- "فُلان يمتلك شقة رائعة في المنطقة الفلانية التي يبلغ
ثمن الشقة فيها المبلغ الفلاني، والذي لو عشت عمري مرتين أو أكثر، لن استطيع أن
أوفّر نصفه ولا حتى ربعه".يقول الأول.
- "وفُلان يملك مؤسسة تدرّ عليه أرباحاً طائلة ،فقد فتح الله له على وجهها أبواب
الخير ،فصارت أحواله في الريح... "،يقول الثاني.
- "وفُلان اشترى سيارة فخمة "موديل السنة"،مَن يركبها يتوب عن ركوب سيارات المساكين
أمثالنا الذين لا حول لهم ولا قوة ...".
- "وفُلان إضافة إلى كل ما يملك، بات يملك في قريته أراضي شاسعة حصته التي ورثها عن
المرحوم أبيه..." .
- "وفُلان لديه في المصرف رصيدٌ لا تحرقه النيران ولا تهزه العواصف...".
- "وفُلان يتقاضى في عمله راتباً مرموقاً يساوي أضعاف ما نحصل عليه أنت وأنا".
- "وفُلان ...،وفُلان...،وفُلان..."
في مثل هذه الجلسات، يحلو للكثيرين الاستغراق في تعداد الامتيازات والممتلكات
والمقدرات المادية التي لا تعتبر بحد ذاتها عيباً أو حراماً، فالله هو الرازق
والواهب والمُعطي والمُقدِّر والمُغني،لكن المشكلة تكمن في الوهم الذي يسيطر على
الكثيرين بأنّ الإمكانيات المادية هي أساس التفاضل والشأنية، وفيها فقط وفقط تنحصر
شروط الامتياز والتفوق والرقي ،لذلك لا يرون من ضرورة لحساب الفضائل الأخلاقية
والامتيازات المعنوية والمؤهلات الذاتية، ويغيب التغني بها كمبعث للغبطة والتحسر
والتمنيK غافلين عن المعيار الذي وضعه رب العالمين للمنزلة والكرامة والشأنية
والتفاضل:
﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
أَتْقَاكُمْ﴾
(الحجرات/13) .