محمد أحمد خشفة
* المدينة المنورة(1): موقعها الجغرافي غرب
شبه الجزيرة العربية المعروفة بالحجاز(2). لها مركز استراتيجي حيث إنها تقع على
مفترق الطرق البرية بين اليمن والشام، وهي تبعد عن مكة المكرمة 400 كلم وتقع قرب
ميناءَين بحريين:
1 ميناء ينبع.
2 ميناء رابغ.
حدودها: من الشمال الأردن (بلاد الشام قديماً)، من الجنوب منطقة عسير (بلاد اليمن
قديماً)، من الغرب البحر الأحمر، من الشرق نجد.
مساحتها: حوالي 19 ميلاً طولاً و17 ميلاً عرضاً(3).
* قرى المدينة المنورة:
- قرية خيبر
تقع شمال المدينة بنحو 160 كلم. سميت بخيبر نسبة إلى خيبر بن قانيه بن مهلائيل بن
ارم بن سام بن نوح عليه السلام(4).
في تأريخها: فتحت خيبر في ذي الحجة عام 6هـ وقيل 7هـ، غزاها المسلمون بأمر النبي
صلى الله عليه وآله وحاصرها بضعاً وعشرين ليلة حتى سقطت حصناً بعد حصن(5).
- قرية فدك
تقع فدك شمال المدينة المنورة على مسافة 160 كلم. سميت فدك نسبة لفدك بن حام أول من
نزلها(6).
في تأريخها: لما فرغ الرسول صلى الله عليه وآله من خيبر عقد لواء ثم قال: من يقوم
إليه فيأخذه بحقه؟ وهو يريد أن يبعث به إلى حوائط فدك(7).. ثم قال صلى الله عليه
وآله يا علي قم إليه فخذه، فأخذه، فبعث به إلى فدك فصالحهم على أن يحقن دماءهم.
فكانت فدك للرسول صلى الله عليه وآله خاصاً خالصاً. فنزل جبرئيل عليه السلام فقال:
إن الله عز وجل يأمرك أن تؤتي ذا القربى حقه...
قال: فاطمة، فأعطها حوائط فدك وما لله ولرسوله فيها، فدعا رسول الله صلى الله عليه
وآله فاطمة وكتب لها كتاباً بذلك(8). قال أمير المؤمنين عليه السلام: "بلى كانت في
أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء فشحت عليها نفوس قوم، وسخت عنها نفوس آخرين"(9).
- قرية بدر
تقع بين مكة المكرمة والمدينة، على مسافة 160 كلم.
بدر هو بئر وبدر رجل من جهينة والماء ماؤه، وإنما سمي الماء باسمه(10).
في تأريخها: على أرض بدر جرت المعركة الأولى من سلسلة المعارك التي خاضها النبي
الأكرم صلى الله عليه وآله ضد المشركين، وكُتب النصر للمسلمين، ما أعطى شهرة لبدر
في التاريخ. وكانت واقعة بدر في 17 وقيل 19 من شهر رمضان عام 2 للهجرة، وكان عدد
المسلمين 313 مقاتلاً وعدد المشركين يقارب 1000 مقاتل(11).
- قرية الربذة
تقع شرق المدينة على نحو مسافة 120كلم(12).
هي منازل الحاج بين السليلة والعقيق أي الذي بذات العرق(13).
في تأريخها: فيها دفن أبو ذر الغفاري (الصحابي جندب بن جنادة بن قيس بن بياض بن
عمرو بن دليل بن صعيد بن حرام بن غفار).
كان من أوائل المسلمين، أرسله الخليفة الثالث إلى الشام ثم رده إليه معاوية، فنفاه
إلى الربذة وتوفي ودفن بها عام 32هـ(14).
ورد بحقه العديد من الأحاديث منها: عن النبي محمد صلى الله عليه وآله: "ما أظلت
الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، يعيش لوحده ويموت لوحده
ويبعث وحده ويدخل الجنة وحده"(15). وهناك وصية خاصة من النبي الأكرم صلى الله عليه
وآله لأبي ذر رضوان الله عليه(16).
- قرية الأبواء
تقع قرية الأبواء بين مكة والمدينة على مسافة 160 ميلاً تقريباً.
سميت الأبواء لأنهم تبوّأوها منزلاً(17).
في تأريخها: إن أم النبي محمد صلى الله عليه وآله توفيت وهو ابن ست سنين بالأبواء
بين مكة والمدينة. وقد كانت قدمت به إلى المدينة على أخواله بني عدي فماتت وهي
راجعة إلى مكة(18). وقال السيد محسن الأمين رضي الله عنه(19): ولما صار عمره ست
سنين وذلك بعد مجيئه من عند حليمة بسنة، أخرجته أمه إلى أخواله بني عدي بن النجار
بالمدينة تزورهم ومعه أم أيمن تحضنه فبقيت شهراً، ثم رجعت به أمه إلى مكة فتوفيت
بالأبواء بين المدينة ومكة، فعادت به أم أيمن إلى مكة.
- وادي القرى
على الطريق الشمالي للمدينة المنورة على بعد 360 كلم.
وإنما سمي بوادي القرى لأن هذا الوادي من أوله إلى آخره قرى منظومة(20).
في تأريخه: لما فرغ النبي صلى الله عليه وآله من غزوة خيبر توجه إلى وادي القرى،
فدعا أهلها إلى الإسلام فامتنعوا عليه وقاتلوه، ففتحها عنوة وغنم أموالها وأصاب
المسلمون منهم فخمّس رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك وترك النخل والأرض في أيدي
اليهود وعاملها على نحو ما عامل عليه أهل خيبر(21).
ملاحظة: تسمى حالياً مدينة العلاء(22).
- قرية الفرع
هي أقرب القرى للمدينة المنورة من الجهة الغربية على مسافة 160 كلم.
لأنها فرع على مسافة قريبة من المدينة المنورة في طريق مكة(23).
في تأريخها: إن النبي صلى الله عليه وآله نزل في موضع المسجد بالبرود من مضيق الفرع
وصلى فيه(24).
- قرية ينبع
هي في الطريق الغربي للمدينة المنورة تبعد 180 ميلاً.
سبب التسمية: لكثرة ينابيعها وفيها بعض العيون التي تنسب للإمام علي عليه
السلام(25).
في تأريخها: هي قرية كانت لبني الحسن بن علي عليه السلام وبها وقوف وقفها الإمام
علي عليه السلام كان يتولاها ولده(26).
- قرية مهد الذهب
تقع على مسافة 200 كلم للجنوب الشرقي بين مكة والمدينة.
نسبة إلى منجم الذهب في داخل جبل بوادي.
في تأريخها: أهل هذا الوادي هم من قبائل معروفة (حرب/الأشراف سلالة بني هاشم
اشتهروا بشجاعتهم في الحروب). وكان أشراف الحجاز يتخذون من أهاليها جنوداً في
دولتهم لشهرتهم بالشجاعة(27).
- قرى المدينة المنطمسة
هي قرى قرب قرية بدر.
أزيلت معالمها وذهبت آثارها ورحل سكانها.
تأريخها: الصفراء قرية بين جبلين، رؤي بها قبر، لعله قبر عبيدة بن الحارث بن عبد
المطلب، مات بالصفراء من جراحته التي أصابته في المبارزة ببدر فدفنه رسول الله صلى
الله عليه وآله بها(28).
ملاحظة: من القرى المنطمسة أيضاً:
زبالة الزج، قرية المالن خيف العيون، قرى عرينة(29).
وأخيراً ننقل ما أورده الشيخ عباس القمي رضي الله عنه(30):
أن يتشرف (الإنسان) بزيارة الروضة المطهرة للنبي صلى الله عليه وآله، والعتبة
المنورة، لمفخرة الدهر، مولانا سيد المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله.
رزقنا الله وإياكم التشرف بزيارة مدينة طيبة والتعرف إلى القرى الطيبة.
(1) المسماة يثرب سابقاً.
(2) سميت الحجاز نسبة لسلسلة الجبال الحجازية المتواصلة الشكل والبادية من أطراف
اليمن فتهامة إلى أن ننتهي بجبال فلسطين (معجم البلدان، ج2، ص318). وبالتالي تكون
الجبال درعاً واقياً للمدينة المنورة، فيكون مناخها شديد الحرارة بالصيف وشديد
البرودة بالشتاء.
(3) التاريخ الأمين لمدينة سيد المرسلين، الشيخ المدني، ص20.
(4) العتبات المقدسة، الخليلي، ص84.
(5) بحار الأنوار، المجلسي، ص21،ج11، طبع بيروت.
(6) التاريخ الأمين، الشيخ المدني، ص46.
(7) فدك تتميز بوفرة مياهها وشجرها ونخلها لذلك سكانها أقاموا الجدر احتياطاً
وحماية.
(8) بحار الأنوار، المجلسي، ص32، ج1، بيروت.
(9) فدك في التاريخ، السيد محمد باقر الصدر، 1955م، ص19.
(10) م.ن، ج19، ص19، بيروت، في حديث أبي حمزة.
(11) الكامل، ص116 (بتصرف).
(12) يقول السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة، ص325، ج4: "الربذة قرب المدينة، وهي
من المدينة من جهة الشرق على طريق الحاج نحو ثلاثة أيام".
(13) التاريخ الأمين لمدينة سيد المرسلين، ص52.
(14) مالك الأشتر، قيس العطار، ص82 (بتصرف).
(15) أعيان الشيعة، م.ن. ص228، ج4.
(16) لماذا سمي جبل عامل بأرض أبي ذر، ط 97 بيروت.
(17) وفاء الوفاء، ص294، ج1.
(18) تاريخ المدينة المنورة، ابن الأثير، ص117، ج2 (بتصرف).
(19) أعيان الشيعة، السيد الأمين، ص19، ج1.
(20)كتاب العتبات المقدسة: الخليلي، ص93.
(21) م.ن، ص94.
(22) التاريخ الأمين لمدينة سيد المرسلين، الشيخ المدني، ص64.
(23) العتبات المقدسة: الخليلي، ص95 (بتصرف).
(24) وفاء الوفاء: السمهودي، ص1026، ج2.
(25) عين الحدث، عين العصيبة، عين ضيف الأراك، عين خيف بسطاس، تاريخ المدينة
المنورة، ابن شيبة، ج1، ص222.
(26) العتبات المقدسة، م.ن، ص99.
(27) التاريخ الأمين لمدينة سيد المرسلين، الشيخ المدني، 68.
(28) وفاء الوفاء، السمهودي، ص1024، ج2.
(29) العتبات المقدسة، الخليلي، ص99.
(30) مفاتيح الجنان، القمي، الفصل الثالث، ص360.