ديما جمعة فوّاز
السلام عليكم، أنا فتاة اسمي "نضال"، عمري 17 عاماً،
مشكلتي هي "الغيرة" وما تستتبعه من مشاكل وآثار.. فأنا أغار في حال اهتمّت أمّي
بإخوتي أكثر منّي.. أنزعج إذا شعرتُ أنّ المعلّمة تهتمّ برفيقاتي ولا تهتمّ بي..
أغضب من صديقتي المفضّلة في حال عرفت أنّها خرجت مع جارتها أو قريبتها.. مشكلتي
ليست أنّني أغار فقط، ولكنّ ذلك ينقلب عليّ بشكل خطير! فأنا حينما أغار أعبّر عن
مشاعري بأسلوب منفّر، ممّا يجعل إخوتي يسخرون منّي ويستهزئون ممّا يسمونه "صغر
عقلي"، ورفاقي يتهامسون على سلوكي ويعتبرونني غبيَّة، وأشعر أنّني منبوذة ولا أحد
يحبّني.
لا أستطيع أن أحلّل علاقاتي بالآخرين دون أن أجنح نحو المقارنة: أقارن نظراتهم لي
وكلماتهم وأسلوبهم معي مقابل تعاطيهم مع سواي.. وأشعر أنّهم يمثّلون عليَّ وأنْ لا
أحد يهتمّ بي.
أنا حزينة لأنّ أختي قالت لي: إنّ الغيرة توصل إلى الحسد والحقد، وإنّني إذا
استمررت بالاستسلام لهذه المشاعر سينفر منّي الجميع. ولكنني لست حقودة وليس لديّ
رغبة في إيذاء أحد، لكنني فقط أريد أن يحبّني الجميع...
ماذا أفعل؟
الصديقة نضال، شكراً لثقتك بنا ونتمنّى أن نتمكّن من إعطائك
بعض الحلول التي تساعدك على تخطّي مشكلتك:
بدايةً، مشكلة الغيرة لديك ترتبط بشكل كبير بضَعف ثقتك بنفسك: أنت تغارين من
الآخرين لأنّك لا تقدّرين ذاتك كما ينبغي.
1. لذلك ينبغي أن تقدّري نفسك وتفهَمي مشاعرك قبل أن تطالبي بالحب مَن حولك.
2. اكتبي على ورقة أجمل الصفات التي تتمتّعين بها من ذكاء، وطيبة وغيرهما..
3. ركّزي على هذه المميزات وتأكّدي أنّها تمثّلك بمَعزل عن آراء الآخرين.
4. أوقفي المقارنة في أسلوب التعامل، لأنها ستُحبطك حتماً، وهي سلوك غير سويّ وغير
منطقي.
5. تأكّدي أنّ الحلّ الأوّل لمشكلتك ينطلق من تنمية مهاراتك واحترامك لذاتك. وبعد
ذلك انطلقي في تأسيس العلاقات دونما مبالاة إذا كنتِ محطّ اهتمام الآخرين أو لا.
6. توسّلي بالله كي يوفّقك ويبعدك عن كلّ الخصال السيّئة، من حسد وحقد وغيرهما،
لأنّها أولاً وأخيراً تدمّر صاحبها وتعيق تطوّره الشخصي.