مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

أدب ولغة: كشكول الأدب

فيصل الأشمر

 



* من أمثال العرب:
- رَجَعَ بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ‏:

كان حُنَين إسكافاً من أهل الحِيرة، فساوَمَه أعرابي بخُفَّين (الخفّ: ما يُلبس بالرجل)، فاختلفا حتى أغْضَبه، فأراد أن يَغيْظَ الأعرابي، فلما ارتَحَلَ الأعرابي أخذ حنينٌ أحدَ خفيه وطَرَحه في الطريق، ثم ألقى الآخر في موضع آخر، فلما مرَّ الأعرابي بأحدهما قال‏:‏ ما أشبه هذا الخفَّ بخف حنين ولو كان معه الآخر لأخذته، ومضى، فلما انتهى إلى الآخر نَدِمَ على تركه الأولَ، وقد كَمنَ له حنينٌ، فلما مضى الأعرابي في طلب الأول عمد حنينٌ إلى راحلته (الراحلة: الجمَل) وما عليها فذهب بها، وأقبل الأعرابي وليس معه إلا الخُفَّانِ، فقال له قومه‏:‏ ماذا جئت به من سفرك‏؟‏ فقال‏:‏ جئتكم بِخُفَّيْ حُنَين، فذهبت مثلاً‏.‏  يضرب هذا المثل عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة‏.‏

* مقولة شاعر
قال الشاعر المصري محمود سامي البارودي
:
 

مَا أَطْيَبَ الْعَيْشَ لَوْلاَ أَنَّهُ فَانِي

تَبْلَى النُّفُوسُ وَلاَ يَبْلَى الْجَدِيدَانِ(1)

قَدْ كُنْتُ فِي غِرَّةٍ(2)، حَتَّى إِذَا انْقَشَعَتْ

أَبْقَتْ تَبَارِيحَ لاَ تَنْفَكُّ تَغْشَانِي

يَا نَفْسُ لاَ تَذْهَبِي يَأْسَاً بِمَا كَسَبَتْ

يداكِ؛ فاللهُ ذو منٍّ وَغفرانِ

هوَ الذي جعلَ الأفلاكَ دائرة ً

وَصوّرَ الخلقِ منْ إنس وَمن جانِ

وقدّرَ الشمسَ تجرى في منازلها

وَالنجمَ وَالقمرَ الساري بحسبان

وَأَرْسَلَ الْغَيْثَ إرْسَالاً بِرَحْمَتِهِ

وَأَنْبَتَ الأَرْضَ مِنْ حَبٍّ وَرَيْحَانِ

سبحانهُ، جلَّ عنْ وصفٍ يحيطُ بهِ

وَكَيْفَ يُدْرِكُ وَصْفَ الدَّائِمِ الْفَانِي؟

يا ربُّ؛ إنكَ ذو منٍّ وَمغفرة ٍ

فَاسْتُرْ بِعَفْوِكَ زَلاَّتِي وَعِصْيَانِي

وَلاَ تكلني إلى ما كانَ منْ عملى

فإنهُ سببٌ يفضي لحرماني


* من غريب القرآن الكريم:
- الخبت: المطمئن من الأرض، وأخبت الرجل: قصد الخبت، أو نزله، نحو: أسهل وأنجد، ثم استُعمل الإخبات استعمال اللين والتواضع، قال الله تعالى: ﴿وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِم (هود: 23)، وقال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (الحج: 34)، أي: المتواضعين، نحو: ﴿لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ (الأعراف: 206)، وقوله تعالى: ﴿فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ (الحج: 54)، أي: تلين وتخشع.

- سقر: يقال: سقرته الشمس أي: غيّرته ولفحته، وسقر أيضاً إسم علم لجهنم، قال تعالى: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (المدثر: 42)، وقال تعالى: ﴿ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (القمر: 48).

* من بلاغة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله:
- قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: "الناس معادنٌ كمعادن الذهب والفضة"(3): نجد في هذا الحديث الشريف استعارة واضحة، إذ شبَّه صلى الله عليه وآله الناس بالمعادن التي تكون في جوف الأرض، فلا نستطيع الحكم عليها من ظاهرها إلا بعد استخراجها. وكذلك الأمر مع الناس، فلا يمكن سبر أغوارهم إلا بعد معاشرتهم وامتحانهم، لينكشف لنا خيرهم من شرهم وصالحهم من طالحهم.

* فائدة إعرابية:
- تارةً: تأتي هذه الكلمة بمعنى "مرة"، كما في قوله تعالى: ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (طه: 55). ويكون إعرابها ظرفَ زمان منصوب بالفتحة الظاهرة.

* أخطاء شائعة:
- يقال: فلان معصوم عن الخطأ، والصحيح أن يقال: فلان معصوم من الخطأ، قال الله تعالى في سورة الأحزاب: ﴿قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً.
-يقال: إنه عقَار شافٍ، والصحيح أن يقال: عقّار، والعقّار هو كل ما يُتداوى به من نباتات وغيرها.
-يقال: استقلَّ فلان السيارةَ، والصحيح أن يقال: استقلت السيارةُ فلاناً، لأن فعل استقلَّ يعني: رفع وحملَ، فالسيارة هي التي تحمل الرجل وليس الرجل هو الذي يحمل السيارة.
-يقال: قال فلان أنه سوف يعود (بفتح الهمزة)، والصحيح أن يقال: قال فلان إنه سوف يعود (بكسر الهمزة)، لأن الهمزة يجب كسرها إذا وردت بعد فعل القول، وقد وردت الهمزة مكسورة في القرآن الكريم في جميع الأماكن التي ورد فيها فعل القول، ومن ذلك مثلاً قول الله تعالى في سورة الأنعام ﴿قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَم وقوله سبحانه في سورة الأعراف ﴿قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ.
-ولا يجوز لمن استعمل فعل "قال" أن يَصلَ بهمزة "إنّ" حرف الباء، كأن يقول مثلاً: قال بأنه ذاهب إلى القرية، لأن هذا خطأ، إذ إن الفعل "قال" لا يتعدى بالباء إلا إذا كان معناه: حكمَ بـكذا أو اعتقد بـكذا.

* كلمات عامية أصلها فصيح:
فيما يلي بعض الكلمات التي يستعملها الناس في حياتهم اليومية ولها أصل في اللغة الفصحى:
-تقول العامة: برطم الرجل إذا أرخى شفتيه غضباً، وهذا الاستعمال صحيح في اللغة الفصحى، إذ إن فعل برطم يعني: أرخى شفتيه من الغضب، أو عبس وانتفخ من الغضب.
-تقول العامة: بَحْبَشَ فلان عن الشيء أي فتش عنه، وأصل هذا الفعل في اللغة العربية الفصحى هو "بحشَ" الذي معناه يؤدي نفس المعنى المقصود في العامية.
-تقول العامة: جعر الحيوان بمعنى صاح، وأصل الفعل في اللغة العربية هو "جأرَ".


(1)الجديدان: الليل والنهار.
(2)غِرّة: غفلة.
(3)مشكاة الأنوار، 455.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع