مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مصباح الولاية: عامود الدين



من الطبيعي أن يدرك الإنسان المؤمن أهمية الواجبات التي فرض الله عليه القيام بها وأن يعتبر وجوب الالتزام بها أمراً مسلَّماً به وحتمياً لكنه بالرغم من معرفته هذه قد يغفل عن حقيقة إتيانه ببعض الواجبات من دون تحقيق الهدف المرجو منها، والصلاة هي واحدة من هذه الواجبات التي لا يرضى المؤمن تفويتها لكنه قد ينسى أن يسأل نفسه إذا كان يؤديها حقها ويأتي بها كما يجب خصوصاً أنها عامود الدين وأساسه إن قُبِلت قُبِل ما سواها وإن رُدَّت رُدَّ ما سواها.

* آثار وبركات:
إن الله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى الصلاة، والإنسان هو الذي يحتاج لها، فهي نعمة إلهية كبرى لأنها وسيلة للعلاقة والارتباط الدائم بين العبد وخالق الكون. ويشير الإمام الصادق‏ عليه السلام إلى واحدة من بركات الصلاة فيقول: "للمصلي ثلاث خصال: إذا قام في صلاته يتناثر عليه البر من أعنان السماء إلى مفرق رأسه وتحفّ‏ُ به الملائكة من تحت قدميه إلى أعنان السماء وملك ينادي: أيها لمصلي لو تعلم من تناجي ما انفتلت". والصلاة هي السند القوي في جهاد المرء لشيطانه وقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وآله في تأكيده على أهمية الصلاة وأثرها في تطهير نفس الإنسان قوله: "الصلوات الخمس لأمتي كنهرٍ جارٍ على باب أحدكم، فما ظنّ‏ُ أحدكم لو كان في جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات في اليوم أكان يبقى في جسده درن؟ فكذلك والله الصلوات الخمس لأمتي". ومن آثارها وبركاتها أيضاً ما جاء عن الإمام علي عليه السلام حيث قال: "إذا قام العبد إلى الصلاة فكان هواه وقلبه إلى الله تعالى انصرف كيوم ولدته أمه". وأيضاً من عظمة أهميتها أن الشيطان يحسد المصلي على ما يناله من الصلاة وذلك في قول أمير المؤمنين‏ عليه السلام: "إذا قام الرجل إلى الصلاة أقبل إليه إبليس ينظر إليه حسداً لما يرى من رحمة الله التي تغشاه".

* آداب وشرائط:
يجب على المصلي مراعاة بعض الآداب في الصلاة وهو قائم في حضرة الله ذاكراً له ومناجياً إياه ومعترفاً بربوبيته. وأول هذه الآداب وأهمها الخشوع الذي يعني الإقبال على الله بوعي وتفكر وحضور دائم للقلب والجوارح. يقول الإمام علي عليه السلام في إحدى وصاياه: "يا كميل ليس الشأن أن تصلي وتصوم وتتصدق. الشأن أن تكون الصلاة فعلت بقلب نقي وعمل عند الله مُرضي، وخشوع سويّ". هذا وإن الروايات التي تصف حالة النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام وقت الصلاة كثيرة وهي تحكي عن تغير حالاتهم خوفاً من الله عزَّ وجل عند إقبالهم على عبادته. وأيضاً من المسائل التي يشدد عليها رسول الله صلى الله عليه وآله في حديثه عن الصلاة هي تحقيق الهدف المقصود منها حيث يقول: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلاَّ بعداً".

وهناك أيضاً أحاديث تؤكد على أهمية المحافظة على أوقات الصلاة منها قول أمير المؤمنين عليه السلام: "ليس هناك عمل أحب إلى الله من الصلاة فلا يشغلنكم عن أوقاتها شي‏ء من أمور الدنيا فإن الله عز وجل ذم أقواماً فقال: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ يعني أنهم غافلون استهانوا بأوقاتها". ومن الآداب أيضاً إتمامها والقيام بها على أكمل وجه حيث يقول الرسول‏ صلى الله عليه وآله: "ليس السارق من يسرق الناس ولكنه الذي يسرق الصلاة". وبالإضافة إلى هذه الآداب فإن هناك شروطاً وموانع لقبول الصلاة ومن الشروط ما تحدَّث عنه رسول الله‏ صلى الله عليه وآله فقال: "لو صليتم حتى تكونوا كالأوتار وصمتم حتى تكونوا كالحنايا لم يقبل الله منكم إلاَّ بورع".

وفي حديث آخر: "لا يقبل الله صلاة عبد لا يحضر قلبه مع بدنه". أما الموانع التي تؤدي إلى عدم قبول صلاة المصلي فمنها الاستخفاف بها وعدم المحافظة عليها وعقوق الوالدين والغيبة وشرب الخمر. أن نؤدي الصلاة حقها هو ما يعبر عنه الإمام زين العابدين عليه السلام فيقول: "أن تعلم أنها وفادة إلى الله عزَّ وجلّ‏َ وأنك فيها قائم بين يدي الله عزَّ وجل فإذا علمت ذلك قمت مقام الذليل الحقير، الراغب الراهب، الراجي الخائف المستكين المتضرع، المعظم لمن كان بين يديه بالسكون والوقار".

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع