مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

روضة الوصال: آية الله القائد السيد علي الخامنئي

السيد كمال فقيه إيماني

حجة الإسلام والمسلمين السيد كمال فقيه إيماني أحد أشهر العلماء في مدينة أصفهان، والمسؤول عن مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام فيها (وهي مكتبة كبيرة جداً ومركز ضخم للنشر والأبحاث) وهو من أصحاب الإمام رضوان الله تعالى عليه الخاصين حتّى أنّه يقال أنّ في بيت الإمام باباً يسمى بباب فقيه إيماني.

هذا العالم الكبير هو أيضاً من أصحاب القائد الذين يعرفونه حقّ معرفته.
وقد أحبّ أن يعرفنا على بعض الجوانب من شخصية القائد العظيمة فقال:

إنّني أعرف القائد منذ زمن الدراسة، أي منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً، حيث كان يوجّه الشباب في مسجد "كرامة الله" الذي كان يعدّ في ذلك الحين مقراً للمجاهدين. وكان يَدْرُس ويدرِّس في حوزة مشهد، التي شهدته نوراً ساطعاً يجذب الشباب إليه. وهذا ما أثار غضب الشاه كثيراً.

أنهى القائد في مشهد السطوح العلمية العالية بمقدرة راقية واستعدادٍ عظيمٍ، ثمّ قدم بعد ذلك إلى "قم" لحضور دروس الخارج، حيث حضرها عند أقدر العلماء وأفضلهم والذين من جملتهم: آية الله العظمى البروجردي، وآية الله العظمى الداماد وآية الله العظمى الإمام الخميني قدس سره.
وقد نال القائد منذ ذلك الزمان إجازاتٍ من أساتذته حيث يؤكّد ذلك مجموعة من العلماء والفضلاء. هذا إلى جانب رعاية الإمام له.

والعلماء الحاضرون اليوم، جميعهم يقرون بأنّ القائد عالم مجتهد ذكي تقي كيّس سياسي فطن، وقد انتخب قائداً بتصويت أكثر من أربعة أخماس الخبراء المجتهدين.
وللقائد اطلاع تام على جميع المسائل المتعلقة بمرحلة ما قبل الثورة، وهو مشهور برؤيته ونظرته العالمية، وقد التقى على امتداد ثمان سنوات بأكثر القادة السياسيين للعالم الحديث.

وها هنا أشير إلى هذه القصة: حيث إنّ والدته الكريمة عندما كانت في فترة الحمل بالقائد، شاهدت في منامها أنّ الله تعالى قد وهبها يوسف عليه السلام. ولذلك عندما كان يعتقل القائد في زمن الشاه ويسجن دائماً كانت تقول له: إنّ والدتك لم تهبك من يوسف غير السجن، ولكن بحمد الله تعالى نشاهده اليوم قائداً عزيزاً، وكذلك شاهدته والدته حيث توفيت بعد سنة من استلامه للقيادة، فعرفت عندها حقاً أنّه يمتلك الكثير من خصائص يوسف عليه السلام.
وإنّني أتذكر أنّ الشعب اللبناني بعد رحيل آية الله شرف الدين تعلّق بالإمام موسى الصدر وقيل: لقد رجع الإمام شرف الدين شاباً. ونحن الآن نقول:من خلال هذه الخصائص البارزة في قيادة القائد، لقد رجع الخميني شاباً.

فمن خصوصيات القائد البارزة: أنّ الإمام وإن كان يوكل بعض الأمور المهمة إلى الآخرين، إلاّ أنّه كان يجعل القائد مشرفاً عليهم.

ومن خصوصيات القائد أيضاً: أنّه أهل عبادة وتهجّد وأنسٍ بالقرآن، ولديه عشق وتعلّق كبيرٌ بأهل البيت عليهم السلام. وإنّ بعض أهل الخبرة متيقنون من أنّ القائد من أهل السِيَرْ والسلوك والذكر، وقد شاهدته بنفسي يدخل بشكل مخفي إلى غرفة خاصّة ليشتغل بالأذكار.
وفي مدينة أصفهان، رأى أحد الأشخاص المؤمنين الموثوقين في عالم الرؤيا رأى القائد والإمام رضوان الله عليه وفي روضة خضراء يتبادلان الحديث، فقال في نفسه ليس من الأدب أن أقترب من القائد والإمام وأقطع حديثهما فبقي في مكانه، ولكنه كان يسمع كلامهما حيث قال: الإمام قدس سره للقائد:
إنّ الفرق بيني وبينك هو أنّني لم أستطع تسليم هذه الثورة إلى صاحبها الأصلي، ولكنّني راجٍ بأن توفق أنت لهذا العمل وتسلّم الثورة إلى صاحبها الأساسي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف.

ومن خصائصه البارزة أيضاً مسألة تقواه، فهو دقيق جداً، ويسعى دائماً أن لا يتجاوز مستوى معيشته مستوى معيشة العامل العادي، فقد يحدث أحياناً أنّك لا تجد في بيته من الطعام حتّى الجبن التعاوني الرخيص، مع أنّ الهدايا التي كانت تقدم إليه كثيرة، ولكنه كان يقسمها بين الفقراء والمساكين.
وطوال ثمان سنوات من رئاسته للجمهورية الإسلامية، كان يضع كلّ الهدايا التي تقدّم إليه في متحف قائلاً: "هذه أموال الشعب وإن كانت قد قدّمت إليّ".
وحياة عائلة القائد عادية جداً في المعيشة والملبس، وهو لا يرضى أن يصرف في منزله شيئاً من الأموال الشرعية.

كذلك من الخصائص البارزة فيه: مسألة فقاهته وعلميته العالية.

أحد المدرسين يقول: "إنّ القائد عندما يدخل في البحث العلمي يكون دخوله وبحثه متيناً جداً وقوياً، بحيث لا يمكن لشخص معارضة ذلك والرد عليه".
وقد حضر دروسه التي كان يلقيها في البحث الخارجي، عدد من الفضلاء وآخرون من شورى المحافظة على الدستور. وهناك الآن مجموعة من العلماء الكبار يحضرون دروس الخارج عنده، كالسيد نوْاب والسيد مؤمن والسيد عسكري والسيد رضواني والسيد فاكر. وهو من خلال أبحاثه ودروسه التي يعطيها يحل المشاكل العلمية للفقهاء في حوزة قم المقدسة. إنّه بالفعل مصداق الحديث "صائناً لنفسه حافظاً لدينه".

هذا إلى جانب قدرته العظيمة على مسك زمام الأمور في المسائل السياسية والإدارية والحكومية. ومما لا شكّ فيه، أنّ القائد الآن شخصٌ لا نظير له...

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع