مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الصحة والحياة: أطفالنا والبدانة

الدكتورة سهير برجاوي (*)

 



تتصدر البدانة والوزن الزائد اهتمامات العالم وخاصة الأطباء لما لها من آثار جانبية خطيرة على المدى القصير والبعيد في حياة الأطفال والبالغين.

* الوزن الزائد
الوزن الزائد هو زيادة في الوزن لجميع أنواع الأنسجة في الجسد (أي الدهن والعضل...) تقاس كمية الدهن في الجسد بقسمة وزن الجسد بالكلغ على تربيع الطول بالمتر BMI = weight(kg) height(m2) ولكن هذا المعيار لا يمكن استعماله للاطفال إذ عادةً تكون نسبة الدهن في جسم الطفل عالية حتى الخامسة من عمره لتبدأ بالانخفاض تدريجياً. ويتم استعمال موازين أخرى للأطفال لقياسها.

* هل البدانة وراثية؟
لطالما شغل هذا الأمر الناس. ولطالما انكب عليه الأطباء والعلماء لدراسته وتحليله لتبيان الاجابة عليه. فهل البدانة وراثية؟ أم يقع كل الذنب على العوامل الخارجية والبيئية والطعام اللذيذ من حولنا ونحن لنخفف من ذنبنا لالتهامنا كميات كبيرة من الطعام والغنية بالسعرات الحرارية نتهم الوراثة بالبدانة؟ وهل المورثات الجينية هي المسؤولة الرئيسية عن الوزن الزائد والبدانة؟ غالباً ما يقول المرء أنا لا آكل شيئاَ ولكن لا أنفك أزيد من وزني، فما هي الحقيقة؟
لقد أثبتت الدراسات العلمية وجود مورثات تحمل صفة البدانة. ولذا نجد أن سمة البدانة موجودة في نفس العائلة الواحدة ولكن قد تختلف نسبة البدانة فيها من شخص إلى آخر. فما السبب في ذلك؟ يعود سبب هذا إلى العوامل البيئية الخارجية. فكما أن جين الذكاء موجود ويورث ولكنه بحاجة إلى عوامل خارجية لتنميته وتطويره عبر استعمال بعض الألعاب الخاصة والتقنيات المعينة مع الأطفال كذلك فإن مورث البدانة بحاجة إلى عوامل خارجية مثل إغراءات الطعام، الإكثار من السعرات الحرارية وإطلاق العنان للنفس وشهوتها في تناول الأطعمة. ولذا نجد أن نسبة البدانة في ارتفاع بغض النظر عن الوراثة. فإذا قارنّا وجبة غذائية من عشرين عاماً مضت ووجبة غذائية لأيامنا هذه فقد نفاجأ أن نسبة الوجبة كانت 250 سعرة حرارية ، مقارنة بـ 800 سعرة حرارية لوجبة في أيامنا هذه. بالاضافة إلى تغير نمط الحياة. فلقد انخفضت نسبة اللياقة البدنية، وكثر استعمال الآلات التي توفر لنا الوقت وتريحنا، مثل التحول من استعمال الدراجة الهوائية إلى السيارة، ومن الغسيل اليدوي إلى استعمال الغسالات الاوتوماتيكية. وهذا بالطبع تجاوب مع التطور التكنولوجي والاقتصادي وهذا ليس سيئاً إذا ما استعمل بالشكل الصحيح.

* الأطفال والبدانة
هل يتحول الوزن الزائد في الطفولة إلى بدانة؟ وما هي العوامل السلبية لبدانة الأطفال في طفولتهم وفي كبرهم؟ إذا كانت البدانة مزيجاً من المورثات وعوامل بيئية أو عوامل بيئية فقط فما هو وضع أطفالنا اليوم؟ وهل تؤثر البدانة عليهم كما تؤثر على الكبار؟ كما أوردنا سابقاً يعود السبب الرئيسي للوزن الزائد والبدانة إلى الإكثار من كمية الطعام ونوعيته الغنية بالسعرات الحرارية فيصل معدل الاستهلاك اليومي للشخص العادي إلى 2500 وحدة حرارية بينما هو بحاجة فقط إلى ما بين 1800 و 2000 وحدة حرارية يومياً. ولذلك نجد أن كمية الطاقة الزائدة التي يتناولها الشخص تتخزن بشكل دهن في الجسم. كذلك كما الكبار، فللصغار حصتهم أيضاً. يكثر الأطفال من تناول الحلويات والسكاكر والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة. ولذلك نجد أن نسبة الوزن الزائد عند الأطفال عالية وهذا يؤثر سلباً على أجسامهم الصغيرة كما يؤثر على العظام، وبالتالي على العمود الفقري فتتغير طريقة وقوفهم ونموهم، كما يسبب لهم آلاماً في الظهر. ويصبح الأطفال عند نموهم عرضة أكثر لأمراض القلب والشرايين كالضغط وارتفاع نسبة السكري مع تقدمهم في العمر. نعم ، الأطفال أكثر الناس عرضة للتأثر بوزنهم الزائد عند نموهم. لقد تبين أن 60% من الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد (تتراوح أعمارهم بين خمس وعشر سنوات) معرضون للاصابة بمرض القلب والشرايين مثل ارتفاع نسبة الانسولين في الدم ، ارتفاع الضغط الشرياني أو إلى ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم . وحوالي 25% منهم معرضون لأكثر من عارض جانبي كما تبين أن حوالي 50% من المرضى المصابين بداء السكري النوع الثاني كانوا في طفولتهم أطفالاً من ذوي الوزن الزائد. وبالطبع فإن داء السكري والبدانة يزيدان من نسبة الانسولين في الدم مما يسبب ارتفاعاً في الضغط الشرياني. كذلك ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم يؤثر على الشرايين ويزيد من أمراض القلب وخاصة في الأشخاص البدينين لأن هذا يزيد من تشحم الكبد عند الأطفال وعند الكبار على حدّ سواء.  وأخيراً وليس آخراً يعاني الأطفال والمراهقون البدينون من سوء النوم وتقطع في النفس خاصة عند إخلادهم للنوم كما يعانون من مشاكل في العظام كما ذكرنا سابقاً.

* درهم وقاية
“درهم وقاية خير من قنطار علاج” “المعدة بيت الداء”.
قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: “نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع”.
أهم ما نقوله: يجب العودة إلى الطعام الصحي الذي يحتوي على الكثير من الخضار والحبوب والألبان.
يجب تناول الفاكهة بكميات معتدلة عوضاً عن تناول الحلوى.
استعمال قدر الإمكان الأدراج والمشي وممارسة الرياضة مرتين في الأسبوع على الأقل.
يجب ترك العادات السيئة التي من الممكن أن ننقلها إلى أطفالنا:
- يجب عدم وضع كميات كبيرة من الطعام في طبق الطفل وعدم إرغامه على تناوله كله.
- تخصيص مكان ووقت ثابتين لتناول الطعام وتجنب مشاهدة التلفاز عند تناوله (وخاصة لأطفالنا).
- الحرص على تناول الطفل ثلاث وجبات صحية ومكتملة عوضاً عن تناوله ست وجبات تحتوي على الزيوت المشبعة والسكريات.
- غرس المفهوم الصحي عند الطفل وإفهامه أن الطعام وسيلة وليس غاية.
وأخيراً! الفحوص الدورية لأطفالنا عند الطبيب واتباع الارشادات التي يمدنا بها لهي خير معين لنا ولأطفالنا ولمستقبلهم.


(*) أخصائية صحة عامة

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع