"سيدي يا صاحب الزمان. كم كنت أتمنى أن تكون شهادتي بين يديك المباركتين، ولكن طول غيبتكم وشوقي إلى سادتي ومواليّ آبائك البررة حال دون انتظاري أكثر من هذه المدة، فأسأل الله أن يعطيني بشهادتي هذه أجر شهادة بين يديك المباركتين".
كلمات من نور كتبها المجاهد الاستشهادي علي أشمر بأحرف دمه القاني وأشلاء جسده المتناثرة، فكتب لها الخلود والبقاء ببقاء كربلاء.
هكذا هو منطق الشهداء، فما أن يجري من القلب حتى يدخل إلى القلب ويستولي عليه استيلاء لطف وانجذاب لا استيلاء قهر وعذاب.
لله درك يا علي!
أي نبع زلال هو قلبك الصافي، وأي كوثر فياض هو سرك الخالص!
يا سادة قافلة الوجود وأمراء الجنة. من أريج دمائكم نتنسّم عليل العزة والحرية فتنبعث منها أنوار الهداية إلى الولاية الحقة. وكفى بها هداية.
آه، آه! أنى لأمثالنا أن يصف عظيم قدركم وعلو شأنكم فلندع القيل والقال فإن له أهلاً.
عزيزي القارئ
الشهداء هم صانعو التاريخ دوماً، لا سيما في عصرنا هذا عصر الاستشهاديين، فحري بنا أن نستلهم وصاياهم النيرة فإن فيها أسراراً لا يدركها إلا أمثالهم.
﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاّ خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾.
وإلى اللقاء