أيها الفجر
قف هُنيهةً على ضفةِ عمري...
أنا الحرية ارتوت من ياقوت نهري...
أنا بعيني قَطَّعْتُ أشواك قهري...
أنا الجهاد، الصبر والايثارُ صدري...
أنا الفداءُ جلُّه، بل كُلُّه مساحة دهري...
أنا زيتُ سراجي دمي، والمجدُ كوكب عمري...
أنا الوطن الذي فيه الشهادة لون فجري...
أنا القداسة ارتوت من معين طهري...
رجال اللَّه أبنائي وحصني وكهف سرّي...
أنا الأبطال حطمّوا قيدي وأسري...
كنت الغريب فأعطوني هُوية نصري...
أنا فيّ الشهادة مولِدٌ، وموعدٌ لثأري...
أنا الثكلى وطفل يتيم بسمةُ ثغرِي...
أنا مني يغارُ المجد، والشمس في أثري تكاد تجري...
أنا في عرسي الكبير حصدتُ أجمل مهرِ...
أنا أشلاء عمري تربعت على قِبّة نصري...
أنا أيارُ أوراقي وأقلامي وحبري...
أنا أمةٌ روحها الأمين، وفي كيانها صاحبُ العصر...
أنا قادمٌ يا أقصى، على بُراق جرحي إليك أسري...
سأنقل تاج عرسي، إلى القدس ولو دست على الجمر...
أنا لبنان! يا تاريخ حدّث عن قصة فجري...