أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

أمي! أبي‏ أشكو الغيْرة وأنتما السّبب!!

سكنة حجازي‏


أمي لا أحبك عندما أراك تحملين أخي الصغير ولا تلتفتين إليّ. أو تهتمين به وتلاعبينه فيما تدفعين بي عنك وعنه. أبي أرجوك، عندما تعود إلى المنزل وأكون بانتظارك لا تبدأ بقراءة الصحيفة أو الحديث مع والدتي دون المبالاة بي، فأحب أن ألعب معك ولو قليلاً. معلمتي أنت بمثابة أمٍّ لي فلا تقولي لزميلي أحبك وتنظرين إليه بحنان وتهملينني في زاوية الصّف.

جدي وجدتي لِمَ تدلّلان أخوتي وتقربونهم أكثر منّي. إلى كل من يحيط بي أنتم سبب مشاكلي فلا تعاقبوني بإلابعاد والإهمال لأن ذلك سيجعلني غيوراً غاضباً ومحتالاً لكسب الود والاهتمام. أمي تقولين عني: غيورٌ. فما معنى الغيرة؟! الغيرة هي انفعال شديد ينشأ من خلال الإحباط والقلق الناتج عن شعور الطفل بتناقص الاهتمام به. إنها سلوك اتكالي عند الطفل. وهي انفعال مركب يجمع بين حبّ التملك وبين الشعور بالخوف والغضب والحقد.

* كيف عرفت أني غيور؟!
أكثر ما تظهر الغيرة على شكل عدوان ضد الآخر لأخت، أخ إذا كان مولوداً جديداً، أو زميل في المدرسة والطفل الغيور لا يمكن أن يشعر بالسعادة أبداً، فهو دائم الحزن والألم والكره للآخرين كبيراً كان أم صغيراً. فيما قد يلجأ إذا نشأ وكبر ولم يتخلص منها إلى إيقاع الأذى بالآخرين كالوشاية والحسد وما إلى ذلك!

* ومن مظاهرها:
الغضب: ويظهر بشكل تخريب وعناد وعصيان نتيجة الشعور بالإحباط.
ميل إلى الصمت: إذا لم يستطع التعبير عنها فإنه يلجأ إلى الإنطواء والخجل وقد يسبب فقداناً للشهية إلى الطعام.
مظاهر جسميّة: وتظهر على شكل صداع، وشعور بالتعب والتمارض من أجل جذب الاهتمام به.
مظاهر نفسية: كالحزن واليأس، والبكاء المتكرر، والتبول اللإرادي ومص الأصابع أو قضم الأظافر لكسب ود وعطف الآخرين.
الميل إلى التحايل: للحصول على ما افتقده كتقبيل المولود الجديد أو تقبيل والديه والتودّد لهما.
وتظهر الغيرة من السنة الأولى عند الطفل وحتى سن السّادسة. فيما تأخذ أشكالاً أخرى بعد هذا السن (الحسد، الوشاية، الإيقاع بالآخرين).

* إذاً ما سبب غيرتي يا ترى؟
تتعدّد أسباب الغيرة وتختلف تبعاً لمراحل كل طفل ومحيطه وأسلوب التعامل معه. وهي غالباً من صنع الكبار إذ قد تبدأ بشكل مداعبة بالتحريض وإظهار الاهتمام بالآخر وتركه هو (أقبل طفلاً آخر وأنظر ردة فعله، أو أعطي شيئاً للآخر لأرى تصرفه...). وهي على الشكل التالي:
1 - ميلاد طفل جديد في الأسرة: لا شك أن الاهتمام والانتباه سيتحول إلى المولود الجديد وسيقابله إهمال الأكبر منه وهذا سيجعل الطفل غيوراً منه لأنه سلبه اهتمام والديه وبعض الامتيازات التي كانت له. مما يشعره بعدم الأمان والاطمئنان إلى وضعه داخل الأسرة.

2 - اهتمام الأم بالأب: الاهتمام الزائد للزوجين ببعضهما وترك الطفل بعيداً عنهما يشعره بالقلق والاضطراب خصوصاً إذا شاهد بعض العلاقات العاطفية أو الجنسية بينهما.

3 - التمييز في المعاملة: وذلك عندما يقرّب الوالدان أحد الأطفال دون الآخرين لذكاء أو جمال عنده ومحاولة إبراز الفروقات أمام الآخرين (أصدقاء جيران...) لذا قد يحاول الانتقام من الطفل المميز أو من الوالدين (النبي يوسف وأخوته الذين كادوا له فألقوه في البئر). وقد ينشأ التمييز بين الإناث والذّكور مما يولد عند الذكور الغرور، وعند الإناث غيرة قد تكبت فتظهر فيما بعد عند أزواجهن. أو إغداق الامتيازات على الطفل المريض وإهمال السليم مما يجعله يتمارض أو يظهر الكراهية والعداء للمريض.

4 - سوء معاملة الوالدين للطفل وقسوتهما عليه: لأن ذلك يؤدي إلى الشعور بأنه مهمل ومنبوذ وخصوصاً إذا ما قورن مع من هم أعلى منه فإن ذلك يؤدي إلى الشعور بالخيبة والعجز والنقص أمام الآخرين ممّا يثير عامل الغيرة عنده.

5 - الغيرة عند الطفل الوحيد: وهذا قد تظهر الغيرة عنده خارج العائلة فبعد أن اعتاد على تملك كل شي‏ء يخرج إلى المجتمع (أقارب، أصدقاء، مدرسة...) ويحاول الاستيلاء على كل شي‏ء فإذا منع من ذلك يشعر بالصدمة وبالتهديد فقد ينظر إلى الناس أنهم يتآمرون عليه وضده... ويصبح الأمر أكثر خطورة إذا نشأ على هذا الإحساس مما يعقد حياته مع زوجته وأطفاله.

6 - الفشل أو التقصير في الدراسة: فالطفل الذي يرسب في صفّه يحاول إلصاق التهم بالناجحين للتقليل من شأنهم.

7 - الشعور بالنقص: وذلك عند عدم على المشكلة التي يعاني منها (ونقص في الجمال، أو بعض القدرات الحسية أو العقلية).

*ألا من علاج لها؟!
إذا كنت عرفت أسباب غيرتي وعرفت نتائجها ألا يهمك أن تبعديها أو تشفيني منها، وذلك ب:
1 - تهيئة الطفل للمولود الجديد: وذلك بإخباره عنه وعن مجيئه إلى الأسرة ثم بيان فائدة ذلك له (سيلعب معه، يسعده، يساعده...) ثم قد نشركه بالمسؤولية عنه (كأن يقدّم له الألعاب والهدايا).
ولا ننسَ أن نجعل وقتاً للطفل الكبير عند وجود المولود للاهتمام به ورعايته وإعطاء الحب والحنان اللازمين له.
2 - عدم ممارسة علاقات عاطفية بين الأبوين أمام الطفل بشكل يثير غيرته وحاجته للعاطفة.
3 - عدم التمييز في المعاملة: خصوصاً ما بين الإناث والذكور أو حتى بين أطفال الجنس الواحد (من مظاهر جمال وذكاء).
4 - عدم مقارنة الأطفال بعضهم ببعض في أي من المجالات (تفوّق، ذكاء نجاح...) سواء بين الأخوة أو الأقارب أو الزملاء في المدرسة لأن ذلك سيؤدي إلى الإحباط وزيادة حالة الغيرة عنده.
5 - لا تحاول إبراز عيوب الطفل أمام الآخرين أو السخرية من تصرفاته مهما كانت وبالمقابل عدم مدح الآخرين بشي‏ء ينقصه (أمامه). لأن ذلك سيؤدي إلى الحقد عليهم.
6 - الاعتدال في التعامل مع الطفل الوحيد خاصة وإظهار العطف والحنان اللازمين مع عدم الإغراق بحيث تتولد الأنانية وحب الذات على الآخرين. وعدم المبالغة في القلق عند ظهور الغيرة بل مواجهتها ككل المشاكل النفسية بتأنٍ وتفهم وحكمة.

هذا فيما لو بدأت الغيرة فنضطر لعلاجها ولكن ألا سبيل للوقاية منها؟!
1 - تعويد الآباء والمربين للطفل على التخلص من مشاعر الأنانية والتمركز حول الذات وذلك بالأخذ والعطاء والتعاون والمشاركة.
2 - العمل على تنويع أنشطة الطفل واهتماماته ضمن قدراته واستعداداته مما يشعره بالراحة والسعادة.
3 - إذا أمكن جعل فاصل زمني بين الطفل والآخر حتى يكون الأول قادراً على فهم واستيعاب وجود آخر معه.
4 - تنمية علاقات الطفل بالآخرين من خلال تعلم المساواة والعدل دون تمييز.
5 - تعويد الطفل على المنافسة الإيجابية (مباراة وإظهار اهتمام معنوي). تقبل الربح والخسارة بروح رياضية.
6 - تقبل وفهم بعض مشاعر الغيرة غير الخطيرة وغير المؤذية والحد من المشاعر العدوانية فقط.
7 - العمل على إشباع الحاجات الأساسية عند الطفل (حب، عطف، هدايا وألعاب مع عدم إظهار التمييز له عن الآخرين).

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع