إعداد: ديما جمعة
* حوارات شبابية
تختلف وجهات النظر في كيفية اختيار الأصدقاء بين الأهل وأبنائهم، ففيما يظن العديد
من الشباب أنهم قادرون على اتخاذ خياراتهم بمعزل عن آراء الأهل، يُفرط الوالدان
بالتدخل في صحة اختيار فلان أو فلان صديقاً.
الشاب: "أصبحت كبيراً وأستطيع أن أختار أصدقائي وحدي، ولا أحب أن تتدخلوا بخصوصياتي".
الأهل: لعلك أصبحت كبيراً، ولكنك لا زلت بحاجة إلى خبرات أكثر نضجاً من خبرتك
البسيطة.
الشاب: فلان يحبني ويهتم لأمري وأنا اشعر معه بالراحة ولا أفهم، لماذا ترفضون أن
أمضي الوقت معه.
الأهل: ليس المهم أن ترتاح معه، الأهم أن تنظر إلى صفاته وسمعته وأخلاقه.
الشاب: لا تحكموا على الآخرين قبل أن تتعرفوا بشكل وثيق إليهم، وأنا أعرفه جيداً
وأعرف أخلاقه.
الأهل: ولكننا نعرف أنه ليس ملتزماً بشكل كافٍ، وأنه يثير الشغب في الصف، ونلاحظ من
أسلوب تعامله أنه لا يحترم الأكبر سناً منه.. صدّقني يا بني، ليس صديقاً مناسباً لك!
الشاب: أنتم لا يعجبكم العجب! كلما صادقت أحدهم أوجدتم فيه العلاّت.. لا أدري ما هو
السبب. أشعر بأنكم لا ترضون أن أتخذ أي صديق!
الأهل: لا تبالغ في أحكامك علينا.. لعل خياراتك ليست مناسبة، ولعلك بحاجة إلى وقت
أكثر للتعرّف إلى الصديق المناسب لك.
تلك لقطات من حوار يدور في معظم المنازل، حيث يصر الشاب على اتخاذ صديق لا يرضى
الأهل به.. وهنا تكون المشكلة. هل يحق للأهل التدخل إلى هذا الحد؟ وكيف يتعامل
الشاب مع ملاحظات أهله وحكمهم الصارم على خياراته؟
أولاً: كلمة للشاب
تذكّر دوماً أنّ الصديق هو مرآة النفس وأنّ الإنسان يُسأل يوم القيامة عمّن رافق،
وأنّ أصدقاء السوء يودون بنا أحياناً إلى التهلكة وذلك بحسب الآية الكريمة: {لَيْتَنِي
لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} (الفرقان:28) إذاً، فإنّ للرفاق أثراً بالغاً
على سلوكنا وخياراتنا المستقبلية، وكم من شاب ضاع حين رافق شخصاً سيئ السمعة وقليل
الدين؟!.
- تذكّر دوماً أنّ الصديق الجيّد لن يشجعك على عقوق والديك أو إغضابهم، وأنه سيسعى
ليكسب ودّهم وتغيير نظرتهم السلبية في حال كان بالفعل محباً لك وصادقاً معك.
- حاوِلْ إقناع أهلك بوجهة نظرك بالأسلوب الحسن والنقاش المنطقي والجاد، مع احترام
وجهة نظرهم.
ثانياً: كلمة للأهل:
- هناك قول للإمام علي عليه السلام يخاطب فيه الأهل، قائلاً "لا تقسروا أولادكم على
آدابكم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم"(1). ولذلك، ينبغي أنْ نراعي مشاعر أبنائنا
وتوجهاتهم الفكرية واحترام خياراتهم، بمعزل عن نمطنا في التفكير.
- ينبغي الحفاظ على جسور الثقة بيننا وبين أبنائنا بالحوار الهادف والبناء، وعدم
فرض الرأي بشكل تعسفي، لأنّ ذلك لن ينفع على المدى الطويل، ولا بد أنْ يأتي يوم
يتمرّد فيه الشاب على قرارات أهله، خاصة إنْ كانت جائرة وغير متناغمة مع آرائه
الخاصة.
- محاولة تبيان معنى الصداقة وآثارها على شخصية الشاب والحديث عن أهمية حسن اختيار
الرفاق، وهنا ينبغي عدم الحكم على أصدقاء الشاب دون وجه حق.
(1) شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج2، ص267.
* 13 نصيحة لاكتساب الأصدقاء
في قول للقمان الحكيم يخاطب فيه ابنه قائلاً: "يا بنيّ، اتخذ ألف صديق وألفٌ قليل،
ولا تتخذ عدواً واحداً والواحد كثير".
1. ابتسم ودع التجهّم فالابتسامة جواز سفر إلى قلوب الآخرين.
2. بادر إلى التعرّف على الآخرين، فالأمر سهل.
3. كن دائماً مبشِّراً بالأخبار السارة يحبّك الناس.
4. انظر إلى الناس من خلال الصفات الحسنة فيهم وركّز على إيجابيات من حولك.
5. أحبّ للناس ما تحب لنفسك: لا تُهنهم، لا تهاجمهم..
6. إمدح بصدق وانتقد بصدق, وأَشِرْ إلى الأخطاء بطريقة غير مباشرة.
7. إحفظ الأسماء والعناوين، فلذلك تأثير كبير في نفوس من حولك.
8. أنصت وكن مستمعاً: لا تقاطع من يتكلم، ولا ترسل إشارات تدل على الملل والتبرّم (التثاؤب،
الشرود، الالتفات..) حين يتكلم إليك الآخرون.
9. الطريق لفهم الآخر هو أن تضع نفسك مكانه وتنظر إلى الأمور بمنظاره هو لا بمنظارك
أنت. لذلك، أظهر اهتماماً بآراء الناس وهمومهم حتى وإنْ كانت بنظرك ساذجة.
10. من أهان صديقه، أهان نفسه. لذلك، لا تسمح لأحد أنْ يتكلم عن معارفك وأصدقائك
بالسوء.
11. عدم الالتزام بالوعد مع الأصدقاء يؤدي إلى فقدان الثقة وخيبة أمل وسوء تفاهم،
لا تَعِدْ بما لا تستطيع أنْ تنفّذه.
12. الصداقة تتطلّب تجاوز الذات قبل أنْ تتطلّب كسب الآخر، فهي فنّ التنازل وتقديم
مصلحة الآخر، الصديق الجيّد ليس أنانياً أبداً.
13. الكلمات الجميلة التي توزعها على الناس تغنيهم كثيراً، بينما لا تكلفك شيئاً.
*****
* التكواندو: رياضة الدفاع عن النفس
ظهرت رياضة التكواندو في كوريا وعرفت منذ أكثر من 5000 سنة، أوجدها وطورها الأهالي
كوسيلة للدفاع عن النفس، بسبب كثرة الحروب الأهلية وصعوبة الحياة وسط الحيوانات
الضارية، مما اضطر الإنسان الكوري إلى التفكير بوسيلة مواجهة الغزاة والحيوانات
المفترسة. اشتهرت رياضة التكواندو في الصين عام 520 ميلادية عن طريق بوذا (ساثت
دارما) الهندي، الذي سافر إلى الصين وقضى 9 سنوات لتعليم فنون الدفاع عن النفس في
الصين.. . وبما أن اكتشاف علماء الآثار للوحات الحجرية القديمة على جدران المقابر
الخاصة بالسلالة الحاكمة يرجع تاريخها إلى عام37 ق.م، فهذا يعتبر أكبر دليل على أن
رياضة التكواندو أقدم من أي رياضة أخرى للدفاع عن النفس. وهكذا احتضنت كوريا
الجنوبية رياضة التكواندو واستطاع خبراؤها نشر اللعبة والوصول بها إلى كثير من دول
العالم. تعني كلمة التكواندو طريقة الركل والضرب، حيث تستخدم فيها اليدان والرجلان
للتغلب على الخصم.
اشتهر التكواندو ببراعة لاعبيه في القتال بأرجلهم واستخدام الركلات العالية، فهذا
الفن يعتمد أساساً على استخدام الأرجل خاصة الركلات العالية والطائرة، واستخدام
الأيدي بصورة أقل كاللكمات وضربات سيف اليد وضربات الكوع والصدّات، وأيضاً استخدام
بعض الأسلحة أو الدفاع ضدها.
* تطور رياضة التكواندو
ظهر التكواندو كرياضة استعراضية في الألعاب الألمبية في عامي1988 و1992، ثم أدخل
التكواندو رسمياً في ألعاب سدني الأولمبية عام 2000. ومنذ ذلك الوقت، وانتشار
التكواندو في مختلف أنحاء العالم لا يتوقف.
* فوائد رياضة التكواندو
التكواندو مناسبة - كرياضة - للدفاع عن النفس، ولها العديد من الفوائد الجسدية،
منها: إبقاء الجسم محافظاً على ليونته وعلى قوته، تمد اللاعب بالثقة بالنفس وتجعله
أكثر تحكماً بعضلات جسده، كما أنها تعلّمه الصبر وتنمّي لدى اللاعب سرعة البديهة
عند مواجهة الخصم في الوقت المناسب.