إعداد: فيصل الأشمر
* من أمثال العرب:
- مَنْ طَلَبَ شَيْئَاً وَجَدَهُ
أولُ مَنْ قَالَ ذلك عامر بن الظَّرِبِ، وكان سيّدَ قومه، فلما كبر وخشي عليه قومُهُ
أن يموت اجتمعوا إليه وقَالَوا: إنك سيدُنا وقائلنا وشريفنا، فاجعل لنا شريفاً
وسيداً وقائلاً بعدك، فَقَالَ: يا معشر عَدْوَان كلفتموني بَغْياً (أي ظلمتموني)،
إن كنتم شرفتموني فإنّي أريتكم ذلك من نفسي، فأنَّى لكم مثلي؟ افهموا ما أقول لكم،
إنَّه مَنْ جَمَعَ بين الحق والباطل لم يجتمعا له، وكان الباطلُ أولى به، وإنَّ
الحقّ لم يزل ينفر من الباطل ولم يزل الباطل ينفر من الحق، يا معشر عَدْوَان لاَ
تَشْمَتُوا بالذلة، ولاَ تفرحوا بالعزة, فبكل عيش يعيش الفقير مع الغني، ومن يُرِ
يوماً يُرَ به، وأعدُّوا لكل امرئ جَوَابه، ومن طلب شيئاً وجده، وإن لم يجده يُوشك
أن يقع قريباً منه.
* من غريب القرآن الكريم:
-
﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ
اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا﴾
(الأنعام: 157). صدفَ عنه: أعرضَ عنه إعراضاً شديداً وفارقه.
- وقال تعالى:
﴿فَتَرَكَهُ صَلْدًا﴾
(البقرة: 264)، الحجر الصلد: الحجر الصلب الذي لا ينبت عليه عشب.
- وقال تعالى:
﴿وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ﴾
(الأحزاب: 26)، أي: حصونهم، وكلّ ما يُتحصَّن به يقال له: صيصة.
- وقال عزّ وجلّ:
﴿وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا﴾
(الشمس: 6), الطحو: كالدحو، وهو بسط الشيء والذهاب به.
* من نوادر العرب:
- خرج رجل إلى قرية فأضافه خطيبها فأقام عنده أيَّاماً، فقال له الخطيب: أنا منذ
مدّة أصلي بهؤلاء القوم وقد أشكل عليّ في القرآن بعض مواضع، قال: سلني عنها، قال:
منها في "الحمد لله"، "إياك نعبد وإياك" أي شيء تسعين أو سبعين؟ أشكلت عليّ هذه
فأنا أقولها تسعين، آخذ بالاحتياط.
- قال ابن أبي عتيق لامرأته: تمنيت أن يُهدى إلينا مسلوخ، فنتَّخذ من الطعام لون (أي
نوع) كذا ولون كذا، فسمعته جارة له، فظنَّت أنَّه أمر بعمل ما سمعته، فانتظرت إلى
وقت الطعام، ثمَّ جاءت فقرعت الباب، وقالت: شممت رائحة قدوركم فجئت لتطعموني منها.
فقال ابن أبي عتيق لامرأته: أنت طالق إن أقمنا في هذه الدار التي جيرانها يتشمَّمون
الأماني.
- شهد رجل عند بعض القضاة على رجل فقال المشهود عليه: أيُّها القاضي تقبل شهادته
ومعه عشرون ألف دينار ولم يحج إلى بيت الله الحرام؟ فقال: بلى حججت. قال:
فاسأله عن زمزم. فقال: حججت قبل أن تُحفر زمزم فلم أرَها.
* قالَ الشعراءُ:
- قال الأضبط بن قُرَيع السعدي:
قد يجمعُ المالَ غيرُ
آكلِهِ
ويأكل المالَ غيرُ مَن جمعَه
وَيَقطَعُ الثَوبَ غَيرُ لابِسِهِ
وَيَلبِسُ الثَوبَ غَيرُ مَن قَطَعَه
فَاِقبَل مِنَ الدَهرِ ما أَتاكَ بِهِ
مَن قَرَّ عَيناً بَعَيشِهِ نَفَعَه
ولا تُهِنِ الفقيرَ علّك أن
تركعَ يوماً والدهرُ قد رفعَه
* من بلاغة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
"أجدُ نفَس ربّكم من قِبَلِ اليمن". وقوله صلى
الله عليه وآله هذا فيه مجازٌ لأنه صلى الله عليه وآله قصد من كلامه أن غوث الله
ونصره يأتيان من جهة اليمن.
- وقال صلى الله عليه وآله:
"الحياءُ نظامُ الإيمان"(1). والنظامُ هو الخيطُ الذي
يُنظَم فيه اللؤلؤ. وقوله صلى الله عليه وآله هذا فيه استعارةٌ لأنه صلى الله عليه
وآله أراد أن الحياءَ يجمع خصال الإيمان كما يجمع السلك أو الخيط حبات اللؤلؤ؛ لأنّ
الإنسان الكثير الحياء يمتنع عن ارتكاب المعاصي, أما إذا قلّ حياؤه فكأنما الخيط
الذي يجمع الخصال الحميدة قد انقطعَ.
- وقال صلى الله عليه وآله: "كلُّ صلاةٍ لا يُقرأ فيها بأمِّ الكتابِ فهي خِداجٌ"(2).
والخِداج هي الناقة أو المرأة التي ألقت حملها قبل تمام أيامه. وقوله صلى الله عليه
وآله هذا فيه استعارةٌ رائعة لأنَّه صلى الله عليه وآله جعل الصلاة التي لا يُقرأ
فيها ناقصةً وكأنَّها كالناقة التي ولدت ولداً ناقص الخلقة أو ناقص المدة.
* كلمات عامية أصلها فصيح:
- تقول العامة: دبَّ الشيءَ, يقصدون: رماه من علو إلى أسفل, وأصل هذا الفعل في
العربية الفصيحة: ذبَّ أي دفعَ.
- وتقول العامة: دبّق على الشيء, بمعنى لزمه ولصق به, وأصل هذا الفعل من "الدبق"
وهو غراء يصاد به الطير, ودبقه: اصطاده بالدبق.
- وتقول العامة: دحدلَ فلان الشيءَ, أي دحرجه أو لفه كالأسطوانة وألقاه على الأرض
ودحرجه, وأصل هذا الفعل في العربية الفصيحة هو "دحدرَ".
* فائدة إعرابية:
- يقول شخص لآخر: "إليك عني" بمعنى "ابتعدْ عني", كما تكون "إليك" بعنى "خذْ": إليك
هذا الكتابَ. تُعرَب "إليك" كالتالي: اسم فعل أمر مبنيّ على الفتح الظاهر, وفاعله
ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره: أنت.
- نقول: "جاء حسينٌ عوضاً عن محمدٍ". تُعربُ "عوضاً" هنا كالتالي: مفعول مطلق منصوب
بالفتحة الظاهرة, والتقدير: أعاضَ عوضاً.
- نقول: "غفرانَك ربنا". وتُعرب "غفرانك" كالتالي: مفعول به لفعل محذوف تقديره:
أطلب غفرانَك, ويجوز إعرابها مفعولاً مطلقاً منصوباً على تقدير: اغفرْ غفرانَك.
* أخطاء شائعة:
- يقال: فلانٌ متضلّعٌ في العلم, والصحيح أن يقال: فلانٌ متضلّعٌ من العلم, ومعنى "تضلَّعَ":
امتلأ من الطعام أو الماء, وهذا الفعل لا يتعدَّى إلا بحرف الجرّ "من".
- يقال: طبّقَ طريقة غيره, والصحيح أن يقال: اتّبعَ طريقة غيره؛ لأنَّ معنى فعل "طبَّقَ":
غطّى: طبق الشيء أي غطاه, وطبّقَ الشيءُ: عَمَّ. ولا يأتي هذا الفعل بمعنى "اتّبعَ".
- يقال: كان في ظهر البيدر, أو: كان في ظهور الشوير, والصحيح أن يقال: كان في ضهر
البيدر, وكان في ضهور الشوير, لأن معنى "ضهر" هو أعلى الجبل. وظهرُ كلّ شيء يُكتَب
بالظاء إلا ظهر الجبل أو التلّ, فيُكتَب بالضاد.
- يقال: فلان نفذ صبره, والصحيح أن يقال: فلان نفد صبره, أي ذهبَ وفنيَ, أمَّا
الفعل نفذ فمعناه: مضى, ونفذ في الشيء ومنه: خرج منه إلى الجهة الأخرى.
- يقال: استكفَ هذا العملَ, أي امتنع عنه حميةً واستكباراً, والصحيح أن يقال:
استنكف من هذا العمل, لأن الفعل "استنكف" يتعدى بحرف الجر "من".