مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

في رحاب بقية الله: الوظيفة



ما أدراك ما الوظيفة في زمن غيبة إمام العصر عجل الله فرجه الشريف؟ وما أدراك ما زمن الغيبة؟!

عصر يكون الثابتون على القول بإمامته عليه السلام أعزّ من الكبريت الأحمر وأفضل من أهل كل زمان، يكون الصابرون- في غيبته- على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهدين بالسيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

فإنه عصر ملآن الأرض فساداً، عصر جولان مضلاّت الفتن وكلابتها وعتمتها كما قال: في غيبته عليه السلام لا بدّ أن تكون فتنة يسقط فيها من يشقّ الشعرة شعرتين، إنه عصر الحيرة والضلالة، يعود الإسلام فيه غريباً كما بدأ غريباً يصير المنكر معروفاً، والمعروف منكراً، يوضع الدين، وترفع الدنيا. عصر ينماث فيه الإيمان كما ينماث الملح في الماء: كما قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم- في بيان أشراط الساعة-: ... وبيع الدين بالدنيا، فعندها يُذاب قلب المؤمن في جوفه كما يُذاب الملح في الماء، بما يرى من المنكر، فلا يستطيع أن يغيّر...
عندها يؤتى بشيء من المشرق، وبشيء من المغرب يلوّن أمّتي.
فالويل لضعفاء أمّتي منهم... جثثهم جثث الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين وتكثر الصفوف بقلوب متباغضة، وألسن مختلفة.

قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟
قال: بلى والذي نفسي بيده.

وقال الصادق عليه السلام: فإذا رأيت... وإذا رأيت... فإذا رأيت الحق قد مات، وذهب أهله. ورأيت الجور قد شمل البلاد، ورأيت القرآن قد خلق وأحدث فيه ما ليس فيه، ووجّه على الأهواء. ورأيت الدين قد انكفى كما ينكفي الماء. ورأيت الشرّ ظاهراً لا ينهى عنه، ويعذر أصحابه. ورأيت الفسق قد ظهر، ورأيت الصغير يستحقر الكبير. ورأيت الحرام يحلّل، والحلال يحرّم. ورأيت الدين بالرأي، وعطّل الكتاب وأحكامه..
فما عسانا أن نقول في عصر صفته كهذا؟! إلاّ ما قاله عجل الله فرجه الشريف: اللّهم إنّا نرغب إليك في دولة كريمة تعزّ بها الإسلام وأهله.
اللهمّ إنّا نشكو إليك فقد نبيّنا صلواتك عليه، وغيبة وليّنا، وكثرة عدوّنا، فصلّ على محمد وآله، وأعنّا على ذلك بفتح منك تعجّله و...

* رؤيا الإمام بالمنام وكلامه عليه السلام
في ليلة مباركة مضيئة، أزهرت بلا نجم، وأضاءت بلا قمر- وفيما يرى النائم- تشرّفت بلقاء مولاي صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف، وقلت له- ما معناه-: ما أصنع كي أتقرّب. فأجابني عليه السلام- ما معناه-: "اجعل عملك عمل إمام زمانك".
فأدركت آنذاك أنّه إذا أردت أن تعمل عملاً، فانظر: هل كان إمامك عجل الله فرجه الشريف يعمله؟ فاعمله، وإلاّ فدعه.
ثم قلت له ما لفظه: هذا هو الأمل، فبماذا أوفّق لذلك؟
فقال عليه السلام ما نصّه: "الإخلاص في العمل".

فانتبهت بعد ذلك من النوم محاوراً هذا الكلام الموجز لفظاً الواسع معنى، فأشبعته درساً وتحليلاً، لأجد على ضوء الاستدلال العقلي والاستنتاج الفكري، أنّه يجب على الموالي لأهل بيت العصمة والطهارة أن يكون في عمله تابعاً لإمامه عجل الله فرجه الشريف عارفاً مستيقناً أن عمله هو إمتداد لعمل آبائه (عليهم السلام) الذين أذهب الله عنهم الرجس، وطهّرهم تطهيراً.
كيف لا، وهم آخذون من مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووحيه- الذي ما ينطق عن الهوى- وهم زقّوا من نمير عمله، وأنّهم ورّاثه وأوصياؤه في الأرض من بعده واحداً بعد واحد، وأمناؤه على عباده.

ولا مِراء في أن هذه هي حقيقة التشيّع ظاهراً وباطناً، وعلى ضوء هذا أن الرسول الأعظم هو الذي أسّس أساس هذا التشيّع بقوله: إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً.
وفي الجواب الثاني إشارة إلى قوله تعالى: ﴿قُلِ اللهَ أعبُدُ مُخْلِصاً لهُ ديني(الزمر: 14).
﴿فَمَنْ كانَ يَرْجوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَملاً صالحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أحدا (الكهف: 110).
فهل الوظيفة إلاّ التوسّل بأفضل ما يتوسّل به المتوسّلون والتمسّك بحبل الله المتين، وعترة الرسول ثاني الثقلين.
مؤطّرين ذلك بأفضل الأعمال- انتظار الفرج- كما قال تعالى: ﴿فَانْتَظِرُوا إنّي مَعَكُمْ مِنَ المُنْتَظِرِين(الأعراف: 71).
متعوّذين من "الفتنة" في قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتنةً لاَ تُصِيبَنَّ الّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصّة (الأنفال: 25).

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع