أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

أدب و لغة: في حب الأمير عليه السلام

فيصل الأشمر

 



الداخل إلى الحديقة الغنّاء يسحره جمال ورودها بألوانها وعطورها المتنوعة، فيسعى جهده للتجول بين أحواضها، فإذا أراد قطاف بعضها وقع في الحيرة، أية باقة يختار منها وأيها يدع. فإذا جئنا إلى حدائق الشعر نزورها وجدنا حديقة ما زال زهرها غضاً وعطره فواحاً، هي حديقة مديح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. وقد تنوعت باقات ورود هذه الحديقة بتنوع الشعراء الذين زاروها ونثروا بذور ورودهم فيها. وقد كنا في عدد سابق من أعداد هذه المجلة قد قطفنا لقرائنا الأعزاء باقة من الشعر في ذكرى عيد الغدير الأغر، وهذه باقة أخرى نقدمها إليهم بهذه المناسبة العزيزة: ونحن بداية نعلن لأمير المؤمنين عليه السلام ولاءنا له مستشهدين بما خاطبه به ابن غلبون الصوري إذ يقول:
 

ولاؤكَ خيرُ ما تحتَ الضمير

وأنفسُ ما تمكَّن في الصدورِ

وها أنا بتُّ أحسِسُ منه

 ناراً أمِنتُ بحرِّهـا نارَ السعيـرِ


أما الصاحب بن عباد، ذلك الشاعر الكبير، فيقول في إحدى قصائده مخاطباً الأمير عليه السلام:
 

يـا عَلِـيُّ الَّذي عَلا عَـن مُحاذٍ

وَسَما عَن مُقارنٍ وَمُـوازي

أَنتَ رَبُّ الجهـادِ وَ الزُهدِ وَ العِلـ مِ

وَقُربىً في مَوضِعِ الأَحـرازِ

صاحبِ الطَيرِ وَ الكَساءِ أَبي السِبـ

 طَينِ ليثِ الأَبطالِ يوم البِراز

مـالِكِ الحَوضِ و َاللِـواءِ لِواءِ الـ حَمد

حتفِ الرِقابِ وَالأَجوازِ

كَم فِقـارٍ بِـذي الفقـارِ تَعَمَّـد تَ

فَأَسلَمتَ أَهلَهُ لِلتَعـازي

أَنتَ أَعجَـزتَ في غـداة التَـلاقي

 كُلَّ خَصمٍ نِهـايَةَ الاِعجـازِ


ويقول في قصيدة أخرى ذاكراً تنصيب علي عليه السلام يوم الغدير وذاكراً بطولته في معارك الإسلام:
 

سَبَقَ الوَصِيُّ إِلى العُلـى طُلّابَهـا

حَتّـى تَمَلَّكهـا بِغَيـرِ قريـنِ

شَمسٌ وَ لكِن لَيسَ يَغرُبُ قرصُها

 وَضَياغِـم (1) لَم تَستَتِـر بِعَرينِ

خَتَمَ الرِقـابَ بِنَصبِـهِ لِوِلايَـةٍ خَتم

 الرقـاب خلاف خَتمِ الطينِ

يَـومٌ أَغرُّ أَضـاءَ غُرَّةَ هـاشِمٍ

يَومٌ هِجـانٌ (2) ساءَ كلَّ هَجين

اِذكـر لَهُ بَدراً وَ سَعي حسامِـهِ في هَجرِ

 روحٍ أَو وِصـالِ مَنون

وَاِذكُر لَهُ أُحداً وَقَد أَرضى الرَدى

وَرضـا الردى إسخاطُ كلِّ وَتينِ

وَاِذكُر يَهـودَ بِخَيبَـر اِذ شَلَّهـا

 مِثلَ العُقـاب يُشلُّ بِالشاهيـنِ

وَاِذكُر حُنَيناً حينَ أَصبَح عَضبُهُ(3)

 يَلقى المناجِز َ(4)عن هَـوىً وَحنين

أَجرى دماء المُشرِكينَ فَلَو جرت

 في مَوقِفٍ لَرَأَيتَ أَلـفَ معينِ (5)

وَاِذكُـر مُؤاخـاةَ النَبِيِّ وَ قَولِـهِ

مـا قالَ في موسى وَفي هـارون

قَـد سُـدَّت الأَبوابُ اِلّا بابَـهُ

لَـو كانَ يُعرَفُ مَوضِع التَبييـن



ويذكر وقائع يوم الغدير أيضاً الشاعر جعفر النقدي،فيقول:
 

خير الورى بعد خير المرسلين

ومَـن لم يستقم دينـه لولا مساعيـهِ

يـوم بـه جاء جبريـل الأمين

إلى خير الورى عن إله العرش ينبيه

يقـول بلّـغ عن اللَه المهيمـن في

 علـيّ المرتضى ما كنت تخفيـه

أو لا فمـا بلغّتَ الرسـالة و الـ جبار

شخصَك من أعداك يحميه

فقـام في الناس والأحداج(6) منبره

والمرتضى في ذرى الأحداج ثانيه

في كـفه كفه والقوم شاخصة الأ بصار

 تنظر شزراً (7) من نواحيه

نادى ألست بكم أولى من أنفسكم

قالوا بلـى يا دليل الخير داعيـه

فقـال مـن كنت مولاه وواليـه

هـذا علـيّ لـه مولى وواليـه

اللهـم والِ مـن والى وعـاد لمن

 عـاداه واخـذل الهي من يناويه

فبايعـوه بأمر المطصفـى وغـدا

من بعـد بيعتـه كـلّْ يهنيـه

فأنـزل اللَه ذكـراً ليس ينكـره

في شأن حيـدر إلا من يعاديـه

اليـوم بالمرتضـى أكلمت دينكمُ

 ونعمـتي لـكم أتممتهـا فيـه


ويذكر الصنوبري تنصيب الإمام عليه السلام خليفة للرسول صلى الله عليه وآله والتآخي بينهما، ومما يقوله:
 

رفع النـبي يمينـه بيمينـه

ليـرى إرتفاع يمينه رائيها

في موضع أضحى عليه منبهاً

فيه و فيـه يبدعُ التشبيهـا

آخاه في خـمّ ونوّه باسمـه

لم يألُ في خـبرٍ به تنويهـا

هو قال أفضلكم عليٌّ إِنـه

 أَمضى فسنَّته التـي يمضيها

هو لي كهارونٍ لموسى حبذا

 تشبيهُ هارونٍ بـه تشبيهـا

يوماه يومٌ للندى(8) يرويهمُ

جوداً ويومٌ للقنا (9) يرويها

يسعُ الأنامَ مثوبةً و عقوبـةً

كلتاهما يُمضي لما يمضيهـا

بيدٍ لتشييد المعالي شطرهـا

و لهدم أَعمار العدى باقيها

ومَضاء صبرٍ ما رأى راءٍ له

فيما رآه من الصدور شبيها


وللشاعر المفجع قصيدة طويلة تبلغ مئة وستين بيتاً في ذكر الأمير عليه السلام يقول فيها في ذكر قصة الغدير:
 

نَصَبَ المرتضى‏ لهـمْ في مقـامٍ‏

 لم يكنْ خـاملاً هنـاكَ دَنِيّـا

عَلَماً(10) قائماً كما صدعَ البد رُ

تماماً دُجُنَّة (11) أو دُجيـّا

قال هذا مولىً لمـن كنت مولا هُ

جَهـاراً يقولهـا جهوريّـا

والِ يا ربِّ من يواليه وانصـر هُ

 وعـادِ الذي يعادي الوصيّا

إنّ هـذا الدُعـا لمنْ يتعـدّى

 راعيـاً في الأنـامِ أم مرعيـا

لا يُبالي أمـاتَ موتَ يهـودٍ

منْ قلاهُ (12) أو مات نصرانيّا

من رأى‏ وجهَهُ كمن عَبَدَ اللَّهَ‏

مُـديمَ القنـوتِ رهـبانيّـا


ويشيد خضر القزويني بعيد الغدير،لأنه اليوم الذي وحد العرب وحققوا فيه أمانيهم، ويقول:
 

عيد الغدير بـك العربْ

بلغـت منـاهـا و الأربْ

وغدا لها بـك في الورى

 المجد الأثيل (13)ولا عجب

وحّدتَ نثـر صفوفهـا

ومنحتَ وحـدتها الغـلَب

ورفـعت رايتهـا

 و في عليـائهـا كنـت السبب

أو لـم يكن بك الهـا

دي بلّـغ مـا وجـب ؟

أم لم يكن نصب الوصي

و في ولايتـه خطـب ؟

والمسلمـون بذلك اعـ

ترفـوا و أمـرهم استتب

لا غرو لو كـان الغدير

 غديـر فخـر للعـرب

فبه الخلافة أصبحـت

لـوصي طـه المنتخـب

ذاك الإمـام و مـن له

 أعلـى المـواهب والرتب

بطـل الهـدى ودليلـه

والمرتضـى و المنتجـب

وأخـو النبـي وطـالما

 عن وجهه كشف الكرب


ويذكر طلائع بن رزيك بعض فضائل أمير المؤمنين عليه السلام مظهراً منزلته العظيمة قائلاً:
 

هذا أمير المؤمنين و لم يكـن

في عصره من حاز مثل خصالهِ

العلم عند مقالـه و الجـود حين

 نواله والبأس يوم نزالـه

وأخوه من دون الورى وأمينه

 قدماً على المخفـي من أحواله

الجود يشهد في الأنام بفضله

 والعلم عند سؤالـه و سوالـه

و الحق يبدو للنواظر طالعـاً

كالشمس بين جلاده وجدالـه

والفرق يظهر للخبير بهم

إذا أعمالـه قرنت إلـى أعمالـه

لم يعبد الرحمن خلق قبلـه

 بعـد النـبي وذاك من إقبالـه


كما يشيد ابن معصوم بفضائل الأمير عليه السلام فيقول:
 

أَميـرَ المؤمنين فدتـكَ نَفسي

لنا من شأنك العجبُ العجابُ

تَولّاك الأُلى سعـدوا فَفـازوا

وَناواك(14) الَّذين شقوا فخابوا

خفيتَ عن العيون وأَنتَ شَمسٌ

سَمت عن أَن يُجلِّلَها سحـابُ

وَلَيسَ على الصَباح إِذا تجلّـى

وَلَم يُبصِرهُ أَعمى العـين عابُ (15)

لسرٍّ مـا دَعـاك أَبـا تـرابٍ

مُحـمـَّدٌ النَبـيُّ المُستطـابُ

فكانَ لكُلِّ من هو من تـرابٍ إِليـك

و أَنت علَّتـه اِنتسـابُ

فَلَـولا أَنتَ لـم تُخلق سمـاءٌ

 وَلَـولا أَنـت لم يُخلق تُـرابُ

وَفيـك وفي ولائِك يـوم حشرٍ

يُعاقـب من يعاقـبُ أَو يُثابُ

بفضلكَ أَفصحت تـوراةُ موسى

 وإنجيـلُ ابن مـريمَ و الكتـابُ

وهَل لِسواكَ بعد غـدير خـمٍّ َصيبٌ

 في الخلافـة أَو نِصـابُ؟



ومن قصيدة للقاضي جمال الدين المكي في مدح علي عليه السلام يقول:
 

أنت نعم النصيرُ في كـلِّ زادِ

أنت نعم المولى لكلِّ العبادِ

ذو الأيادي والأيدِ أنت لعمري

سيّدُ الناس أوحدُ العبّـادِ

ولك الإرثُ في الـولاءِ بحـقّ

 في رقابِ الورى ليومِ التنادِ

لمقال النبـيِّ في مـاءِ خـمٍّ أنت

مولىً للمؤمنِ المنقـادِ

ثم قـال النبـيُّ والِ عليّـاً

يا إلهي و من يُعاديه عـادِ

وتفضّـلْ برحمـةٍ للموالـي

وبلعنٍ ونقمـةٍ للمُعـادي


(1)الضياغم: جمع ضيغم أي أسد.
(2)هجان: أبيض.
(3)العضب: السيف القاطع.
(4)المناجز: المبارز.
(5)المَعين: الماء الجاري.
(6)الأحداج: جمع الحدج وهو كالهودج يكون على ظهر الجمل.
(7)نظر شزراً: نظر بغضب.
(8)الندى: الجود والكرم.
(9)القنا: الرماح.
(10)العلَم: الجبل أو الراية.
(11)الدجنة: الظلام.
(12)قلاه: كرهَه.
(13)الأثيل: الأصيل.
(14)ناوأ: عادى.
(15)العاب: العيب.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع