مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

نور روح الله: ويدّعون الإيمان!

الإمام الخميني قدس سره

إنّ الأنبياء منذ عهد آدم عليه السلام وحتّى عهد الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم لم يحقّقوا الهدف الذي كانوا ينشدونه. ورغم أن جميع الفضائل التي وجدت في العالم هي منهم، ولكنّهم رغم ذلك لم يتمكّنوا من تحقيق ما كانوا يصبون إليه.

* الأنبياء ومدّعو الإيمان
فالأديان المعروفة اليوم بين البشر ثلاثة: شريعة موسى عليه السلام، وشريعة عيسى عليه السلام والشريعة الإسلامية. بالنسبة لشريعة موسى (سلام الله عليه)، إذا نظرنا إلى حال النبي موسى عليه السلام: حياته، وكيفيّة دعوته وجهاده ضد الطاغوت، وقارناه بأمّة موسى على ما هي عليه اليوم، والتي تزعم أنّها أمّته ومن أتباعه، نجد أنّها بعيدة كل البعد عنه. أضف إلى ذلك أن النبي موسى عليه السلام كان يعارض الطاغوت فيما هؤلاء هم أنفسهم الطواغيت. الإذاعة الإسرائيليّة تنقل نصائح موسى، ولكن كيف هي إسرائيل؟ وكيف أوضاعها؟ لقد كان موسى‏ عليه السلام يعيش حياة بسيطة، كان راعياً لا يملك إلا عصاه، كما يصفه لنا التاريخ، وذهب إلى أعتى قوّة في عصره وتصدّى لها. لم يكن يهتم بالدنيا أبداً، لكننا نلاحظ أنّ من ينتسبون إلى موسى متعلّقون بالدنيا بشدة، ويدّعون أنّهم مؤمنون بشريعته.

وأما أتباع عيسى عليه السلام، فيقول الجميع - وهو صحيح- إنّ عيسى كان رجلًا إلهياً يعيش حياة معنوية وكان لا يبالي بالقضايا الماديّة. وحسب ادّعاء من يزعمون أنّهم أتباعه كان غير مهتمّ بالأمور المادية وكان مهتماً بالرّوحانيات، بكل ما للكلمة من معنى، فهو روح الله. لكن عندما نأتي إلى أتباعه، نجد أنّ نصف المفاسد الموجودة اليوم في العالم الغربي، تصدُر عمّن ادعوا أنّهم أتباع عيسى عليه السلام. هم أناس يخالفون رب عيسى ويخالفون عيسى، لكنّهم يحتمون به.

* الاتّباع يكون بالعمل
وعندما نرجع إلى أنفسنا، نجد المسلمين على نفس الحال. إنّ قادة الدول الإسلامية على الرغم من ادّعائهم الإسلام واتّباع رسول الإسلام، غير أنه لا تشابُهَ ولا جامع بينهم وبين قادة الإسلام الحقيقيين.
المزاعم بأننا أتباع الإسلام كثيرة ولكن الاتّباع يكون بالعمل. كيف كانت سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكيف هي حياتكم؟ كيف عاش الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بين الناس وكيف تعيشون أنتم؟ كيف كانت علاقات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع الطواغيت وكيف هي علاقاتكم؟ إضافة إلى أنكم طواغيت صغار! كيف كان ارتباط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بمستضعفي العالم وكيف ارتباطكم أنتم؟ إن مجرد الادعاء بالتبعية للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليس كافياً. إن قادة الدول الإسلامية هم كذلك أيضاً.
يقول الرّسول صلى الله عليه وآله وسلم للمسلمين أن اجتمعوا واتحدوا معاً، ولكنكم تفرقون بينهم. يقول القرآن: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا (آل عمران: 103) ولكنكم اعتصمتم بحبل الولايات المتحدة والغرب. أنتم تدّعون بأنكم أتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والقرآن يقول: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ (البقرة: 257) مَنْ هم أولياؤكم الآن ومع مَنْ ارتباطكم؟

* كونوا صادقين بأعمالكم
انظروا كيف أصبح وضع العالم اليوم. ماذا يقول القرآن؟ وما هو عملكم؟ يقدمون لأمريكا ثروات شعوبهم التي تعيش حالة الضّعف والذلّ، وتعاني من كبتهم وظلمهم ثم يدّعون أنهم مسلمون. يقولون إننا مسلمون ونريد الوحدة، فيما يعادون إيران التي تردد ذلك وتدعو المسلمين البالغ عددهم مليار نسمة للوحدة والاتحاد والتصدي للقوى الكبرى.

خلاصة القول: إنّ من يدّعون أنّنا أتباع موسى غير صادقين. كما أنّ من يدّعون أنّهم أتباع عيسى غير صادقين أيضاً. وكذلك من يدعون أنهم أتباع نبيّ الإسلام غير صادقين، فكل ذلك مجرّد ادّعاء ويجب النظر إلى الأعمال. تعالوا وانظروا إلى أعمالكم فإنّ التاريخ يسجّل كل شي‏ء، والقرآن موجود والتوراة موجودة أيضاً. وكذلك من يدّعي أنّه ملحد وأنه يحمي الكادحين فإذا ما وجد الفرصة قمع هؤلاء الكادحين الذين يدّعي حمايتهم وقَتَلَهم.
إنّ عالمنا اليوم هو بهذا الشكل، الأدعياء كثيرون جداً ولكنّ الواقع هو ما نراه وترونه. فمتى تتغير هذه الموازين وتستقيم؟ إن استقامة الموازين بشكل كامل ستكون بظهور صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف. والواجب هو أن نكون جادّين ونجمع قوانا لمنع حدوث هذه الأمور.

* نصيحة إلى الحكومات الإسلامية
إنّ نصيحتنا دائماً هي تعالوا لكي نتحد، تعالوا لكي نكون مع بعضنا بعضاً. لم نتحدّث يوماً عن مقولة العرب والعجم ولم نتكلم عن المجوس أو غير ذلك، لم نقله الآن ولن نقوله في المستقبل. على المسلمين أن يتّحدوا وأن يقضوا على الذئاب التي تفترسهم وأن ينحّوا الحكام ويقطعوا دابرهم عن هذه البلاد. هذا الأمر ليس مستحيلاً؛ فعندما تريد الشعوب شيئاً، يصبح ممكناً. إنّ كلامنا للحكومات، هي أن تستجيب للشعوب وتكسب ودّها قبل أن تثور. ليأتِ رؤساء الجمهوريات ويجتمعوا لمواجهة من يهاجمون الإسلام والتصدّي لهم وهو أمر سهل. ليس ذلك مستحيلًا، إذا ما اجتمعتم فسوف يكفون عن عدوانكم. إنهم يستغلّون ضعفكم وجهلكم. فمن الطبيعي للإنسان عندما يصون كرامته ويحفظ الإسلام، أنْ يقدم بعض الشهداء. لقد قدّم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الشهداء وكذلك كانت سيرة الأنبياء عليهم السلام. كانوا يعارضون الطاغوت ولو كلّفهم ذلك حياتهم أو حياة أصحابهم. إن للوقوف في وجه الظلم قيمة كبيرة وكذلك القبضة الموجهة إلى الظلم والطاغوت لها قيمة كبيرة.

إننا مكلفون أيها السادة. ليس صحيحاً أن نجلس في بيوتنا ونأخذ بأيدينا مسبحة ونردد دعاءعجل الله تعالى فرجه الشريف زاعمين بأننا ننتظر ظهور إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف. إنّ التّعجيل في الفرج سيتمّ بأعمالكم. عليكم أنتم توفير الأرضيّة المناسبة والإعداد للمّ شمل المسلمين ووحدتهم. وسيظهر -روحي فداه- إن شاء الله.
إنّني آمل أن يوجّه الله تبارك وتعالى قلوبنا نحوه وأن يمنحنا قليلاً من معارف القرآن وأن يعرّف المسلمين ويعرّف قادة المسلمين واجباتهم الإلهية، ويقضي على أعداء الإسلام والمسلمين إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله‏ وبركاته

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع