتبرها البعض؟
الشهادة هي أمر تفتخر به كل الأمم والشعوب والأديان والرسالات السماوية وليس هناك من عاقل إلا ويعطي الشهادة قيمتها الخاصة باعتبارها تضحية وفداء في سبيل ما هو أكبر وأعظم بنظر الإنسان. والذي يعتبر أن الشهادة هي ثقافة موت هو خارج عن التاريخ والفكر والإنسانية.

ثانياً: الشهادة في منطقنا هي حياة حقيقية ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فإذا كان البعض لا يعتقد بوجود الآخرة فخلافنا معه خلاف عقائدي وجوهري.

ثالثاً: الحياة هي ليست أن يعيش الإنسان ليأكل ويشرب، بل الحياة هي النبض فحين يتوقف النبض يصبح الإنسان ميتاً. والذي يستسلم لعدوه يصبح بلا نبض وبلا حيوية وبلا روح، والذي يرضى بواقع تحركه أيادي الاستكبار هو ميت بالفعل وهو الذي يدعو إلى ثقافة الموت. الشهادة هي التي تُعطي الحياة الحقيقية للأمة والمجتمع والإنسانية، والثقافة التي تهرب من الشهادة ليست جديرة بأن تؤسس للحرية والاستقلال والوطنية. حين تموت هذه المعاني في نفس الإنسان حينئذٍ يصبح ميتاً. وليس صدفة أن نجد أن من ينعت المقاومة اليوم بثقافة الموت هم من أكثر الناس جبناً وتنكراً لأصالتهم العربية والإسلامية، وهم من أكثر الناس استسلاماً وارتماءً تحت أقدام المستكبر.

* من الثابت أن الموت من أجل قضية لا يعني تلقائياً صحة هذه القضية، فكيف نحدد مصداقية القضية هنا؟
نعم، القضية هي التي تصحّح مفهوم الشهادة، ونحن لا نقبل في ثقافتنا أن يُقتل الإنسان لمجرد أنه مقتنع بقضية. لا بد أن يكون القتل تحت راية حق، وأن يكون لها غطاء شرعي وفقهي. والفرق بين الدعوات والقضايا المحقة وبين من يواجهها أن القضايا المحقة لا تطلب لنفسها شيئاً أما أولئك فيطلبون. فمثلاً، الولايات المتحدة الأمريكية تطلب اليوم لنفسها الامتياز والمكاسب على حساب الآخرين وكذلك الأمر بالنسبة للصهاينة فكيف يمكن أن يعتبروا أنهم يدافعون عن قضية محقة بنظرهم وهم مغتصبون للأرض؟

* كيف تجيبون على إشكالية من يستغرب أن تقوم الأمهات بدفع أبنائهن للشهادة معتبرين أن ذلك مناقض لمقتضيات الأمومة؟
البشر متفاوتون في منطلقاتهم وتطلعاتهم، وهناك أمهات جديرات لأن يحملن فكراً أممياً ينتمي إلى الأنبياء والأولياء الذين يزهدون بأي موقع أو خصوصية. فالأم التي تحمل استعداد التضحية من أجل قضية بحيث تجعل وجودها ووجود أبنائها في سبيل هذه القضية، هذه الأم تعتبر مفخرة على المستوى الفكري والعقلي والنفسي والروحي، وهي تقدم نموذجاً للمرأة القدوة لكل العالم، المرأة التي لا نقول إنها ساوت الرجل فحسب، بل تجاوزت الكثير من الرجال في تطلعاتها ورؤيتها للمجتمع والأمة. هذا من جهة أما من جهة التطلعات الآخروية فإن المرأة التي تؤمن بالآخرة تصل إلى قناعة أن سعادة ابنها الحقيقية هي في دخوله الجنة وتشعر أنها بدفعها إياه إلى طريق الجهاد تكون قد اطمأنت إلى مستقبله. الأم الحقيقة هي الأم التي تضمن مصلحة ابنها الحقيقة وليس مصلحته الزائفة أو الآنية التي تكون عادة مقترنة بالقلق والاضطراب.

* بالرغم من المكانة التي يختص بها مفهوم الشهادة في الإسلام لماذا نجد أن المجتمعات الإسلامية تتفاوت في استجابتها لهذا المفهوم؟
نحن نعتقد أن الشعوب الإسلامية عموماً تحمل استعدادات وقابليات كثيرة للاندماج في المشروع الجهادي والتضحية في سبيل هذه الأمة. ونعتقد بأنه لو خُلّيَ بين الواقع الموجود والشعوب الإسلامية لضربت النماذج الرائعة في حب الاستشهاد. فنحن في المقاومة الإسلامية مثلاً نعرف الكثير من الأشخاص والجهات الذين كانوا وما زالوا يتواصلون معنا من كل بلدان العالم الإسلامي لطلب المشاركة في المقاومة وهذا دليل أن الخير موجود وأن الأمل الكبير هو في هذه الشعوب التي كانت وستبقى حريصة على ثقافتها وحبها للجهاد والاستشهاد.

* هل من كلمة أخيرة نختم بها الموضوع؟
الشهادة هي مقام كرم به الله تعالى المؤمنين، والأمة التي توفق لأن يكون منها شهداء هي أمة محافظة على استقامتها وحريتها وثقافتها وشأنيتها. وليس بإمكان أي أمة أن تصل إلى تحقيق أهدافها دون أن تحمل استعداداً للشهادة في سبيل قضاياها. ولعل تجربة المقاومة الإسلامية تشهد على أن العشق للشهادة كان سبباً لكل خير قدمته المقاومة للبنان وللوطن وللأمة الإسلامية والعربية.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع