مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مع الإمام القائد: إرهاصات الانتصار في ذاكرة القائد


كان انتصار الثورة الإسلامية عظيماً في كل المقاييس. وأن حدثاً بهذه العظمة لا يمكن أن يأتي من فراغ. ورغم كل ما قيل وذكر عن مراحل تفجير الثورة وقيادتها إلى النصر المؤزّر، يبقى لأحاديث رموزها طعمها الخاص.
هنا ننقل حديثاً للإمام القائد (حفظه الله) حول هذا الموضوع عن مجلة "الوحدة" في عددها الصادر في شباط الماضي.


وهذا نص الحديث:
* انتقلتم قبل انتصار الثورة بأسابيع إلى طهران - من مشهد - لمواصلة الجهاد، فما هي بواعث هذا الانتقال؟
- كان من المقرّر أن أقدم إلى طهران قبل ذلك بكثير، فبعد أن انتهت مدة التبعيد - عقوبة النفي - وعدتُ إلى مشهد، مكثتُ مدّة في المدينة، ثم بدأت بالتنسيق مع الأصدقاء في طهران لإنجاز أعمال مشتركة، فرض عليّ إنجازها أن أجيء إلى طهران. كان إصرار الأصدقاء ورغبتهم في مكوثي بطهران يزدادان، وكنت أريد ذلك أيضاً، بيد أن إقبال شهري محرم وصفر حالاً دون ذلك، بعد أن أصدر الإمام أمرهب العناية بهذين الشهرين.

بقيت داخل مشهد في هذين الشهرين أخطط مع الأصدقاء للنشاطات التي يجب النهوض بها في محرم وصفر. ومن طبيعة النشاطات التي يكون فيها للإنسان صلة مباشرة مع الجماهير، أنها تستوعب جهد الإنسان ووقته وتقيده، وقد كنّا في مشهد - كما في بقية المناطق الأخرى - نهتم بالتخطيط للمظاهرات والأعداد لها وتسييرها، حتى اشتهرت على هذا الصعيد مظاهرات مشهد المهمة التي وصل تعداد المشاركين فيها إلى مئات الألوف، بحيث تحولت إلى ظاهرة لا سابق لها.

منعني استغراقي بالنشاط العام في مشهد من الذهاب إلى طهران إلى أن بعث لي المرحوم الشهيد مطهري، أن أقدم إلى طهران فوراً لأمرٍ هام، ولمّا كرّر الطلب عدة مرات اقتنع الأصدقاء في مشهد بضرورة مغادرتي إلى طهران.

أما الأمر المهم الذي طلبني الشهيد مطهري من أجله، فهو أن الإمام اختارني عضواً في مجلس قيادة الثورة من دون أن أعلم، وقد أراد الشهيد مطهري أن يخبرني بذلك. قاد هذا التعيين من قبل الإمام إلى أن أستقر في طهران، حيث مكثتُ في مدرسة الرفاه، وهي المكان الذي كانت تستقر فيه لجنة استقبال الإمام، وبقيت أواصل نشاطي هناك طوال الأيام الحساسة، والمهمة جداً التي سبقت قدوم الإمام في الثاني عشر من بهمن (1/شباط/1979).

* كلا لا أستقبله
لا زالت في ذهني خاطرة لابثة من تلك الأيام ربما تكون جميلة بالنسبة لكم أيضاً. تعود الخاطرة هذه إلى تلك الليلة التي أعلن في اليوم الذي تلاها غلق المطار بوجه الطيران، حيث أراد بختيار أن يوجّه بياناً عبر المذياع بهذا الشأن.
كانت هناك علاقة بين بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة وبختار، وبحكم هذه الصداقة - وربما يفعل المجاملة أيضاً - أرسل بختيار البيان الذي أزمع على إذاعته، إلى مجلس الثورة،لكي ينظر فيما إذا كان المجلس يوافق على صيغته أم لا؟ ربما لم يكن عنوان مجلس قيادة الثورة ينطبق آنئذٍ على هذه المجموعة، أي لم يعرف عنها أنها داخلة في إطار موحّد اسمه مجلس الثورة، بيد أنهم كانوا على علم بوجود هذا المجلس، ولكن من دون أن يعرفوا على وجه الدقّة مجموع الأعضاء فيه.

