إعداد: حوراء مرعي
السادس عشر من أيلول اليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون؛ ذلك الغاز الأزرق الباهت
شديد السمية، والذي يعني اسمه "أوزون" في اللغة اللاتينية "رائحة". يتكون الأوزون
بشكل طبيعي نتيجة التفريغ الكهربائي الناتج عن البرق، كما يتكون من جراء النشاطات
البشرية في طبقة الستراتوسفير بواسطة التفاعلات الكيموضوئية.
وفي العشرة
كيلومترات الأولى من هذه الطبقة تظل درجات الحرارة ثابتة (حوالي 55 درجة مئوية تحت
الصفر)، ثم ترتفع درجات الحرارة تدريجياً لتصل في نهاية الطبقة إلى حوالي مائة درجة
مئوية؛ وذلك لوجود غاز الأوزون الذي يمتص الأشعة الحرارية ويعكس معظم الأشعة فوق
البنفسجية. ويمثل وجود طبقة الأوزون ضرورة لاستمرار الحياة على كوكب الأرض؛ حيث
تمثل حزاماً واقياً ودرعاً حامية من الأشعة فوق البنفسجية. كما أنها تمتص جزءًا
كبيرًا من الإشعاعات الكهرومغناطيسية وخاصة الإشعاعات التي تتصف بطاقتها العالية.
الأوزون الموجود في الغلاف الجوي للأرض في حالة توازن ديناميكي؛ حيث يتعرض لعمليتي
البناء والهدم بصورة مستمرة ومتوازنة ومتساوية في المقدار، وذلك في الظروف الطبيعية،
ويمثل هذا التوازن ناموساً كونياً حتى تستقر الحياة. غير أن الملوثات البيئية التي
تنشأ عن الصناعة والأنشطة البشرية تؤدي إلى خرق هذا التوازن الفطري؛ ما يؤدي إلى
حدوث الاضطرابات الكونية والتدهور البيئي.
وقد بدأ الاهتمام الدولي بمشكلة ثقب الأوزون (أولى مراحله عام 1972) مع بدء الحوار
حول طائرات الكونكورد الأسرع من الصوت؛ والتي تصنع احتكاكات في الجو ينتج عنها
ارتفاع درجة الحرارة ومخلفات تؤثر على طبقة الأوزون. وبعد ذلك أوضح تقرير الهيئة
التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية أنه فيما بين 30 و64 درجة جنوب خطوط العرض -حيث
يعيش غالبية سكان العالم- بلغت نسبة تناقص الأوزون من1.7% إلى 3% خلال الفترة من
عام 1986 حتى 1996، وتبلغ مساحة الثقب حوالي 10% من منتصف الكرة الأرضية الجنوبي،
وتُقدّر مساحتها بما يعادل مساحة الولايات المتحدة الأمريكية، ويبلغ عمقها قدر
ارتفاع جبل إيفرست، والفجوة يتخلخل فيها الأوزون وينقص بنسبة 40-50%. وجاء في بيان
صادر عن وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أنّ الطبقة العليا من الغلاف الجوي للأرض
تقلصت في الآونة الأخيرة بشكل كبير، وهو أكبر انكماش للغلاف الحراري سُجّل في ما لا
يقل عن 43 سنة. يشار إلى أن تناقص الأوزون يؤدي إلى زيادة الأشعة فوق البنفسجية
التي تؤدي بدورها إلى انتشار سرطان الجلد، ونقص المحاصيل الزراعية، وتدمير الثروة
السمكية، وإصابة الثروة الحيوانية بالأمراض.