ومع ذلك كان الآخرون يعرفون إجمالاً أنّ هناك جماعة على ارتباط بالإمام وفي صلة دائمة معه، أبرزهم الشهيد بهشتي والشهيد مطهري، وعدد آخر من إخواننا أمثال الشيخ هاشمي (رفسنجاني) والشهيد باهنر، إذ كان واضحاً للآخرين أن لهؤلاء دوراً مميّزاً في مجال تحريك المظاهرات والأمور الأخرى، وأنّ لهم صلة بالإمام.
والذي حصل في تلك الليلة أن أحد السادة من أعضاء مجلس الثورة، ممن تربطهم ببختيار علاقة صداقة، جاء بالبيان الذي يزمع بختيار على إذاعته من الراديو، قائلاً: إنّ بختيار يريد السفر إلى باريس للتباحث مع الإمام الخميني في بعض المسائل، وقد ذكر عضو مجلس الثورة هذا، أنّ الإمام وافق بنفسه على محتوى البيان!
لم يكن بمقدورنا أن نصدّق أن الإمام يوافق على لقاء بختيار بهذه السهولة، لأننا كنا نعرف سلفاً أنّ الشرط المسبق لاستقبال أمثال هؤلاء، هو استقالتهم من مناصبهم، بل أكثر من ذلك: أن يعلنوا رفضهم للنظام الشاهنشاهي وبراءتهم منهم وأمثال ذلك.

على خلفية هذا الشرط لم يكن بمقدورنا أن نتصور أنّ بإمكان بختيار أن يلتقي بالإمام لمجرد إصدار بيان ضعيف دون محتوى يذكر، مثل هذا.
بيد أن الذي حصل، هو أن عضو مجلس الثورة الذي جاء بالبيان ذكر بلغة قاطعة، أن الإمام وافق على البيان.
كنّا في بداية الجلسة، ولم يكن الشهيد بهشتي قد جاء، حينما تناول الشهيد مطهري بيان بختيار وأجرى فيه تعديلاً، وعندما جاء الشهيد بهشتي أجرى عليه تعديلاً آخر، وبمجموع هذين التعديلين كان محتوى البيان قد تغيّر كلياً تقريباً، حيث ذكر الشهيدان - مطهري وبهشتي - ربما يوافق الإمام على الصيغة الجديدة هذه بيد أن الأكثرية اتبعدت أن يوافق الإمام عليه.

بعد برهة تمّ فيها تبادل الكلام حول الموضوع، وصل من مدينة قم آية الله منتظري، معه جميع العلماء الذين قدموا من مختلف المدن باحتمال قدوم الإمام إلى طهران. نزل الجميع في مدرسة "علوي" الإسلامية، وقد ذهبنا بدورنا إلى هناك، وعندما التحقنا بالجمع، لا أذكر من الذي أتى على ذكر قضية بيان بختيار، الشهيد بهشتي أو الشهيد مطهري، حيث أخبر المجتمعين وذكر لهم أن الإمام قد وافق على المسألة فيما يبدو.
بيد أنّ الذي حصل. هو أن استبعد الموجودون في تلك الجلسة موافقة الإمام، وقد كان رأيهم هذا يتوافق مع رأينا.

استبدت بنا قناعة مؤدّاها أن الإمام إذا كان وافق - فعلاً - على بيان بختيار، فإن أمراً عظيماً قد حصل، ولكن الجماعة التي لم تكن واقفة معنا على خلفية المهاتفة التي تمت مع باريس أخذت تميل للاتصال بباريس مباشرة والتثبت من موقف الإمام. واحسب أن الذي بادر لذلك هو الشيخ المنتظري، حيث اتصل بهناك وقال لهم: اكتبوا ما سأقوله لكم، ثم قدموه لإمام، وأعطوني الجواب مباشرة.
عدنا إلى مدرسة الرفاه وبقينا إلى منتصف الليل بانتظار ما يسفر عنه رأي الإمام. عند منتصف الليل وصل جواب الإمام في بيان قصير بُعث به إلينا، مؤدّاه: كلا، لم أعد أحداً بالموافقة، وما لم يستقل بختيار من منصبه لا استقبله.
في اليوم الثاني نشرت الصحف جواب الإمام هذا.

* قصة الاعتصام بجامعة طهران
أما التحصن في جامعة طهران فيرتبط بواقعة معينة. فلقد قررنا التحصن في الليلة التي كان من المقرر للإمام الخميني أن يعود إلى طهران في يومها التالي، ولكنه لم يعد، فكان قرار الاعتصام.
ذهبنا قبل الاعتصام إلى مقبرة (جنة الزهراء) حيث خطب الشهيد بهشتي بالجماهير، ثم صدر عن التجمع بيان ختامي، عدنا إلى مركز المدينة بعد قراءته. عندما عدنا كان السؤال الذي واجهنا: ما هي الخطوة التالية؟ لقد انبثقت فكرة الاعتصام في طهران في أفق غير بعيد مع الاعتصام الذي تم في مدينة مشهد.

دام البحث في المسألة مدة من الزمان، ونحن نتساءل عن المكان الذي نعلن فيه اعتصامنا. اقترح بعضهم مسجد الإمام في السوق المركزية. وقد كان اسمه يومذاك (مسجد شاه)، فيما اقترح بعضهم الآخر أماكن أخرى، وكانت جامعة طهران من بين المقترحات، يحيث بدا هذا الاقتراح مهماً يتحلى بالجاذبية وهو مفيد من كل الجهات.
انطلقت في الجامعة مجموعة من الفعاليات من قبيل الخطابات التي كانت تتم في مسجد الجامعة حيث كنا نتناوب الحديث فيما بيننا، كما أخذنا نصدر البيانات، وقمنا أيضاً بتحرير نشر خبرية يومية تحمل عنوان "الاعتصام" اذكر أننا أصدرنا منها عددين ما زلتُ أحتفظ بهما، حيث تكشف المادة المنشورة فيهما وما حوتهما من عواطف وأفكار ومواقف، عن رؤى بسيطة إزاء الحوادث التي كانت تتوالى بسرعة، خصوصاً حينما ننظر إليها من علياء هذه اللحظة.

على وجه التحديد أين كنتم في يوم الثاني والعشرين من بهمن، يوم انتصار الثورة؟
- في يوم 22 بهمن، (11/شباط/1979)
وفي الأيام التي قدم فيها الإمام إلى طهران كان مركز العمليات هو مدرسة الرفاه، أما محل سكن الإمام فكان في مدرسة علوي رقم اثنين.
بالنسبة إلينا شكلنا مركز عمليات آخر في مدرسة علوي الإسلامية، ينهض بمهام الإعلام، ويقوم بإرسال المبعوثين إلى المصانع لكي يوجهوا العمال، ويحول دون نفوذ بعض العناصر المخربة دون نفوذ بعض العناصر المخربة التي أخذت تتشكل داخل المصانع.إن مراكز إعلامية أخرى من قبيل مركز الإعلام التابع للإمام، ومركز الإعلام الإسلامي، ومدرسة الشهيد مطهري انبثقت بعدئذٍ من ذلك المركز الإعلامي الصغير، وتحولت بعد ذلك إلى فروع له.

كنت في أحد تلك الأيام عجلاً من أمري، أتنقل بين هذه المراكز لإنجاز بعض الأعمال، عندها استوقفني أحد الأصدقاء قائلاً: أنتم هنا منشغلون بأعمالكم، ولا تعرفون أن الشيوعيين ذهبوا إلى المعامل والمصانع، وأخذوا يحرضو العمال، ويمارسون أعمالاً تخريبية.
كانت تلك الحظات متخمة بالحوادث العظيمة، بحيث لم تدع للذهن قدرة التركيز على مثل هذه الأمور، كما لم يكن متاحاً لهذا المكان الصغير أن يستوعب التحولات المتتالية التي كانت تأتي متسارعة، بما تنطوي عليه من انتصارات ومشاكل. هي أيام صعبة متلاطمة بالحوادث، كانت تلك الأيام بحيث لم يكن بمقدور أي إنسان أن يمارس الموقف الفصل فيها.
بإزاء ضخامة التحولات لم أعتنِ بكلام ذلك الصديق، إلى أن جاء بعد أيام وقدّم تفاصيل أوسع حول الموضوع، فشعرت أن الوضع خطير، لذلك قررت الذهاب إلى الموقع بنفسي، فسألته عن أكثر المواقع أهمية وحساسية، فذكر لي اسم أحد المصانع.

* وسجدت لله شكراً
عندما ذهبت إلى هناك، رأيت الأمر كما ذكر صديقنا، إذ كان تعداد العاملين في ذلك المصنع (800) عامل، التحق بهم (500) من الشيوعيين من الشباب والفتيات.
إن المناطق الصناعية في طهران قريبة إلى بعضها، لذا فإن ما يقع في أي مصنع يسري بسرعة إلى المصانع الأخرى، وقد كان من أهداف الشيوعيين أن يبنوا لأنفسهم قاعدة. وقد تمثل أسلوبهم بتهديد أصحاب المعامل والمصانع وتخويفهم لتعزيز الروح المعنوية للعمال، وبهذه الطريقة يستطيع الشيوعيون أن ينفذوا ما يريدونه.
قضيت يوماً في هذا المصنع مهتماً بحل مشكلات العمال وتوضيح الأمور، وفي اليوم الثاني (يوم 22 بهمن) في هذا المصنع عندما وصلني خبر هجوم الحرس الإمبراطوري على مقر القوة الجوية، هذا الهجوم الذي فشل بواسطة الجماهير التي تدخلت لمصلحة القوة الجوية ضد الحرس الإمبراطوري.

كنت في طريق العودة إلى مركز قيادة الثورة، حينما سمعت المذياع يعلن فجأة: هنا صوت الثورة الإسلامية في إيران، نزلت من السيارة مباشرة، وهويت إلى الأرض ساجداً.
كانت لكم طوال وقائع الثورة صلات مع شخصيات كثيرة لم تعد الآن بيننا بعد أن ذهبت إلى رحمه الله هل هناك خاطرة معينة حول ذلك؟
ليس الجواب عن هذا السؤال السهل من الإجابة عن السؤال الذي سبقه. فقد كان لنا فعلاً علاقة وصلة مع الكثير من هؤلاء الشهداء المعروفين، حيث لم نكن ننفصل عن بعضنا إلا أقل القليل.
من الأطر التي كانت تجمعنا إلى بعضنا هو وجودنا معاً في مجلس قيادة الثورة الذي نهض بأعباء جميع الأعمال الكبيرة. وحتى بعد تشكيل الحكومة ا لمؤقتة ظل هذا المجلس يتحمل عبء المسؤوليات الجسام، ويأخذ على عاتقه تسيير دفة الأمور. كان علينا في تلك الأيام أن نراقب مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، وأن نراقب المعسكرات وأولئك الأشخاص الذين كانوا ينهبون الأسلحة بتحريض وتشجيع من الجماعات (التي تحولت بعدئذٍ إلى صف العداء للثورة الإسلامية).

ان يتم الرجوع في حل الكثير من المشكلات إلى هذه المجموعة، بل كان يُرجع إليها في جميع القضايا، لذلك كان يجب علينا أن نبقى معاً على الدوام، وقد كانت لي خواطر مع جميع هؤلاء، بيد أني أشعر بالعجز في انتخاب أحدها.
ولكن أذكر أنه من بعد ليلة 18.17 بهمن فما بعد، أي بعد أن قامت القوة الجوية باستعراض عسكري أمام الإمام، أصبح احتمال الانقلاب العسكري يتزايد باستمرار، وبذلك أصبحت القضية جدية جداً.
لقد أنكر القادة الكبار الذين فرّوا فيما بعد، أن تكون هناك نية للتحرك العسكري، ولكن هذا الأمر كان واضحاً من خلال الكتابات التي خلفوها وراءهم، وكذلك من مجموع الأكاذيب التي حبكوها. أما حقيقة الأمر فأنهم كان يخططون للقيام بتحرك - لإجهاض الثورة - بيد أن الذي حال دون ذلك، هو عدم قدرتهم على القيام بشيء، لأنّ القيام بانقلاب عسكري كان معناه قتل الملايين.
ألم يكن بإمكانهم أن يقوموا بحركة إجهاض مقطعية مثلاً؟

أجل، كان بمقدورهم فعل ذلك. فقد كان بإمكانهم أن يحركوا مجموعة من الدبابات في الشوارع، ويقتلوا أكبر عدد يستطيعون من الناس، كما كان بإمكانهم أن يقصفوا بالطيران بعض المواقع، ولكن هذه المحاولات المقطعية لم يكن بمقدورها أن تؤمن لهم هدفهم الكبير، لأن السبيل الوحيد الذي كان متاحاً أمامهم لتحقيق ما يريدونه، هو أن يقضوا على جميع أبناء الشعب وهذا غير ممكن.
ومع ذلك كانت تتزايد احتمالات أن تتعرض بعض المواقع للخطر (الهجوم بالطيران أو الدبابات ) كضرب مقر إقامة الإمام الخميني في مدرسة علوي. أو التعرض لمدرسة الرفاه حيث كنّا نجتمع (مجلس قيادة الثورة) وحيث أخذت تجتمع هناك أيضاً الحكومة المؤقتة منذ يوم الخامس عشر من بهمن، لإدارة أعمالها. كانوا يتحدثون في تلك الأيام عن احتمالات قصف هذه المواقع أو القيام بإنزال المظليين فيها ليمارسوا ما يخططون له، من قبيل إشعال المناطق هذه بحرائق واسعة.
في ضوء هذه الاحتمالات والأقوال، كان يصرون علينا أن لا نقضي الليل في مكان واحد، بل طلبوا منّا التفرّق والمبيت في أماكن متعددة، حتى إذا ما وقع حادث ما، لا يذهب الجميع مرة واحدة، بل يبقى هناك من يواصل الشوط.

بالنسبة إلينا كنا نرجح أن نقيم إلى جوار الإمام في مدرسة علوي، ولكن جاء إلينا من يخبرنا بأن لا نتجمع في هذا المكان، وأن نتفرق في منازل مختلفة. وهذا ما كان حيث كنّا نبيت في الليالي اللاحقة، بمنازل متعددة، وقد كان من نصيبي أن أبيت ليلتين مع الشهيد بهشتي والشهيد باهنر قرب منزل الحاج محسنٍ بائع الألبان، لأن البيت الذي اخترناه هناك كان قريباً من مدرسة الرفاه.
تلك ليالي ما زالت ماكثة في الذاكرة، حيث كنا نمضي الوقت بالدراسة والتفكير فيما علينا أن نخطط للقيام به في اليوم التالي. وكانت أصوات الطلقات النارية تحيط بأسماعنا من كل جانب، بل كنا نشاهد إطلاق الرصاص المضيء، حيث كنا نتصور أن المستهدف هو مركز إقامة الإمام.
كانت تلك الليالي مثيرة مثقلة بالانفعال والحماس!

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع